لا شيء ،فقط أنا ونفسي
وكوبُ قهوةٍ قد ملَّ مني ،
وكِتابٌ مُهتَرئ مُذ زمن ،
يَصفعني غُباره حالما أفتحه .
في الباحَةِ يُخيِّمُ الهدوء ،
لا صوت ،
و لا شيءَ أيضاً ،
فقط كُرَةٌ
قد هَجَرها صاحبها مُذ وقتٍ طويل ،
بالحقيقةِ كان قد اكتشف شَغَفه بشيءٍ آخر ،
بِأُخرى تُشبهها ،
ليس كثيراً ،
فهي أكثر دوياً ،
أدهى صَخَباً ،
أَهوَل ،
وأَمَر ! ! .
بيتُ جاري لم يَعُد له ،
فقد أمسى موطناً للعنكبوت .
جارَتي تتأرجَح بذاكرتها ،
فتارةً تضحك ،
و تارةً أُخرى يَخترقُ نحيبها أُذني .
هذه المدينة لم تعد كما كانت ،
موحشة ،
مهجورةٌ لأجلٍ غير مُسمىً ،
والبقاء فيها
يعني المُكوث بداخل كوخٍ تضطرم النيرانُ في جنباته .
[تسنيم الفراصي]