دلال
يَبابُ الشيبِ يُرويهِ ابتهاجي *** ويُشعلُ من مباسمه سراجي
عبيرُ المسكِ زاد على الغناجِ *** أنا في العسر يـزدادُ انفراجي
حبيبي إن أطـلّ على سياجي
♦ ♦ ♦ ♦
يُغيِّبُ مَن أطلَّ هنا شُموسا *** أدِرْ إن تلقَ مَن تَهوى كؤوسا
خِلالكَ خلّ حبَّكَ أنْ يَجُوسا *** ألا أنعِـــــمْ بما يشفي النُّفوسا
شفاءُ النفسِ في ملقى الغناجِ
♦ ♦ ♦ ♦
عيونُ الخلق تضطربُ اختلاجا ***بمَقدمهِ ‘عبيــرُ المسكِ فاجا
يداوي قلب مَن رعش ابتهاجا***فقــد حملتْ مباسمهُ العـلاجا
ولكنّ الحبيب أبـــى علاجـــي
♦ ♦ ♦ ♦
لهُ الأنظــارُ من شتَّى تسيلُ *** قلــوبُ الخلقِ والدنيا تميــــــلُ
إذا يلقـاكَ في الملقى جميـلُ *** فأنت لمالِــــكِ الدنيــا بديـــــــلُ
وكم ملِكٍ يعيشُ بلا ابتهاجِ
♦ ♦ ♦ ♦
يطولُ الليل من ذكرىً شجيِّ*** ويقصرُ في اللقـــاء بذا البهيِّ
كأن البـــدرَ يسقطُ من عليِّ *** على مَـرْج ٍ مـن الذهبِ النقيِّ
إذا نزعَ الوشاح عن الوداجِ
♦ ♦ ♦ ♦
تقلَّبَتِ المخامرُ والظنـــونُ *** فمنهم قال فــي حبي جنـــــونُ
وقالوا شاعر فيه مجــــــونُ*** على أنَّ الهَنا في الحب نــونُ
فمن غطـّى صباحـًا في انبلاجِ!
♦ ♦ ♦ ♦
يجِفُّ البحرُ من إسعار ناري***وتشتعلُ المواقـــدُ من جماري
إذا بعـدتْ منازلهم وجاري *** أصولُ على ملاعبنا الصغـــارِ
فيخمدُ عند صورتها هيــاجي
♦ ♦ ♦ ♦
ألا أجمِــلْ بفاتنة الديــــارِ *** لئنْ نظرتْ ينيــرُ الحبُ داري
على الخدَّين باقاتُ النـوارِ ***وذي الشفتين تلتهمُ اصطباري
كأنّ نواجـــــذها أكليـلُ عــاجِ
♦ ♦ ♦ ♦
لهــــا دلٌّ يدلُّ على دلالِ *** ودلاَّنــي الغـَـرورُ على دلالِ
قـُلِبتُ كأن ْ شموسي في زوالِ* كما يطلي وجوهَ الماء طالي
طلى أملي ملِـــكٌ بغيــر تــاجِ
♦ ♦ ♦ ♦
أفي الدنيا جميلُ الوجه يغري* أم الدنيـــا كأحــلام ٍ بفكـري
عديمَ الفكرِ هل ينسيكَ قبري** تبختركَ‘ التبــــرُّجَ والتعـرِّي
أ إنكَ من عذاب القبر ناجي!
♦ ♦ ♦ ♦
ودونك هوْلُ يومِ النازعاتِ *** إذا نـُزعتْ جلــودٌ من عُصاةِ
وذي الدنيا إذا كانت بُغاتي *** فيـوم الحشر لا تُرجى نجاتي
سوى الله الذي يدعوه راجي
♦ ♦ ♦ ♦
ولا أبغي سِوى اللهِ اعتمادا *** إذا واجهتُ أهــــوالاً شِدادا
ويومَ نجيئهُ غـُرلاً فُرادى *** بـــلا مالٍ ولا أهـــــلٍ؛ نُنادى:
ألم أنهَ العقـــولَ عن اعوجاجِ
♦ ♦ ♦ ♦
دعوتُكَ ربّ لا تنزع جلودي*** ففيَّ الضعفُ جزءٌ من خلودي
وها جسدي يذوبُ من الجليد* فكيف إذا جهنمُ فــــي حـــرودِ
ومالـِـــكُ جــرّني إلى الهجاجِ
♦ ♦ ♦ ♦