غادةُ الغاداتِ من وادي حَلِي *... قدْ ورثنا حبَّـها في الأَزَلِ
أنشدُ الأشعار َفي وصفٍ لَها
وفؤادُ الصَّبِّ يشكو الوَلَها
ناعمُ الخدِّ فأضنى وَلَهى
ولها قَـدٌّ كَمِثْلِ الأَسَلِ ... ولهَا مَشْيٌ كمَشْيِ الحَجَلِ
هل تراها تَرتضي لي ما جَرى
بين هَجر ٍو صدودٍ قد بَرى
فمتى تأتي بوصلٍ يا تُرى
وأرى الخلَّ بحالِ الـمُقْبِلِ ... وتغنيْ بغناءِ الغَزَلِ
تأسرُ اللُّبَّ و تُغري الأنْفُسَا
بصباحٍ خلفهُ تُلْقِي المسا
وعقيقُ الخدِّ يبدو مُؤْنِسا
ليتني أحْظَى بوردِ القُبَلِ ... وبثَغْرٍ مثلِ شَهْدِ العَسَلِ
نكثَ الخلُّ بعهديْ نَكَثَا
جاهلُ السِّنِ ويُبدي العَبَثَا
ولحالِ الصَّبِّ تِيْهَاً مَا رَثَى
جَحَدَ الظبيُ بعهدي الأوَّلِ ... وتمادَى في اصْطِفَاءِ العُذَّلِ
ما رأيتُ الوصلَ مِنْ خليَ قَطّْ
كتمَ الشَّوقَ و للإِحساسِ غَطّْ
و تناسى ودَّ قلبيْ ثُمَّ شَطّْ
هكذا طَبعُ الغَزالِ الأكْحَلِ ... جَامِدُ الإحساسِ أَفْنَى مُقَلِيْ
....................
* وادي حلي : من أودية الجزيرة العربية، به سد عظيم ، وذكره ابن بطوطة في رحلته و أثنى على أهله.