كتبت هذه القصيدة على البحر البسيط ومخلع البسيط
بمناسبة يوم الأرض ومسيرة المليون نحو القدس قبل 9 أعوام ... أعيدها اليوم لنفس المناسبة
تنفّسَ العشْبُ في أوصالها غضبا
.............................فاستنفَرتْ آذارَها فاحتدَّ والتَهَبا
وكانَ يوماً بلوْن الجمْرِ زهرَتُهُ
.........................في نسغِها دمُ أزهارِ الرُّبى اختضَبا
إذْ سالَ شريانُها تجري كرامَتُهُ
..........................كالخيْلِ تصهُلُ فالشريانُ ما نضَبا
عشبٌ تأجَّجَ كالبركان دفقَتُهُ
......................روحُ الترابِ وكأسُ الَّرفضِ قدْ شُرِبا
أنا هُنا صامٌدٌ صــــــَــبورُ
...................على كهوفِ الدُّجى أثورُ
للــــنارِ في مهجتي أُوارُ
.................اللَّيْثُ في أضلعي هصورُ
أريدُ أنْ تمتطي الضياءَ
..............على جناح الصدى النسورُ
في قبضتي ثورةُ الإباءِ
..............في وجهِ ذاكَ الخَنا جَسورُ
إذْ دمْدَمَ الزيتُ في الزيتونِ فاشتعَلتْ
.................شمسُ الزجاجةِ في مشكاته لهبا
واستيقّظَ التينُ من نومٍ تَملَّكَهُ
..................دهرا فقامَ قيامَ النخلِ وانتصبا
وامتدَّ بينَ جليل الروحِ مارِدُهُ
................وعانقَ القلبُ بئر السبع والنَّقَبا
من قمقم الرَّفْضِ مدَّ العشبُ قامَتَهُ
................فطاولتْ نخلةَ الإيمانِ والشُّهُبا
ولي جذورُ هناكَ أعلى
..................من نجمةٍ في الثرى تمورُ
كأنها كوثرُ الترابِ
....................من مائه تشربُ البذورُ
عكا وحيفا وعسقلان
...................تاريخُها في دمي بدورُ
أنا هنا فيصلُ الخطابِ
..................وهامتي دونَها النسورُ
وأشعلَ الزَّعترُ البريُّ شمعتهُ
................فأسهدتْ ليلَهُ فاغتَمَّ واضطربا
واهتزَّ من هبَّةِ الزيتونِ ممتَقِعاً
.........من صحوة العشبِ مرتاعاً ومحتسبا
مسيرة الثأرِ تكبيرٌ وبسملَةٌ
..............من سرَّةِ الأرضِ مليونها اقترَبا
منْ كلِّ صقعٍ لنا في الكونِ قافلة
...........للقدْسِ تسري إلى أسوارها رَغَبا
وأمَّتي حيةٌ ولودُ
.............دروبها كم بها جُسورُ
لو هزَّها عارضٌ تعودُ
.............قويةٌ مثلُها الصخورُ
أنا هنا صرخةٌ تدوّي
........وصْولةٌ صالَها الضميرُ
مسيرتي تعبرُ الطريقَ
............وبعدها تعظمُ الأمورُ
من مشرق الشمسِ والأنوارُ حاضرةٌ
.......................ومن مغارِبنا قدْ أقبلوا نُخَبا
همْ قادمونَ وعين الله ترقُبُهمْ
...........هبّوا مع الريحِ وما ضاقوا بها نصَبا
هذي طلائعهمْ تعلو بيارِقُها
...................وتلكَ زهْرَتُنا تستنهِضُ العَربا
النهرُ يشكو جَفافاً كادَ يخْنُقُه
...........والماءُ يجري عن الكفّينِ ما اغتربا
فافتحْ منابِعَهُ كاللجِّ دافقةً
..................في ضفَّتيْهِ عباباً غادَرَ اللَّعِبا
الجدُّ في مائهِ ينسابُ محتدما
........في النهرِ يهتفُ ماءُ النارِ وااا عرَبا