أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عسكرة الإسلام

  1. #1
    الصورة الرمزية علاء سعد حسن أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 468
    المواضيع : 50
    الردود : 468
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي عسكرة الإسلام

    عسكرة الإسلام!!
    وليست من العسكرة الإشارة إلى فريضة الجهاد ذروة السنام، ولا تشير العسكرة بالضرورة إلى حمل السلاح، ففي العالم الحديث كيانات عسكرية المنهج والتكوين، دون أن تحمل سلاحًا أو تهرع لقتال!
    ومن نافلة القول أن نذكر أنَّ تقسيم المجتمعات إلى مدنية وعسكرية ربما ينتمي إلى رؤية غربية أو حداثية، لكنَّ هناك إرهاصات بالتمايز بينهما لا يخطئُها باحث ولا تُعد في باب التعسف في قراءة أحداث التاريخ!
    فلم تعرف العرب لا قبل الإسلام ولا في صدره الجيوش النظامية الثابتة ذات القيادات والرُتب العسكرية.. العرب في الجاهلية رغم حروبهم الكثيرة والطويلة لم يعرفوا العسكرية الثابتة المستمرة كوظيفة ونمط حياة، كان الناس يعيشون حياتهم اليومية العادية، فإذا دقَّت طبول الحرب؛ خرج القادر منهم على حمل السيف أو ضرب الرمح، أو رمي النبل إلى القتال.
    ويُرجع بعض المؤرخين بداية تاريخ العسكرية النظامية في حياة العرب إلى الدولة العباسية! وبعضهم يُرجعه إلى عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. على أنَّ حديث العسكرية الحربية ليس هو المقصود بهذا المقال، وإنما المقصود به حالة عسكرة الحياة المدنية.. عسكرية بلا جيش ولا سلاح ولا حالة حرب حقيقية في ميدان المعركة!
    حالة أقرب إلى الخندقة والتصنيف والتصفيف -في صفوف متقابلة- تحاول فرض نمط سلوكي واحد على حياة ألوف البشر، في الممارسات وفي المظهر العام، وتصنِّف درجاتهم إلى قادة وجنود، وتفرض مناهج الطاعة شبه المطلقة، والانقياد شبه الكامل، واستدعاء شعور المُترَبَّص به دائمًا، المُتآمَر عليه أبدًا، وتصنع شعورًا مستمرًا بوشاكة الخطر الداهم، حالة تكاد تمنع التفكير الإبداعي، والمبادءة، والتحرك الفردي الإيجابي دون أمرٍ مبرم أو إذنٍ مسبق من القيادة الأعلى! حالة تسود الأدبيات وتنعكس على الفنون وتسيطر على الحياة بكاملها! فتكاد تنزع عن الفرد خصوصيته المدنية لتجعله أقرب إلى عسكري في معسكرات التدريب، يعيش في حياة لها موسيقى تصويرية دائمة الانبعاث؛ تتكون من إيقاعات مختلفة لطبول الحرب!
    عبَّر عنها الشاعر عبد الحكيم عابدين منشدًا:
    هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل
    فصفُّوا الكتائب آساده ودُكُّوا به دولة الباطــل
    العسكرة إذن هي نقل حالة الانضباط العسكري، والتأهب العسكري، والسلوك والفكر العسكري، والأوامر والطاعة العسكرية بغير مناقشة إلى الحياة المدنية العادية بغير مسوِّغ!
    حالة تماثل التجنيد الإجباري المستمر منذ البلوغ الى الممات شاملة الرجال والنساء!
    هذه الحالة التي صوَّرها جورج أورويل في روايته الشهيرة (1984)، والتي يمكن تصورها في المجتمعات التي تعتنق الفكرة الشيوعية وتسيطر على أنظمتها عقيدة الحزب الواحد، والتي انتقل شيءٌ كثيرٌ منها إلى فكر مؤسسي التنظيمات الإسلامية، مما يدعونا للتساؤل هل نزل الوحي بالإسلام إلى الأرض مُعسكرًا، أم أنّ عسكرته تمَّت في قرونٍ لاحقة وعلى خلفيات مختلفة عن نبعه الصافي؟!
    لا أظن أننا نملك إجابة تتلخص في جملة واحدة؛ نظرًا لحداثة القضية المطروحة للمناقشة، ومع ذلك يمكننا أن نستشف الإجابة من جملة مفاهيم وممارسات منها:
    دلالة تسمية يثرب بالمدينة!
    هل لنا أن نتوقف عند دلالات تسمية موطن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة؟ ألا يعطي هذا الاسم انطباعًا بشيء في مجتمع من القُرى، أكبر ما فيه أُم القُرى مكَّة المكرمة؟! لقد نهى النبي عن إطلاق اسم يثرب على المدينة، ففي الحديث: "من قال يثرب فليستغفر الله". وفي تاريخ البخاري: (من قال يثرب مرة فليقل المدينة عشر مرات)[1]. ويقول اللُغويون أنَّ اسم المدينة يُطلق للتفخيم والتكبير على اعتبار أنها أكبر من القرية وأعظم وأكثر عددًا وأكثر تأثيرًا.
    أتفهّم أن يكون النهي عن استخدام اسم يثرب لإيحاءاته السيئة لُغويًا، لكن لاختيار اسم المدينة في أُمَّة تقوم على البداوة؛ دلالات لا تُنكر.
    رفض النبي اسم حرب وتغييره إلى الحسن!
    تُنجب فاطمة بنت النبي لعلي بن أبي طالب أحد فدائيي الإسلام ومغوار المغاوير، ولدًا في مدينة رسول الله، والزمن زمن قتال ومواجهة، فيسميه أبوه حربًا، وينظر النبي إلى سبطه فيقول: بل هو الحسن! ويتكرَّر ذات الأمر مع الحسين[2] صلوات الله على آل البيت.
    ويعمِّم الرسول وصيته في الأسماء فيقول: "وأقبحها حرب ومُرَّة"[3]!
    إنها أُمة ذروة سنامها الجهاد في سبيل الله وتكره الحرب؛ إلا إذا فُرضت عليها فرضًا! وفق المعادلة النبوية: "لا تمنَّوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا واعلموا أنَّ الجنة تحت ظلال السيوف"[4]!
    الحُريات الشخصية لصحابته في حياتهم الخاصة!
    عن أنس بن مالك أنَّ النبي ﷺ رأى على عبد الرحمن بن عوف أثر صُفرة فقال: ما هذا قال يا رسول الله إنِّي تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. قال: فبارك الله لك أولم ولو بشاة[5]. وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري: قال لي النبي ﷺ: تزوجت؟ قلت: نعم. قال: بكرًا أم ثيبًا؟ قلت: بل ثيبًا. قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟ قلت: إنَّ لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن. قال: أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس[6]. من هاتين الحادثتين يتبين لنا أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يستأذنوا رسول الله ﷺ في أمورهم الخاصة كالزواج وغيره؛ طالما كان أمرًا مباحًا لا غضاضة فيه ولا شبهة.. ومنهم عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الخاصة المقربين من رسول الله.
    في المقابل يقول أحمد عادل كمال عن التكليفات في أحد أقسام جماعة الإخوان: كذلك طلب ألا يُقدم أحدنا على إحداث أي حدث في حياته الاجتماعية قبل الاتصال به، فمن أراد مثلا أن يترك كليته، أو يتزوج، أو ينتقل من منزله، أو ما شاكل ذلك فإنه يلزم أن يراجعه[7]. على أنَّ قضية عسكرة الإسلام تعود في تاريخها إلى قرون قديمة قبل نشأة التنظيمات الحديثة بمئات السنين.
    صورة من الحياة الاجتماعية على عهد رسول الله:
    عن عائشة: أنها زفّت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال النبي ﷺ: {يا عائشة ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو}[8]. وعن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول الله ﷺ فقال: {أهديتم الفتاة؟ قالوا: نعم، قال: أرسلتم معها من يغني؟ قالت: لا، فقال رسول الله: إنّ الأنصار قوم فيها غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم}[9].. ورخَّص النبي ﷺ بالغناء المباح في الأعياد، وسمح للحبشة باللعب في مسجده والسيدة عائشة تنظر إليهم، فحياة النبي الاجتماعية وصحابته لم تكن جافة ولا صارمة صرامة العسكرية المعاصرة. إنَّ حياة رسول الله ﷺ الاجتماعية وصحابته الكرام مليئة بصور إنسانية رائعة سواء في تعامله مع أزواجه أو أبنائه أو وصاياه الاجتماعية الخالدة، وإنَّ الاقتداء بهذه الحياة السمحة لكفيلة بإعادة تمكين مدنية الإسلام في نفوس أبنائه.
    صور من عسكرية الرسول:
    موقفه مع سواد.. أنَّ رسول الله ﷺ عدّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدِّل به القوم، فمر بسواد بن غزية -حليف بني عدي بن النجار- وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: "استوِ يا سواد"، فقال: يا رسول الله! أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، فأقدني. قال: فكشف رسول الله ﷺعن بطنه، وقال: "استقد"، قال: فاعتنقه فقبَّل بطنه، فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟" قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك: أن يمس جلدي جلدك! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير[10].
    وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى سَرِيَّةٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، فَلَمَّا خَرَجَ وَجَدَ عَلَيْهِمْ فِي شَيْءٍ، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَكُمْ رَسُولُ ﷺ أَنْ تُطِيعُونِي؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَاجْمَعُوا حَطَبًا، فَجَمَعُوا حَطَبًا، ثُمَّ دَعَا بِنَارٍ، فَأَضْرَمَهَا فِي الْحَطَبِ، ثُمَّ قَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَتَدْخُلُنَّهَا، فَهَمَّ الْقَوْمُ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ: لا تَعْجَلُوا أَنْ تَدْخُلُوا النَّارَ، فَإِنَّمَا فَرَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ النَّارِ، حَتَّى تَأْتُوا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا فَادْخُلُوا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: "لَوْ دَخَلْتُمُوهَا مَا خَرَجْتُمْ مِنْهَا أَبَدًا"[11]. هذه نماذج يسيرة من عسكرية رسول الله ﷺ القائمة على العدل والرحمة والإنسانية، كل الإنسانية، فحتى عسكريته كانت أقرب إنسانية وإنصافًا من مدنيتنا المعاصرة!
    تأثير دراسة مغازي الرسول في حالة عسكرة الحياة في الإسلام:
    ولعل من أسباب عسكرة الحياة في الإسلام، بخلاف محاولة الحُكَّام توظيف النصوص الشريفة في الصراع على الحكم، من خلال نشر مفاهيم الطاعة المطلقة للحاكم وعدم إباحة الخروج عنه إلا بشروط تُعتبر أبعد من المستحيلة عمليًا، أنَّ علم السيرة النبوية كفرع من العلوم الشرعية، إنما نُقل في الأصل عن كتب المغازي في حياة النبي ﷺ، فهو اهتم أساسًا بالغزوات والمواقف المفصلية ذات الطابع السياسي والعسكري، بينما انتشر أدب الدنيا والدين في هدي سيد المرسلين في كتب الحديث، فأصبح الدارس للسيرة النبوية إنما يدرس في الأساس الجانب العسكري في حياة رسول الله، دون كثير التفات إلى الجانب الاجتماعي، فأول مَن عُرِفَ بالمغازي والسِّيَرِ:
    1- أَبَان بن عُثمان بن عَفَّان، والظَّاهِرُ أنَّ سيرتَهُ التي جُمِعت لم تكن إلا صُحُفًا فيها أحاديثُ عن حياةِ رسولِ اللهِ ﷺ، وأيامِهِ، ومَغَازيه.
    2- عُروة بن الزٌّبير بن العَوَّام، تُوفِّي سنة اثنتين وتسعين للهجرة، وعُدَّ أحد فقهاء المدينة السبعة، تناول في رسائله: هجرة المسلمين إلى الحبشة، وموقعة بدر، وفتح مكة، ووفاة خديجة، وهجرة النبي والصحابة إلى المدينة، وتجاوزت كتابات عروة المغازي إلى الحديث عن غزوة أسامة بن زيد، وخبر ردة القبائل، وموقعة أجنادين، وموقعة اليرموك، وموقعة القادسية، وموقعة الجمل، وأخبار فتنة عبدالله بن الزبير، كما عُنِي عناية تامة بالوثائق المكتوبة، مثل: رسائل النبي إلى زرعة ابن ذي يزن، وإلى عبد الله بن جحش، وتتضح من رسائل عروة التي نقل لنا بعضها الطبري عنايته -في حديثه عن الغزوات- بالمقدمات التي سبقتها وأدت إلى تصادم الفريقين، واهتمامه بعرض الأدلة على ما يقول من الآيات القرآنية وغيرها[12].
    وفي تقديري أنَّ إعادة تخريج سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدمج بين مغازيه ومواقفه السياسية والعسكرية؛ وشبه العسكرية، وبين الحياة الاجتماعية التي تزخر بها كتب الحديث، والتي خلَّد كثيرًا منها القرآنُ الكريم، لكفيل بإعادة الاعتبار للحياة المدنية في الإسلام.. ذلك أنَّ كُتب السيرة -دون كتب الحديث والتفسير- تُعد المرجع الأول للحياة والحركة بالإسلام، على اعتبار أنَّ السيرة النبوية المطهرة كانت تطبيقًا حركيًا لنصوص الإسلام في أرض الواقع، وكل حركة بالإسلام في الأرض تستند أساسًا للتطبيق العملي، أكثر من استنادها إلى النصوص الساكنة.
    علاء سعد حميده
    عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية





    [1]- أخرج الحاكم في تاريخه حديثا عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من قال للمدينة يثرب فكفارته أن يقول: المدينة عشر مرات.


    [2] - مسند الإمام أحمد- حديث مرفوع

    [3] - سنن ابن داوود

    [4] - صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير، باب لا تمنوا لقاء العدو

    [5] - رواه مسلم.

    [6] - رواه البخاري ( 199) ومسلم ( 715 ).

    [7] أحمد عادل كمال كتاب النقاط فوق الحروف ص 136

    [8] - رواه أحمد والبخاري.

    [9] - رواه ابن ماجه.

    [10] - 2 / 266 - سيرة ابن هشام

    [11] - (حديث مرفوع) وَإِسْنَادُ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

    [12] - د. أنور محمد زناتي – من كتاب المغازي والسير عروة بن الزبير موقع الألوكة باختصار- رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/77949/#ixzz5Sr6nIz6l-
    هل تكفيني كلمة أحبك وأنا أقتات على حبك!روحي تحيا بحبك،قلبي يدق به، حياتي لحبك

  2. #2
    الصورة الرمزية جهاد بدران شاعرة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Jun 2019
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 624
    المواضيع : 40
    الردود : 624
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    ما شاء الله على مثل هذا الفكر الناضج الواعي، وعصارة الفكر المضيء الذي يوجهنا نحو جماليات في حياة الإسلام ومنهجه الذي اعتمد أولا على بناء الشخصية المسلمة لتصل لشخصية مؤمنة من خلال التدريب الروحاني الإيماني الذي ابتدأ بشكل مدروس ومخطط حتى يصبح الفرد فيها قائدا بكل معاني القيادة ومعالمها..
    أستاذنا الراقي المفكر
    أ. علاء سعد حسن البارع في تحويل قبلة الجهل لنور يفج العقول باستنباطه لرقي الدعوة وأهدافها السامية ..
    والمنظر في شؤون فكرية إسلامية تأخذنا نحو اتساع رقعة الفكر وانبساط أجندة العقل نحو الإيمان الصادق وطرق مساره الصحيحة التي لا يشوبها اختلاط الماء بالسمّ، بل جاءت عن وعي وإدراج لحقائق تستحق الولوج فيها والوقوف بين اروقتها لاستخلاص زبدة الواقع اليوم واندثار مفاهيم النظام الإسلامي الصحيح، والذي يقوم على إصلاح النفس أولاً لتحويلها لمجتمع كامل يقوم على الحق والعدل..

    فكركم هذا تحتاجه القوى الحاكمة التي أصبحت هذه القوى قوة عسكرية بحتة ، في كل ميادين الحياة.. بل حوّلت المجتمعات اليوم لبؤرة عسكرية لا تحسن لتنظيم مجتمعات تربوية تقوم على أساس مصلحة الشعب.. ولا تعترف بالناحية الإيمانية وقدرتها في خلق الاستقامة والعدل والأمن ،،
    فكما ذكرتم عن الهجرة ودورها في صقل الشخصيات المؤمنة ، والتي أخذت دورا كبيرا في تحويل الجاهلية لضوء الإسلام ونوره.. مما يدل على أن الدولة تقام على أسس ومنهاج تربوي يبدأ من الفرد حتى يصبح قادرا في تحويل القاعدة الفردية لقاعدة اجتماعية كبيرة مترابطة تساهم في قيادة حكيمة يكون قوامها العمل الصالح لصالح الأمة ككل وليس لمصلحة أفراد فقط كما هو موجود اليوم في تحويل المجتمعات لساحات عسكرية هدفها مصالح ذاتية تخدمهم وتخدم أعداءهم..
    والأمة اليوم حتى تعيد حياتها وتشفى من أمراضها ، تحتاج للعودة للفرد تربويا ودينيا والسير على كل ما في شريعة الله ومنهاجه..لأنها الوحيدة الشاملة التي تحفظ الفرد من الاضطهاد والاستبداد والسيطر على فكرهم..
    تغيير الواقع اليوم يحتاج لطاقم يعمل على دراسةوالسنة ،تستوجب مفهوم نظري يوافقه المفهوم العملي، وتحكمه قوانين بناء الأمة من بداية مرحلة تربية الفرد المسلم حتى مرحلة إخراج الأمة المسلمة كحركة فعلية تتحرك مع ركائز المجتمع على أساس المفهوم النظري من خلال القرآن والسنة، والمفهوم العملي الذي يتكون في كيان هذه الأمة..
    وكل هذا نستخلص عبره من دروس الهجرة التي علمتنا عمليات التغيير في الفكر أولاً ثم بالسلوك لاحقاً بعد تثبيت الوعي الإيماني والفكري والعقائدي، وغرس الركائز والأسس التربوية التي دعائمها من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، للخروج من أزمة الجهل وقيود القيم والعادات ، لتحويل قبلتها نحو الحق والعدل والأمن ، ليتحول الفرد من التشتت المضطرب تحت سقف العبودية للخلق وصنمية الأشخاص إلى عبودية الله وحده والتي تحول قوة الفرد إلى أضعاف مضاعفة من خلال نور العقيدة وارتباط الفرد بالله..هنا تكمن قوة الفرد بعقيدته ليكون بإيمانه القوي يساوي أمة بأكملها..
    لو تأملنا المعادلة التالية والتي أقولها ، كلما كان تذويت نور الله في الفكر والقلب أكثر كلما خرجت منه سواد الأفكار والضلال واتزن الفكر والقلب معاً في حدود التصرفات والمعاملات مع الآخر على نسق الرحمة والإنسانية ليكون تطبيق الحق هو المسار الوحيد في تحقيق العدل والنصر..
    وكلما ابتعد النور من الفكر والقلب كلما دخل الضلال والحقد واسودا ليكون قريبا من حكم الظلم والاستبداد وقتل الأنفس بدون ذنب...
    حكامنا اليوم حملوا لواء الكفر واتباه الهوى والمصالح الذاتية على حساب الإنسانية وحساب شعوبهم التي لا تملك حولا ولا قوة...
    وأصبح الحكم العسكري هو السائد بأفعاله في كل شيء لتلتغى الاجتماعيات والعلاقات الإنسانية في حكمهم..ولا حول ولا قوة إلا بالله...
    نسأل الله تعالى الخير في الأمور كلها..

    أستاذنا الكبير الراقي علاء سعد المفكر البارع في تحليله واستنهاض العقول لنور الله..
    متعكم الله بالعقل المنير والعمل الرشيد
    ووفقكم الله لحبه ورضاه

    جهاد بدران
    فلسطينية