رمضان أهلا
رمضانُ يحمل للوجودِ أماناَ
أيامُهُ تَرنو إلى لُقياناَ
نفحاته هبت نسائم عطرها
والكون غرد منشداً فرحانا
فالبدرُ أوشكَ بالظهورِ مبشراً
بقدومِهِ متهلِّلاً جَذلاناَ
رمضانُ أهلا أنتَ أحسنُ زائرٍ
وافى الوجودَ وعطرَ الأكوانا
شهرُ الشهورِ فكيف لا نشدو به
والقلبُ فاض محبةً وحنانا
شهرٌ كريمٌ كيف لا نشتاقُهُ
ونخطُّ في أرجائهِ ذكرانا
نورٌ أطلَّ وفِي السماءِ هلالُهُ
وبدا جمالُ هلالِهِ هيماناَ
أيامُ شهرِكَ يا حبيبُ قليلةٌ
معدودةٌ مملؤةٌ إحسانا
وحديثُكَ الزاكي غذاءُ قلوبِنا
وثمارُ غرسِكَ سَنبلتْ وديانا
آياتُ ربِّكَ يا رفيقي أدهشتْ
قلبَ العُتُلِّ وسَوسنتْ حيرانا
لَمستْ جَنا القاسي فأورقَ عودُهُ
طيباً وحنَّ تشوُّقاً وألانا
في كلِّ يومٍ للصيامِ هديةٌ
موصولةٌ لتغير الإنساناَ
"قرآنُ ربِّكَ والأخوةُ رتَّقتْ "
زَهوَ البنانِ ورصَّعتْ بنيانا
هذا التفاؤلُ أنْ عسى متحققاً
رَأَبَ الصُّدُوعَ وَبَلسمَ الوجدانا
رمضانُ يارمضانُ طوبى للذي
باعَ الهوى كي يشتري رمضانا
تَركَ الشواغلَ في جواربِ نعلِهِ
ومضى يُنورسُ وقتَهُ قرآنا
ومضى يَبِرُّ بأُمِّهِ وبأهلِهِ
وبجيرةٍ لا تعرفُ الإذعانا
عَفَّتْ فأغضَى الباذلونَ وأهملوا
جوعاتهم مُذ أتخموا الشبعانا
ومضَى بزنبقةِ التراويحِ التي
أحيَتْ جواهُ وأثمرت رضوانا
وتروحَنَ القلبُ الحفيُّ بصومِهِ
واخضرَّ جدبُ جفافِهِ أفنانا
وتسامقتْ أشواقُهُ نحوَ السما
وازدادَ من هذا الشذَى إيمانا
ومضى يغردُ باذلاً مِن طيبِهِ
فغدا الفؤادُ ببذلِهِ روحانا
يا ساقياً بالذكرِ فاقةَ قلبِهِ
اشددْ فحبلُ زمانِنا وهنانا
يا مرضعَ الكلماتِ ألواناً بها
تحلو الحياة مشاعراً وبيانا
اقبضْ على الأوقاتِ دونَ ترددٍ
فالوقتُ أسرعُ أن يقر مكانا
وإذا دَجَى ليلٌ أقامتْ فوقَهُ
صبحاً وأمطرتِ الجوى تحنانا
وسلامةُ الأسفارِ فأحمد ربَّها
لتدومَ في محرابِها يقظانا
فعليكَ يارمضان من ربِّ السما
حبٌّ يُرَوْحِنُ للزمانِ رؤانا
فأعدهُ يا ربي علينا سرمداً
تُحيي بهِ الإنسان والأزمانا
بقلم هائل سعيد الصرمي
4/5/2019
https://t.me/asarme/456