أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 25

الموضوع: عين التأمل

  1. #11
    الصورة الرمزية غلام الله بن صالح شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2014
    الدولة : الجزائر
    المشاركات : 3,329
    المواضيع : 137
    الردود : 3329
    المعدل اليومي : 0.93

    افتراضي

    قصيدة راقية من شاعر كبير
    مودتي وتقديري

  2. #12
    أديبة
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Feb 2019
    المشاركات : 163
    المواضيع : 25
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    من أزمان النيروز ..
    لك حرف يضحك
    في أشداق الجمال
    ليتفتق البهاء شآبيب شعر
    ويتجانس مع عقيق انثى القصيد..
    لله درك ما أجملك استاذي البديع ..

  3. #13
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الغلبان مشاهدة المشاركة
    هذا هو الشّعر الحقيقي، طبت منزلةً دنيًا وآخرةً حبيبنا الغالي أبو حسام :)
    بارك الله بك أيها الحبيب الغالي والشاعر الكريم ، وأشكر لك رأيك الكريم وردك المغدق بالود والألق!
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!


    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    الصورة الرمزية عدنان الشبول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 5,981
    المواضيع : 225
    الردود : 5981
    المعدل اليومي : 1.52

    افتراضي

    قرأتها مرتين هذه الحلوة ، وأعجبت وأطربت وتدللت

    متميز دوما شاعرنا الجميل وأميرنا المتواضع

    حفظكم الله وبارك بكم

  5. #15
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2016
    الدولة : المغرب
    العمر : 37
    المشاركات : 109
    المواضيع : 13
    الردود : 109
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    لان لسانك بمعاني الحب والشوق في قصيدة مشرقة الإيقاع و النغمات
    هو ذا انتمائي للجنوب، يزيدني شرقاً
    و يطيب في غربي، شمال السنديان

  6. #16
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Nov 2016
    الدولة : المغرب
    العمر : 37
    المشاركات : 109
    المواضيع : 13
    الردود : 109
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    تحليل بديع وقراءة عميقة للقصيدة

  7. #17
    الصورة الرمزية خالد صبر سالم شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 2,125
    المواضيع : 42
    الردود : 2125
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    عذوبة وانسياب يجري الى روح المتلقي فيروي عطشه للكلمة الشعرية الجميلة
    اخي شاعرنا المبدع الدكتور سمير
    دمت بكل خير
    احترامي يعبق بمحبتي

  8. #18
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براءة الجودي مشاهدة المشاركة
    القصيدة مذهلة ، مابين حكمة ، ورهافة حلم وأمنية نابعتان من تأمُّل مشاهد الحياة وتجربة كثير منها
    والروي حرف القاف ، يساعد كثيرا على إظهار هذه الرؤى بعمق تسير بخطى رزينة ، وحركتها الكسرة لاأرى أنها توحي بانكسار أو ذل البتة إنما توحي بحزن القلب وأسفه على مايراه الشاعر أمامه




    المطلع والبيت الذي بعده تكرر فيه حرف القاف كثيرا من غير الروي مما أعطاه جرسا مميزا فيه الثقة مما يقول ويفعل ويُظهر مدى ذوقه وفنه بمهارة وأناقة وجمال من النوع المرهف الفاتن والباذخ الكريم و العميق في جوهره والبسيط الرقيق في شكله مع محافظته على صون النفس من الانزلاق وضبطها بالقيم والعفاف يحفها غرسٌ من أشجار الثبات والركازة

    وقوله
    " وتألقي بين الضلوع مجرّة "
    فقد اختار مجرة بدلا من أي كوكب آخر وبدلا من القمر والنجوم وذلك لأن المجرة هي الأكبر وتحمل فيها الآلاف من الأنوار والكواكب والنجوم الساطعة وأراه قد أجاد استخدام الكلمة وظهرت ساطعة في الصورة الشعرية بالفعل




    " يامن على غرر الضياء تربعت = حورية بجمالها الفينقي"


    اختيار موفق للألفاظ الأنيقة التي يقتنصها الشاعر ، فالغرة هي الأبرز والأوضح والأكثر سطوعا وإشراقة في الوجه وتتعلق بالكرامة والشموخ ثم يأتي بعد الغرة صفحة الخد الرحيبة المشرقة ولكن الخد قد يتعلق بالدلال والنعومة والرقة أكثر أما الغرة في أعلى الجبين فكما قلت في الأعلى وكأن هذه الغرة عرش أضاء بحورية تربعت فيه

    وألاحظ أنه ذكر هنا الجمال الفينقي والألهة الأغريقية ، مما يدل على أن الشاعر يحب هذا النوع من الجمال العريق ذو أصل نبيل في خُلُقه ونسبه وشرفه ، فهو أقرب إلى الجمال الملائكي الذي يعني النقاء والصفاء والطهر والسمو والترفُّع عن كل رذيلة والبعد عن كل أمر يُوقع في الإثم وهذه المعاني اشتهرت به المسارح الأغريقية قديما فهي تدعو إلى هذه القيم التي تسمو بالنفس وتضخم العواقب لمن يقترف السوء لتنفر الناس منه وكان هذا مما دعا إليه الكاتب اليوناني أرسطو وغيره من أدباء عصره الذي تميزت مسرحياتهم بالجدّ وكثرة الاساطير والبعد عن الهزل والكوميديا وهذا يحمل دليلا على الجمال الفينيقي والإغريقي الذي يجمع بين رقة المظهر وطهارة النفس وسلامة القلب وقوة الشخصية ومدى جديتها والتزامها وحرصها على المثالية لتكون أنموذجا وقدوة لغيرها

    لذلك قال الشاعر تقديرا لهيبة جمال هذه الحورية ومدى رهافتها وقوة اختراقها لقلبه وخواطره في صورة جميلة ولوحة بديعة وكأنك في أحد معابد اليونان تتجول وتنظر لوحاتهم ..

    "وتطلُّ طيفا في جفون خواطري = كإلهة في معبد إغريقي"


    ماأجمل إطلالة هذا الطيف الساطع الذي لايستطيع الشاعر إبعاد نظره عنه إبهارا





    ثم يبدأ الشاعر بمدح هذه الحورية وأكثر مالفتني الصورة في قوله :
    "لكأنك الدنيا إذا ماأقبلت = بثت فراش الحلم بالتشويق"

    أن يشبهها بالدنيا وفتنتها وبكل مافيها من جمال حينما تُقبل على المرء وتفتح الباب على مصراعيه له، لهو تصوير بديع ، حسن المنظر ، يفتن قلوب الشعراء ويلهم خيالهم

    فحينما تقبل هذه الحورية كأنها الدنيا تفتح بابها له وتبثث حينها فراش الحلم ، وتشبيه الحلم بالفراش لهو تشبيه ذكي ؛لأن الفراش مرهف رقيق وينتشر بشكل فوضوي عفوي وجميل وتتنوع ألوانه المذهلة التي تبعث في الصدر شوقا وحنينا ومحبة وراحة في الصدر ، واستخدم لفظة بثث بدلا من انتشر حيث أن الانتشار يكون أكثر سرعة وقد يناسب استخدامه في الشائعات أو النار التي تحرق أو بعض الأمور السيئة التي تحدث كانتشار مرض وغيره ، أما يبثث فهو يبدأ بالظهور والانتشار ولكن بشكل متأني بطريقة لطيفة خفيفة متتالية يريح نظرك ويداعبه

    هذا البيت يجعلك تتنفس حبا وشوقا وتبتسم برقة حتى لو كنت أقسى من الحجر، غضافة غلى أنه مشهدٌ آسرٌ من الطبيعة تمَّ توظيفها بدقة وأناقة من قِبل الشاعر للمعنى الذي يريده .

    "ولقد أراك هناك حيث غفا الهوى = في حضن حرف حالم وأنيق"

    الله الله وهذا البيت كأنه يؤازر معنى البيت السابق ، فالحورية التي كالدنيا أقبلت عليه وبثت فراش الحلم في استقباله يراها في مكان ما من هذا المنظر الطبيعي الخلاب حيث ( يغفو الهوى)
    فصورة (
    غفا الهوى) فيها سكينة وراحة تخلو من أي إزعاج ، وقد أسرحُ وأصخي سمعي لصوت زقزقة العصافير حول هذه الحورية وهواها الذي يغفو في حضن الحرف الحالم الأنيق

    وهنا صورة أيضا مناسبة ، فقد شبه الحرف بالإنسان وعلى الأخص المرأة ، وحذف المشبه به وأتى بشئ من لوازمه وهو الحضن بجامع الاحتواء والحنان والعطف على سبيل الاستعارة المكنية الأصلية

    وكذلك ( غفا الهوى ) استعارة مكنية مثل سابقتها





    وهنا أتت الأبيات مناسبة لما قبلها ومتتمة ، فوفاء الحبيبة له أرسل له شعورا بالسعادة والعيش الهانئ كأنما هو استقرار ثقة بعد شعوره بخذلان الكثير
    ثم بيّن مدى سعادته الداخلية بصور تناسب صورة الحضن ومايكون فيه من حب واحتوار وعطف على الطفل فقال:
    أرضعتني الحب ، وفطمتني لأحلق بعدها وأستطيع السير

    "وملأت لي رئة الحياة بحكمة = رؤيا تطوف على امتداد سموقي "
    هنا
    رئة ورؤيا بينهما جناس
    رئة الحياة بمثابة التعليم والتوجيه للطفل ورعايته وتربيته وهي مهمة كأهمية الرئة في تنفس الإنسان ومن دونها سيضيق نفسه ويموت وكذلك العلم والتربية والرعاية وتلقين الأدب تجعلك حكيما مستبصرا في أحلك الظروف فلاتتعرقل وتتوقف حياتك وتضيق بالجهل وعدم النضج وسوء التصرف ، ملأته بالحكمة حتى اصبحت له رؤاه الخاصة العظيمة التي تشبه ارتفاعه وطوله وكأنه بنيان شامخ تطوف حوله الرؤيا ، وهنا استعارة مكنية أيضا
    هذا البيت معانيه تفوق الحديث عن الحبيبة ، ففيه أهمية كبيرة لجميع الأسر ونموذج مختصر في طريقة التربية والرعاية لأبنائهم من الصغر حتى يشبُّوا ويكونوا شخصيتهم بثقة واستقرار

    ثم يوضح الشاعر أمرا لهذه الحبيبة ويفسره لها بأن القلب إن ابتعد عنك فليس جحودا ولانكرانا ،إنما هو يمضي في طريقه بدون رفيق ، يشعر بغربة الروح رغم أهميته في المجتمع وارتفاع شأنه إلا أن الأنقياء الذين يبحث عنهم نادرا مايمرون في طريقه ، هو منشغل في تفكيره الذي يثير ضجيجا داخله حال صمته وتألمه بعد ماخبر وجرّب وخاض وخالط وكأنها عزلة رغم مافيها من الحزن والتفكير الممزوج بالذكريات المؤلمة والمفرحة والشوق والحنين والأنين إلا أن فيها شهوق كالقمم وثبات كالجبال وعزّة وحدة نظر وبصيرة كالصقر ، هنا صور تدل على العصامية واكتساب القوة والثقة والثبات الذي يصعب انتزاع جذورها

    وذكر من بينهم بيتا مؤلما جدا وهو ..
    "لاشيء بعدك في الحياة سوى صدى = يرنو إلى أمل الغد المشنوق"

    كل شيء يراه بعدها مجرد ذكرى وصدى وكأن الحياة باتت رتيبة ، كئيبة تنتظر الغد المشنوق ، وحقيقة حينما قال الشاعر (
    يرنو إلى أمل الغد) فلأول وهلة ظننت أنه سيتفائل ، ولكن أتت صدمة الواقع المكبوت المرير الذي لامفر منه ،بأنه غد مشنوق سيُبكي كثيرا من الغافلين عن واقعهم ، المتعلقين بآمال بالغوا فيها واستدعوا أمانٍ ميتة مما جعلهم شديدي الأمل ،كثيري الركون والتقاعس ، قليلي العمل والهمة
    هنا صورة من صور الاستسلام للواقع المؤلم الذي لايستطيع تغييره رجل واحد إلا إن نهض معه أهل العزم والخير يسعون ويعملون كالنحل يدا واحدة وجهدا واحدا

    "لاشيء إلا غربة بهتت غدي = أمضي على دربي بغير رفيق"

    وهنا يؤكد الشاعر بقوله ( لاشئ) اي لاشئ بعدك أثّر بي من فقد وحنين وذكرى وجعل لون غدي رماديا باهتا خاليا من الحياة غير الغربة التي أقضيها وأمضي وحدي بدون رفيق يؤانسني ويحمل عني ويعينني ، لاأعلم لم اسمع من هذين البيتين موسيقى حزينة عميقة تنبعث منها أحاسيس الخواء والحيرة والجراح حينما ترهق كاهل القوي وتثقل قلب الطيب الكريم

    وهنا قد أقول أن الإسلام حث على اختيار الرفقاء الصالحين وأصحاب الخير ومجالستهم ولنا في رسول الله قدوة حسنة ومصاحبته لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فإن لم يجد الإنسان رفيقا صالحا ووجد الخذلان وكثيرا من الأذى والغدر فإنه يشعر بالغربة وهذا أمر طبيعي، فالإنسان يأنس بالرفيق الصالح الذي يشبهه ويتمنى أن يجده ، وتظل الغربة تؤثر في أعماقه حتى لو لم تكن بادية في مظهره القوي وعمله النشيط وسعيه بحيوية في أمور الخير من غير كلل وتوقف .






    "أمضي وفي عين التأمل عبرة = في رحلة التكذيب والتصديق"
    مشهد صامت يحمل في صمته التعجب من أحوال الدنيا ومايحدث بها ، وهنا لمست العمق فيه

    "أعشو كأني لست أدري من أنا
    وأرى كأن الدهر غير حقيقي"


    من هذا العجب العجاب الذي يراه الشاعر كأنّ العمى قد أصابه ، أو مايراه مجرد وهم وسراب وضباب وخيال ، ألمس في هذا البيت الذهول من الواقع الذي كاد أن لايصدقه الشاعر

    " وأرى كأن الدهر غير حقيقي "
    جملة خبرية مبهمة تحمل سؤالا يثير رغبة القارئ في معرفة عدم تصديق الشاعر وذهوله وحيرته ، ماهو هذا الذي يراه الشاعر غيرحقيقي؟! ثم يأتي الجواب مفصَّلا في ابيات عدة بعده ، وهذا أسلوب بلاغي يُدعى الإيضاح بعد الإبهام وهو أحد أنواع الإطناب الذي نراه أحد اساليب الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية وكذلك اعتمده الشعراء القدماء في أساليبهم أيضا
    نأتي لتفصيل هذه الأمور التي أذهلته فلم يصدق حقيقة وقوعها في زمانه






    يقول أن :
    المهذب الخلوق يهان ، والأحمق السيئ تزداد أعداد المصفقين له ، فأصبح النفاق ظاهرا ومعتادا على أغلب الأفواه وغابت المروءة إلا من القليل ، وأما الاصحاب فقد لبس أكثرهم ثوب الغدر وسلك الخيانة بعد أخذ مصلحته ثم يكمل مسيره كأنَّ شيئا لم يكن وبدون حياء من نفسه ، ثم ذكر صورة جميلة لهتك حجاب الحق ونزعه بالرمي والبهتان وإلصاق تهم في طهارته وشرفه ونزاهته ويؤيدهم في ذلك شهداء الزور والله المستعان ، وفعلا كما وصفهم الشاعر هؤلاء هم شر الخلق يتمايلون كالسكارى، أغرقتهم الدنيا في وحلها ومارسوا في ساحتها كل قذارة وبمجاهرة أمام الملأ ويرون مؤيدين لهم كثيرون إما جهلا أو خوفا أو يشبهونهم في الفساد الأخلاقي والعبث الدنيوي ،ومع هذا كله الشاعر يمضي مستمرا على وفائه وخلقه النبيل بين كمية الجحود والسوء الذي انتشر في أغلب البشر .


    "
    حرفي يحمحم بالصهيل على الربى
    ونهيق غيري رائج في السوق"


    هذه وحدها لوحة معبرة بما فيها من أنفة وعزَّة وفخر، فالصهيل يعلو بعزة وبالحق في الربى ويصل صوته الفريد القوي للجميع ،والنهيق متداول ومبتذل في السوق بين كثير من أمثاله

    "وخلائقي رفضت تخاذل همة
    في أمة وفضت إلى الزنديق"

    وهذا البيت يثبت أن حرف الشاعر يمثّل صهيل الخيل المتميز الذي يحمل على ناصيته الخير فيرفض الذلة والمسكنة والوقوف بعجز والتقاعس عن الهمة العالية والعزيمة الصادقة والإخلاص والتفاني ، وكأنه يمثل قول الرسول في أنَّ الله يحب المؤمن القوي ويفضله على المؤمن الضعيف الذي لايثب وتنام همته ويستريح عزمه ،بيتٌ فيه أحد المواعظ التي هي سبب رئيسي لانتكاس الغالب من المسلمين ولن يتغيروا إلا إذا نهضوا وتحركوا وغيروا مابأنفسهم بإرادة حديدية .





    وهنا أبيات تدل على تعب الشاعر من كثرة حرصه وسعيه على لمّ الشمل والتعاون والإصلاح والتآلف وهو ليس تعب من فعل الخير إنما تعب من عدم استجابة الكثير له من أولي الألباب والصلاح والهدى وأسفه على ما انشغلوا به مما هو أقلُّ أهمية وأولوية ، وإنَّ لَبَعْضُ الأعذار غير مبررة وواهية وغير كافية إنما يخدع الإنسان فيها نفسه ، ولذا يرى الشاعر أن كثيرا منها نوع من العقوق ، لأن قليل من الأعذار التي تكون قوية فعلا لدرجة أن تثني الشخص عن همته والطموح الكبير الذي يعمل له من أجل نفسه ومن أجل أمته .

    ومما لفتني قوله ..
    "ماأوجع المعنى العصيّ على الحجا
    إن قورن الشاهين بالبطريق"


    معنى رائع وجميل ومن يقارن بينهما فهو جاهل أو مستغبي أوعنيد
    لأن الشاهين متميز في سرعته والانقضاض على صيده وهو أرهف أنواع الصقور حسًّا وأكثرها انتظاما في مواعيده كالإنسان الحر الأصيل تماما
    بعكس البطريق العاجز البطيء المتكاسل ولامجال للمقارنة بينهما

    ثم ختم الشاعر قصيدته ببيت جميل يُكمل منظر الطبيعة الخلاب حينما يأتي عليه الخريف فتذبل أوراقه ، ويضمن خاتمة القصيدة بوصية لحبيبته التي ذكرها في أول الأبيات بأن تسقي أوراق الخريف من بعد جدب بالمزن أي الماء لتحيي قلب هذا العاشق المعشوق ، أي جمع بين أمرين هو عاشق واأضا معشوقٌ من قِبَل الآخرين .

    كانت الكلمات في الخاتمة اأضا أنيقة وموحية لدلالات كثيرة سامية المعنى وتدل على حس مرهف يمتلأ بالافنان وتغريد البلابل في واحة القلب وبراعة شاعر فنان في اقتناصه الدقيق وحذقه في اختيار الألفاظ

    استورقي - المزن - تحيي
    كلمات تحمل معنى الحياة والتفاؤل وعدم اليأس مهما كان مافي طريقك من بؤس وأسى وصعاب ، وتحمل بين طياتها حب الوثوب للعمل بهمة والنشاط والمثابرة وبذل الجهد والسعي في ذلك لتظهر بعدها النتيجة المثمرة



    كنتُ قد قرأت القصيدة ولم يعقب عليها أحد بعد ، فقلت سأسبق الجميع في التعليق وسأكتب أني سأعود إليها لاحقا بالتحليل ، ولكني رأيت نفسي أنساب مع أبياتها وأحلل وأكتب ماتراه بصيرتي في هذه الباسقة الذي ارتفع فيها صوت الأنين وخالجها الحنين ولمعت فيها جواهر الحكمة ودرر الحبيب الرزين.

    وفي النهاية أقول :
    الحمدلله الذي ألهمني ووفقني للتعليق عليها ، وهي قصيدة فريدة الحس قد أكون مقصرة في كثير من نواحيها
    لكنه جهد تلميذة في واحتكم وأقبل أي تصحيح على تعليقي فإن رأيتموا غلطا فيه فصوبوني وأصلحوه لي

    شكرا ياأبي على هذه القصيدة المخملية رفيعة المستوى وهذا ليس بغريب عليك

    تقديري

    أختكم وابنتكم /
    براءة الجودي
    ما شاء الله تبارك ربي!
    تناول نقدي رائع جدا راق لي وأنصف النص وألقى الضوء على جوانب كثيرة فيه مبنى ومعنى فلك الشكر الكبير والإعجاب بهذا التطور المهم كناقدة مهمة في عالم الأدب.
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  9. #19
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    تبارك لمن وهبك لؤلؤة الحرف وسموق المعنى
    ملكت الإيقاع والموسيقى والتعبير فشكرا لك على
    حكمة، وحس نقي، وروعة الصور الشعرية، وجميل اللغة والسبك وصدق المعنى
    وشكرا على جمال التصوير في قصيدة بديغة فاخرة.

    وكل الشكر للرائعة براءة وللقديرة ثناء على تحليل نقدي رائع
    يجعل الرؤى أوضح، والفهم أجمل وأسهل وامتع.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #20
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حمود الحميري مشاهدة المشاركة
    هنا تجلى الجمال في أبهى صورة

    صحيح أنني لم أفز بشرف إزاحة الستار، ولكنني فزت بشرف
    التثبيت.

    تحيتي والورد.
    بارك الله بك أيها الشاعر الأريب والأخ الحبيب، وأشكرك على تقريظك الكريم وقراءتك الواعية ورأيك الذي أعتز به جدا!
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!


    تقديري

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة