أمة لا تقرأ
يدخل قاعة المحاضرات بكل تواضع ، بلباسه الأزهري الأنيق وسنه المتقدم يعرفه الجميع ، إنه هو.......الشيخ محمد الغزالي .
يتقدم لإلقاء محاضرته ، تكتشف مند الوهلة الأولى أن هذه المحاضرة ليست كسابق المحاضرات ، فالقاعة مملوءة عن آخرها بعدما كانت نصف فارغة في سالف المحاضرات ، الهدوء والهيبة يخيمان على المكان قبل أن ينطق بأية كلمة.
يبسمل ويصلي على نبينا الكريم ، بأسلوب مشوق وهادئ يرسل كلماته فتلامس القلوب قبل العقول ، يعطي معلومات دقيقة كأنها تنبعث من جهازًًٌ كمبيوترٌ
توحي لك بأن الرجل له تجربة طويلة مع العلم وتجارب الحياة و معرفة عميقة لمواطن ضعف الأمة الإسلامية وقوتها ،إننا أمام عملاق في المطالعة والكتابة وعالم يعمل في حقل الدعوة الإسلامية مند نصف قرن بين أمة ٌ لا تقرأ ٌ.
نرجع بأبصارنا ونتمعن القاعة من جديد ،إنه الصمت المطلق ، ليس هناك كثرة الداخلون والخارجون ولا من يقرأ جريدته أو ينظر إلى ساعته كل مرة.
أذكر فيما أذكر من كلماته في تلك المحاضرة :
( إن الملح لا يتحول إلى سكر حتى لو وضعناه في إناء السكر وكتبنا عليه ٌسكر ٌ بل حتى النمل لا ينخدع بيه ).
( لكننا أمة لا تقرأ ) وهي الكلمة التي كثيرا ما كان يكررها كل مرة.
فرحمة الله عليك أيها الشيخ الجليل وأسكنك فسيح جنانه.