بسم الله الرحمن الرحيم
المسرحية الملهاة
أحداث المسرحية: أمريكا إيران، مكان المسرح: أمريكا العراق إيران.
نسمع صهيل و عويل الأمريكان على إيران و كأن الحرب قد ابتدأت أو ستبدأ غدا أو بعد غد. و تبدأ تحليلات المحللين السياسيين و التوقعات و في النهاية كل التحليلات و التوقعات تبوء بالفشل. و السبب هو أن النظام الأمريكي و ليس جديد قانونهم متى اكتشفت سياستهم الخارجية فإن البيت الأبيض يقيل الحكومة رغما عنها لأن السياسة بالنسبة لهم السيادة.
و لن يسمحوا لأي كائن في الكون أن يطلع أو يعرف ما هي سياستهم الخارجية و الداخلية.
و عادة كانوا إذا أحد اكتشف خططهم و إستراتيجيتهم حول العالم فيتمسكون بهذا الشخص الذي تعرف على نهجهم و سياستهم فإما أن يكون من أقرب المقربين لهم أو يغتال إذا رفض السكوت أو العمل معهم. و أنا رغم كل ما سردته أعرف جيدا ما هو المصير المحتوم الذي يكشف و يفضح سياستهم إلا أن من كان الله معه لا يخاف من أي قوة في العالم.
و الموضوع هو التظاهرات التي حصلت و مستمرة الآن في العراق، و ما نراه يحزننا و يدمي قلوبنا، قتل الناس البسطاء المتظاهرين الذين لا يطلبون سوى أدنى شيء من العيش الكريم، إلا أن البسطاء قد تحركوا بدون علم و وعي منهم لأن وراء هذا العمل التأثير الغير مباشر الأمريكي على بسطاء الشعب بعد أن يئسوا من أن حكومة العراق قادرة على تنفيذ مآربهم و تأكدهم الحتمي بأن هذه الحكومة مسيرة من قبل إيران و لكون القواعد و الجيش و المصالح الأمريكية منتشرة في كل بقاع العراق فهذا ما دعى إلى مخاوف الأمريكان من أن التصادم مع إيران سيعرض أبناءها الموجودين في العراق إلى مخاطر جمة. لأنه سبق و أن أعلنت ميلشيات تابعة إلى الدولة بأنها ستكون بحربها مع إيران إذا حصلت الطامة. و تعرف جيدا أمريكا أن الحكومة العراقية ليست قادرة على ردع هاته الميليشيات المسلحة في العراق، و قد عملوا اختبار الآن للحكومة العراقية فإن نجحت بالاختبار و حاولت السيطرة على المتظاهرين فإن المخاوف الأمريكية من الشعب العراقي ستكون بدرجة أقل بكثير مما كانت تظن و تعتقد. فتكون قد آمنت بأن الحكومة قادرة في السيطرة على الشعب، حينها ستكون الحرب أكيدا مع إيران بنسبة99%. أما إذا لم تستطع ذلك فلن تكون الحرب مع إيران و ليس الآن بصالح إيران أن تسيطر الحكومة العراقية على الشعب لأنها ربما قرأت الوضع هذه المرة بصورة صحيحة، و لذلك فقد زجت بجيشها السري لتعمل الخراب و الدمار في العراق لاستمرار الانتفاضة و التظاهرات.
و الدليل على كلامي لقد عرضت بعض القنوات قناصين يقنصون و يقتلون في هذا الشعب المسكين ليس للحفاظ على الأمن لأن القتل قد شمل المتظاهرين و الشرطة و الجيش، فهذا يعني أنهم لا يريدون أن تنتهي هذه الأزمة و هذه المشكلة لأن نهاية الأزمة في العراق ستكون النهاية الحتمية و الحرب الأكيدة على إيران كما قال أحد الإخوان إنها الهاوية.
بسم الله الرحمن الرحيم "هاوية و ما أدراك ماهيه نار حامية " صدق أصدق الصادقين.
للكاتب شهيد لحسن باريس في 07/0/10/2019.