أحلى أيام تمر مر السحاب تتجمع في سرب حمام ولقلاق وغراب، في حلقات تنتظم متراصة كأنها صفحات كتاب. تعزف سمفونية على قيثارة ورباب.
عشت ذكرياتها هادئة ساكنة اندثرت من سلمها إلى ثورات وانقلاب.
ليتني ما لبست هذا المعطف العجمي الأسود ؛وبقيت مرتديا ذلكم الجلباب. رمينا اللب من الألباب. وتشبثنا بقشور الأهذاب.
ياما تعز علينا أيام الصبا والشباب. أحلم في منامي؛ لو تخسف بي الأرض وأرجع من جديد إلى مجالسة خيرة الأصحاب. ويجمع شملي بمن افتقدت من سلالة الأحباب؛تذكرتها وأعددتها بالألقاب.
أحلم أني سئمت من الحياة هذا الذهاب و الإياب ؛أركض باحثا عن لقمة عيش بل رغيف بالعذاب...
وسئمت الحياة من حيل الثعالب. و بطش تلك الذئاب؛ صوتت عليها فئة من الذباب... وأنا يكفيني حالي وأبتعد عن السباب...
وسئمت غلاء المعيشة من محروقات وحليب و لحم الكباب. وعيوني من الجوع تكون فيها الضباب...
قلت مع نفسي خذوا قطار براقكم السريع وارجعوا إلي أيام سعادتي وذاكرتي إلى الصواب . فإني أعشق متعة ركوب تلك الخيل من الدواب.