قصيدة نثرية: بجانب الصفر

نظرت ذات يوم إلى الصفر
فقلت؛ هذا أنا
في هذا العصر
فنظر إلي بإحتقار
وقال؛ تبا لك، بكل إختصار
فلي في الألف ثلاثة أشطار
وبعد ليل الواحد، أنا شمس النهار
فمن أنت يا شبيه الحمار؟!
فقال الحمار؛ قبحت من الأعداد
أهذا شبيهي في خدمة العباد؟!
وفي قوامي جسدي
من الأجساد؟!
هذا صخرة صماء ذات جماد
فإنتفض جلمود الصخر وقال؛
أنا ذو صلابة ووقار
لا يقوى علي ريح ولا إعصار
وما هذا، سوى
حبة رمل في الغبار
فنطقت رملة الصحراء
أنا صاحبة القبلة السوداء
وما هذا، سوى
فضلة لدى البلغاء ...

كل شيء له قيمته وقدره
لا يرى غيره أحسن منه
فالإنسان
والألف
والصفر
والحمار
والصخرة
وحبة الرمل
كل منها له وزنه وجماله وخصائصه في الوجود
ومدلولاته !!
يحق له أن يتفاخر بأصله أمام غيره
وعلى كل حال
راق لي أسلوبك الفريد وهو أسلوب عميق له مدلولاته المعنوية البعيدة
لا يهتدي إليها إلا القليل وهي كاللب داخل القشور
بما يشبه أسلوب ابن المقفع في كتابه كليلة ودمنه
ورسائل إخوان الصفا
ورسائل الغفران لأبي العلاء المعري
تحياتي لك : محمد عيد الظاهر
ودمت بخير

قال تعالى :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )
ولكن يبدو أن هذا لم يكن رأي الآخرين هنا
فكل رأى نفسه هو الأحسن والأكمل
نص ظريف طريف بما حوى من معنى
أحسنت الفكرة والطرح
وأهلا بك في واحتك.