دائرة مجزوء المشتبه

استمرارا بدراسة بحر المضارع والمجتث وكما تفضل بطرحه الأخ الدكتور علي أبو عميرة,
سأطرح هنا دائرتين رسمتا هندسيا باعتماد تفعيلتين سباعيتين فقط لأن منهج الفراهيدي لم يجز مجيء البحور الثلاثة ( المضارع , المجتث والمقتضب) تامة بل مجزوءة لذا ووفقا لرؤيتي لا أرى من الضروري أن أستنبطها من دائرة أخرى تعتمد على ثلاث تفعيلات سباعية إن كان بالإمكان التدوير وفقا للبناء المستخدم في الشعر العربي وهو تفعيلتان في كل شطر , ومن الطريف أنه أمكن التدوير بأسلوبين :
- الأول بدون اعتماد وتد مفروق في البحور الثلاثة.
- الثاني باعتماد الوتد المفروق الذي أوجده الفراهيدي لضمان التدوير في دائرة المشتبه.
التدوير الأول يعطينا الأوزان التالية :
1 - مفاعيلن فاعلاتن (المضارع)
2 - فاعلاتن مستفعلن (مجزوء الخفيف)
3 - فعولن فعولن فعلن ( من مجزوء المتقارب مقطوع الوتد في العروض والضرب)
4 - فاعلاتن مفاعيلن (مجزوء المطرد أو المشاكل)
5 - مستفعلن فاعلاتن ( المجتث)
6 - فعلن فاعلن فاعلن ( من المتدارك بقطع التفعيلة الأولى) أو (يكافئ المقتضب)
1 - مفاعيلن فاعلاتن

التدوير الثاني يعطينا الأوزان التالية
1 - مفاعيلن فاعِ لاتن ( المضارع)
2 - فاعلاتن مستفع لن ( مجزوء الخفيف)
3 - مستفعلن مفعولاتُ ( مجزوء المنسرح وهو لايجوز لانتهائه بمتحرك)
4 - فاعِ لاتن مفاعيلن (مجزوء المطرد أو المشاكل)
5 - مستفعِ لن فاعلاتن ( المجتث)
6 - مفعولاتُ مستفعلن ( المقتضب)
1 - مفاعيلن فاعِ لاتن
وهذا يغطي لنا البحرين موضوع النقاش وهنا رؤيتي أننا لسنا بحاجة لوتد مفروق للأسباب التالية:
- أمكن التدوير دون الحاجة له.
- تطابق الأوزان المستنبطة من التدوير.
- أما موضوع الزحافات فنعلم أن البحور الثلاثة وضعت ضوابطها من قبل الفراهيدي انسجاما مع ما افترضه من وجود وتد مفروق.
أما المقتضب فأنا طرحت فيه رؤية ونشرت في ملتقى رابطة الواحة الثقافية.
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...A7%D8%B1%D9%83
وملخصها أن المقتضب هو :
مفعولات مستفعلن * مفعولات مستفعلن
وهذا الوزن يكافئ:
فعْلن فاعلن فاعلن * فعْلن فاعلن فاعلن
والفراهيدي حدد له عروضة واحدة (وجوبا) وهي مستفعلن المطوية أي (مفتعلن)
وبالطبع لا يوجد شعر عربي على المقتضب حتى أن شاهده هو من نظم الفراهيدي كما نسبه المعري.
وللنظر للوزن الآن :
مفعولات مفتعلن * مفعولات مستفعلن
وهذا الوزن هو :
فعْلن فاعلن فعِلن * فعْلن فاعلن فاعلن
أما إذا جاء الضرب مستفعلن مطوية أي:
مفعولات مفتعلن * مفعولات مفتعلن
فهذا وزنه :
فعْلن فاعلن فعِلن * فعْلن فاعلن فعِلن
والسؤال الذي أطرحه هو أليس هذا من المتدارك الذي أهمله الفراهيدي لتعارضه مع بعض قواعده ؟
بالطبع المشكلة الأساسية هنا هو مجيء فعْلن كمقطع عروضي صحيح وهذا ما لم يعتمده الفراهيدي بالرغم من وجود شعر اعتمد فيه فعْلن بجميع مقاطعه كما أوضحت سابقا.
كما كان هناك شعر عربي من المتدارك وردت فيه فعْلن وفعِلن وفاعلن وسبق وأشرت لها في موضوع سابق.
والملاحظة المهمة أنه لم ينتج أي وزن له علاقة بالسريع وبحرين آخرين مهملين وهما الغريب أو المتئد , والقريب أو المنسرد, للأسباب التالية:
مجزوء السريع : مستفعلن مستفعلن , وهذا هو مجزوء الرجز
مجزوء الغريب أو المتئد : فاعلاتن فاعلاتن وهذا هو مجزوء الرمل
مجزوء القريب أو المنسرد : مفاعيلن مفاعيلن وهذا هو مجزوء الهزج.
ويبين المخططان المرفقان مخطط كل تدوير ومؤشر عليه أرقام الأوزان الناجمة فيه وكما أوردتها أعلاه.
تحياتي وتقديري


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي