أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: آلام ....

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2016
    الدولة : الأردن
    المشاركات : 549
    المواضيع : 164
    الردود : 549
    المعدل اليومي : 0.19

    Lightbulb آلام ....

    **** آلام






    1**سمعتُ بموت صاحب من مخيمنا ،،ولا أدري كيف شعرتُ ،،لقد مرّ في ذهني شريط حياته وشريطنا ،،تذكرته وهو يقف في المطر على الباب يمسك حبل خيمته ،،ينظر لا أدري إلام ينظر ،، صافنا كأنّه لا ينظر إلى شيء ،،،فالفقير وهو يرى بؤسه ،تُرخي عينُه ستارة كي لا يطول تركيزه في ألمِه ،،

    ..نحن نرحم أنفسنا ولو كنّا في جهنم نفسها ،،

    ..وأذكُره وهو يصيد العصافير بين قصب الذرة ،،فيقطع رأسه وينتف ريشه ويشعل نارا ويُقلّبه عليها ،،،ثم يمضغه !!

    ،،ويذهب إلى بيته ليسهر مع أمّه وأخته تحت نقط المطر التي تتسرب من الشقوق ،،على ضوء الفانوس ،، كانت تتكلم أمّه دائما عن قريتهم وما فيها من خير ،،وتسأل : أين ذهب من كان فيها من الناس والخير ،،،

    ..تقول : كم تكثر الأوطان الجديدة في كلّ نكبة ،،ويقلّ الخير ،،فكأنما يخرج الناس من نفوسهم ،،يتمزقون كما تتمزّق النار في السماء شرارات كثيرة !!.

    .

    ...وتذكرتُه وهو يمشي في الطين حافيا حول خيمة المدرسة ،، تصطك أسنانه من البرد ،،أو الغضَب ،،يمشي مُكشّرا لا يضحك وكأنما يقاتل في طريقه ،،عدوّا يجلس في الهواء ،،!

    ..وعرفت أنّه مات فقيرا أيضا ،،!لقد مرّ بين كلّ شيء فيها ولم يأخذ شيئا بيده ..! لم يذُق طعم الحياة وهو حيّ يمشي فيها ،،! كمن يمشي في النهر عطشانا ولا يشرب،،

    ... ومع ذلك سمعتهم يقولون :أنه مات ! ،،فهل كان حيّا .....!.

    ...وقلتُ وأنا أتخيّل نعشه الذاهب الى الموت الطويل: ..هي رحلتنا القاسية الأخيرة يا صاحب ،،،سنجتازها ضاحكين كما كنّا طاهرين ،،وتذوق الحياة مثل الناس اجمعين

    ونظرت الى نعشه و أحسسْتُ ،،كأنّي ابتسمْتُ ،،مع دمعةٍ تسيل ...!!








    2**

    .

    ،،قبل مرضه وهو في أوج أحلامه أصيب،وكما يُثْقَب مركبٌ عنيد يصارع الأمواج ،،،فيُثقله الماء ،،،فلا يعود لعراك الأمواج ،،،!

    .

    ...وبعد مرضه ،،،تعجبّتُ من صبره ،،،وإصراره على الحياة وكِفاح كلّ ألم ،،،،،،وتعجبْتُ من إصراره على إيمانه ومثاليّته ،،

    ،،قد ظلّ في أحسن صفاته ،،لم يتحوّل إلى النقمة ،،ظلّ يفهم أنَّ موته الحقيقيُّ هو أن يتغيّر إلى السوء ،،بسبب غياب بعض حظّه في الحياة

    .

    فبعضهم حين يُصاب ،،تأتي اليه فإذا هو مُتَغيّر المحبة والصفاء والإيمان ،،فتزداد خسارته ،،،تقول في نفسك :أنت لم يضرّك المرض ،،بل انهيار بنائك الجميل من الأخلاق والأفكار والإيمان ،،،في لحظة واحدة ،،،فمات معناك وأنت ما تزال في الحياة ،،!وانقطع حبلك مع الله ونفسك الجميلة

    .

    ليس لهذه الحياة حقيقة واضحة لأنها ذاهبة ،،كيف تحكم على دولاب يجري إلى الحفرة العميقة ،،،وليس لنفسك حقيقة ثابتة تعرفها ،، إلاّ ساعة الموت ،،لأنّك في ساعة الموت تُعرَفُ من أنت ،،وترى كلّ حصادك ،،وما كتبْتَ في دفاترك

    .

    كم أحبّ أن ألقاك في الجنّة أبا شادي ،،،،حتى ذلك المكان الذي ننتظره ونحبّه ،،نحسّه أجمل حين نَلقى فيه أناسا أحببناهم هنا ،،مثلك ،، يرحمك ويرحمنا الله

    .



    3

    ** ،،هنا في المشافي ،،تفرح أنّك لست هنا ,,,إلى الآن ......ولكننا نخرج من المشفى ونحن نسأل " متى دَوْرنا " ! .. فنحن نعلم أننا لن نسلَم إلى الأبد ،،! هنا يريدون انتزاع بعض زيادة من الحياة ،،ولكنّا مثل قلم يكتب ،،وينتهي حبره في يوم ما ...
    .
    إننا ونحن نمشي فرحين ذاهبين في بستان جميل ،،،نحزن فجأة ،،ونحن نفكّر في الخروج والإياب ...لا نعيش فرحين بإحساسنا المرهف ،،إلاّ أن يختلط الحزن في افراحنا ،،كما العنادل الشجيّة ،،!،كي نظلّ مستعدّين لضعفنا القادم وموتنا ،،...!"...
    .
    ..أحبُّ أن أنتبِهُ لكلّ تلك التفاصيل الدقيقة في حياة مريض لا يدري ،،أعمره ساعات أم يعود إلى شوارع الحياة ،،مبتهجا بأيام أخرى ،،! لن تطول هي ايضا ،،،!! فرحنا بالحياة كفَرح طفل بُلعبة ،، لا يدري متى ستنكسر !!!
    .
    .،،ولأنّ حظّنا في هذه الدنيا شديد الإختلاف ،،فعدْل الله العظيم ،،أنّه جعل للإنسان حياة أخرى أبدية،، يدخلها الراضون عنه ..الرضى عن الله هو معنى الصلاح ...



    الكاتب / عبدالحليم الطيطي

    https://www.blogger.com/blogger.g?ta...osts/postNum=1


    عضواتحادالكتاب والأدباءالأردنيين والتجمع العربي للأدب./الأردن

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    للموت فلسفته الخاصة في الإسلام ـ فالموت يضع نهاية الكرب والهم
    والحزن والشقاء والألم ـ وينتهي معه البلاء الذي لا يمكن أن ينجو منه إنسان قط
    وإن كان الموت مصيبة ـ فهو نعمة لأنه ينقل الإنسان من دار المتاع والشقاء
    إلى دار القرار والكمال والسعادة.
    قال تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: 39].
    رثاء مؤثر لصديق بكلمات صادقة وأسلوب مميز
    وتسجيل زاخر بالحس لما جابهه من آلام في حياته.
    نص ثري حسا ولفظا ، تمزج الأدب بالفلسفة الحكيمة لننهل منك الشهد الصافي.
    رحم الله صاحبك وأسكنه فسيح جناته.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2016
    الدولة : الأردن
    المشاركات : 549
    المواضيع : 164
    الردود : 549
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    للموت فلسفته الخاصة في الإسلام ـ فالموت يضع نهاية الكرب والهم
    والحزن والشقاء والألم ـ وينتهي معه البلاء الذي لا يمكن أن ينجو منه إنسان قط
    وإن كان الموت مصيبة ـ فهو نعمة لأنه ينقل الإنسان من دار المتاع والشقاء
    إلى دار القرار والكمال والسعادة.
    قال تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر: 39].
    رثاء مؤثر لصديق بكلمات صادقة وأسلوب مميز
    وتسجيل زاخر بالحس لما جابهه من آلام في حياته.
    نص ثري حسا ولفظا ، تمزج الأدب بالفلسفة الحكيمة لننهل منك الشهد الصافي.
    رحم الله صاحبك وأسكنه فسيح جناته.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بلاغة ولطف وشرح جميل ،،،يا استاذة / ناديه ،،وأشكرك كثيرا وألف سلام اليك

  4. #4
    الصورة الرمزية فاتن دراوشة مشرفة عامة
    شاعرة

    تاريخ التسجيل : Jul 2009
    الدولة : palestine
    المشاركات : 8,906
    المواضيع : 92
    الردود : 8906
    المعدل اليومي : 1.66

    افتراضي

    أبدعت في سرد التّفاصيل وجعلتنا نحيا معك المشاهد ونشاطرك الوجع

    رحمه الله وجعل الجنة مثواه وفرّج كربة كلّ لاجئ ونازح

    دمت مبدعا أخي

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.11

    افتراضي

    ما أسمى حرفك وأنبله!
    معاني إيمانية عميقة ، وطريقة سردك الفلسفية الخاصة جميلة وتلقائية فيها الفصاحة والصور المثقلة بالآلام والمتوّجة بالرضا
    هذه الأمور والحوادث هي التي تكشف إيمان المرء وتمحصه فإما يتزعزع ويتراجع وإما يثبته الله فيكون جبلا شامخا في يقينة وقوته لايعيقه ما أصابه
    هذه كلها أمور نفسية تتعلق بالإنسان فإما يجتازها بقوة على خير وإما ينتكس ويرتكس ، في النهاية يعتمد على الإنسان ومدى رضاه وتقبله ومرونته وفهمه بعمق لكل موقف والعبر التي يستخلصها

    حديثك ممتع امتلأ بالتجربة والمشاعر الصادقة

    لك خالص التقدير

  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2016
    الدولة : الأردن
    المشاركات : 549
    المواضيع : 164
    الردود : 549
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن دراوشة مشاهدة المشاركة
    أبدعت في سرد التّفاصيل وجعلتنا نحيا معك المشاهد ونشاطرك الوجع

    رحمه الله وجعل الجنة مثواه وفرّج كربة كلّ لاجئ ونازح

    دمت مبدعا أخي




    ودمت والف سلام الى الأديبة العزيزة