لا تعذِلوهُ فإنَّ العذْل يُسْعِدُهُ
.......................لأنَّ في غَسَق الأيّامِ مَوْلِدُهُ
ما انْفكَّ يعزِفُ والأوْتارُ ناشزَةٌ
......................فاللَّحنُ مُنقَعِرٌ والعَودُ يُنقُدُهُ
"زرْيابُهُ" يعتريه الوَهمُ في وَترٍ
.....................بنَغمَةٍ عَبثتْ في جِرْسِها يَدُهُ
فأنتَ تُصغي وفي الصيوانِ "زعبَرةٌ"
................والأذنُ منها بِباب الوَقْرِ تُوصِدُهُ
ما كانَ لوْلا انحِسار المَدِّ في زَمَن
....................إلا رَهينَ هَوانٍ عاشَ يُقعِدُهُ
والآنَ في هالَة الأقمار سامِرُهُ
............ما زالَ يهْذي وَبعضُ الهَذرِ يُجْهِدُهُ
تكادُ تسمعُ حَرْباً في مَعازفهِ
.............فالصّنْجُ يقصِفُ والغيتارُ يرْصُدُهُ
والطبْلُ يسعلُ والقانونُ مُرتبكٌ
............والنّايُ يُكسرُ بعدَ العَصْف مقعَدُهُ
ما زلتُ أسْمَعُ أوْتاراً مُقطَّعَةً
......................تئِنُ مِنْ لوْثَةٍ ممّا تَكبَّدُهُ
في مسرَح العبَثِ المقصودِ ترْصُدُهُ
...............مُلوَّثاً وَ"ضَلال" اللّيل يَعْضِدُهُ
مُذْ قارَفتْ يدُهُ الكرْسِيَّ وهْوَ صَدىً
.................يَطِنُّ لا ينْتَمي للأُنسِ مَعْبَدُهُ