أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: بُكاءٌ سحابةٍ متلهِّفة

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2013
    المشاركات : 354
    المواضيع : 63
    الردود : 354
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي بُكاءٌ سحابةٍ متلهِّفة

    بُكاءُ سحابةٍ متلهِّفة
    ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّة
    وهوًى تُلاحِقُهُ هُنالِكَ طَلْقة
    ولدٌ يحِنُّ إلى هَواهُ بيومِ أن
    غدَرت بهِ دربٌ تُضيَِّعُ حقَّهْ
    حيرَى ويسبِقُها الدَّلال وموعدٌ
    للبحرِ والصَّيادُ يحملُ رِزقَهْ
    يدنُو مِن امرأةٍ ليسألَها فلا
    يجدُ الإجابةَ بعدَ صيحةِ حرقة
    القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍ
    لا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ
    وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لم
    يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ
    وأبٌ ربيعيٌّ وأمٌّ قلبُها
    مِن فرطِ حُمرتِهِ كسَتْهُ الزُّرقَة
    لا تمنعُوهُ دعُوهُ في أحلامِهِ
    جرمٌ دعُوهُ لهُ ليحضنَ شَنقَهْ
    بعُدَت عليهِم رغبةٌ كُبرى كما
    بعُدَت على العميانِ تلكَ الشُّقَّة
    النَّارُ من وجَعي، وكلُّ أوارِها
    يمتدُّ في الجسدِ النّحيلِ بِشهقَةْ
    والثَّلجُ بردٌ أجَّلتْهُ قصيدةٌ
    زِدْنا مِن التَّعبِ اللّذيذِ بِحلْقَةْ
    ما أفرغَت يُمناهُ في يُسرَى التي
    إلَّا أسى ضيقٍ يُحطِّمُ طوقَهْ
    رؤيا لبوجميليون، يا نرسيسُ ما
    والماءُ عندَ التَّوقِ يُنكِرُ نُطقَهْ
    رؤيا ستُنكِرُها الملامحُ يا فتًى
    لم يدرِ غربًا في هواهُ وشرقَهْ
    لم يدرِ غيرَ يدٍ تغادِرُ أختَها
    غدرًا يعجِّلُ حتفَهُ بالفُرقةْ
    وعلى الضَّريحِ كتبتُ يومَ رحيلِهِ
    ولدٌ يموتُ لكي يُخلِّدَ عِشقَهْ.
    [/GASIDA]


    مصطفى

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    الله الله!
    تمتلك الشاعرية الفذة يا مصطفى وتبدع في الصور وفي الأسلوب وكنت هنا رائعا حتى في القافية الجميلة فلا فض فوك!
    هي قصيدة جميلة ومميزة وفيها مشاعر رائعة وتستحق التقدير والتقديم.

    للتثبيت

    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد حمود الحميري مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : In the Hearts
    المشاركات : 7,924
    المواضيع : 168
    الردود : 7924
    المعدل اليومي : 1.92

    افتراضي

    الله الله

    ما أبهى هذا الحرف، وما أعذبها من قافية.
    تقديري
    نَحْنُ اليَمَانُونَ ،مَنْ يَجْرُؤْ يُسَاوِمُنَا*****على الأصَـالَةِ نَسْتَأصِلْهُ كَالـوَرَم

  4. #4
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.71

    افتراضي

    شكرا كبيرة على هذا الاداء الجميل
    والمحمول الشعري الرائع بادواته
    مودتي

  5. #5
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الغلبان مشاهدة المشاركة
    بُكاءُ سحابةٍ متلهِّفة
    ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّة
    وهوًى تُلاحِقُهُ هُنالِكَ طَلْقة
    ولدٌ يحِنُّ إلى هَواهُ بيومِ أن
    غدَرت بهِ دربٌ تُضيَِّعُ حقَّهْ
    حيرَى ويسبِقُها الدَّلال وموعدٌ
    للبحرِ والصَّيادُ يحملُ رِزقَهْ
    يدنُو مِن امرأةٍ ليسألَها فلا
    يجدُ الإجابةَ بعدَ صيحةِ حرقة
    القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍ
    لا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ
    وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لم
    يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ
    وأبٌ ربيعيٌّ وأمٌّ قلبُها
    مِن فرطِ حُمرتِهِ كسَتْهُ الزُّرقَة
    لا تمنعُوهُ دعُوهُ في أحلامِهِ
    جرمٌ دعُوهُ لهُ ليحضنَ شَنقَهْ
    بعُدَت عليهِم رغبةٌ كُبرى كما
    بعُدَت على العميانِ تلكَ الشُّقَّة
    النَّارُ من وجَعي، وكلُّ أوارِها
    يمتدُّ في الجسدِ النّحيلِ بِشهقَةْ
    والثَّلجُ بردٌ أجَّلتْهُ قصيدةٌ
    زِدْنا مِن التَّعبِ اللّذيذِ بِحلْقَةْ
    ما أفرغَت يُمناهُ في يُسرَى التي
    إلَّا أسى ضيقٍ يُحطِّمُ طوقَهْ
    رؤيا لبوجميليون، يا نرسيسُ ما
    والماءُ عندَ التَّوقِ يُنكِرُ نُطقَهْ
    رؤيا ستُنكِرُها الملامحُ يا فتًى
    لم يدرِ غربًا في هواهُ وشرقَهْ
    لم يدرِ غيرَ يدٍ تغادِرُ أختَها
    غدرًا يعجِّلُ حتفَهُ بالفُرقةْ
    وعلى الضَّريحِ كتبتُ يومَ رحيلِهِ
    ولدٌ يموتُ لكي يُخلِّدَ عِشقَهْ.
    [/GASIDA]


    مصطفى
    السلام عليكم
    صناعة المفارقة في التعبير والتصويرفي الشعر هي إحدى أهم أسس صناعة الدهشة. وشاعرنا المبدع الأستاذ مصطفى الغلبان يولي هذا الأساس حقه من العناية .
    يقول في المطلع
    ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوهوًى تُلاحِقُهُ هُنالِكَ طَلْقة


    لقد جعل الخيام التي هي كناية عن التهجير والترحيل عن الوطن، والتي اتسمت برقة الضعف في نسيجها وتماسكها ، تلوذ بالريح .ريحٌ تلوذُ بها الخِيامُ ورِقَّة
    ولكن،لأن من شأن الريح أن تعصف بالأشياء وتقتلعها ، تظهر روعة المفارقة المعنوية في أن يجعل الشاعر الخيام تلوذ بالريح .
    وثمة العديد من وقفات القصيدة على مفارقات معنوية وجدانية تثير الدهشة مع الألم.
    وأروع تلك الوقفات على الإطلاق في رأيي ذلك السياق الذي وصف فيه الشاعر قلب الأم

    القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيلا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ

    وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ

    وأبٌ ربيعيٌّ وأمٌّ قلبُهانقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمِن فرطِ حُمرتِهِ كسَتْهُ الزُّرقَة


    متعارفٌ عليه أن الزرقة رمزٌ للبرودة والجفاف العاطفي، كما أن الحمرة رمز لحرارة المشاعر وحيويتها، وهذا قلب أم كسته الزُرقة لفرط حُمرته ،وها هنا تظهر المفارقة المعنوية والتصويرية المبدعة؛ فقد نبض هذا القلب بالحب والحنان وأفرط في توهجه وانفعاله حتى استهلك حمرته وخمدت مشاعره فاستحال أزرق بارداً . فما الذي حدث ليبرر هذه الاستحالة ؟
    القيدُ وقتَ الحُبِّ ألفُ جريمةٍنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيلا تحرمُوا الولدَ المُعذَّبَ شَوقَهْ

    وقفُوا هُناكَ كأنَّهُم أعجازُ لمنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يتحرَّكُوا والحُبُّ يسألُ: رِفقَةْ


    سياق يصف لنا القيد وقت الحب وهو ألف جريمة " القيد وقت الحب ألف جريمة" لأنه قيد على الشعور على التعبير عن شوق الولد المعذب . ولأنه الولد المعذب الذي أجرم العالم بحرمانه من إرواء شوقه فوقف الجميع كأنهم أعجاز نخل مثبتة ، فلم يتحرك أحد ليصحبه ويوصله إلى حبه وشوقه (أمه )، سيعكس ذلك معاناة الخيبة في قلب الأم و تستحيل لهفة هذا القلب (حمرته) على الولد المحروم المعذب زرقةً خيبة باردة ، وهو ما يفسر ويبرر بكاء السحابة المتلهفة .

  6. #6
    أديبة
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Feb 2019
    المشاركات : 163
    المواضيع : 25
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    حروف ذرفت الواقع على وجنات الضمير الغائب ..لله درك ما اجملك