أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: فتنة الحب ( سرد قصصى )

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 623
    المواضيع : 248
    الردود : 623
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي فتنة الحب ( سرد قصصى )

    فتنة الحب ( سرد قصصى )
    ************************************************** *************************************
    .
    هبّ الرجل قائماً ماداً يده لمصافحة الشيخ قائلاً له : حفظك الله أيها الشيخ الفاضل والكريم وجعلك الله من عباده المتقين ..
    لقد تعدى الليل المنتصف وإنى أدين لك بنصيحتك وأشكر لك حسن ضيافتك ..
    فقال له الشيخ : أيها الرجل الحزين : أنت لم تُخرِج مابداخلك من آلام وأشجان ولم أبدد عنك مايعتريك من أحزان
    وما زالت بك حسرة ومرارة ولهذا سنظل معاً حتى يلوح الفجر للآذان ..
    نظر الرجل إلى الفضاء الفسيح الذى أمامه وقد دخل فى قلبه الفرح والسرور فلقد وجد فى الشيخ الحكيم ضالته للإفصاح له
    عما يدور فى خلده وبصيرته .. ثم قال له : أأشق عليك أيها الشيخ إن قلت لك هيا نسير بين هذه الهضاب وتلك التلال .. ؟
    فرحب الشيخ بما قال ..
    وما أن تركا الأشجار والنخيل وأصبحا فى العراء فى وادٍ من أودية الصحراء التى ملأها القمر نوراً وضياء وإذا بهما بشابٍ
    لم يتجاوز العشرين جالساً على أحد الكثبان متيّمٌ ولْهان .. لم يشعر بهما إلا بعد أن أقبلا عليه وألقى الرجل السلام عليه . وقال له :
    أيها الشاب الفتىّ : أ فاض قلبك بمحبة الله وامتلأ عقلك بذكر الله .. ؟ فغاب حسك عنا .. !!
    فنظر الشاب إلى الرجل نظرةَ خجلٍ وانكسار .. وارتعدت فرائصه .. وأطبق أوراقه وهو يرمق الشيخ الذى كان يتأمله وبنظراته يتفحصه ..
    ثم رد السلام واستدار وترك المكان ..
    اتجه الرجل إلى الشيخ بعينيه ينظر إليه .. وقد بدَت عليه علامات الدهشة والإعجاب .. !!
    فأزال الشيخ عجبه ودهشته حين قال له : إنها يا أخى : الفتنة والإفتتان التى سرت وتسرى فى هذا الزمان ..
    إنها الفتنة التى تولدت من اختلاط الفتيات مع الفِتيان .. والتى فشت بين دول الإسلام من هواجم وأخطاء الآراء وشوائب البدع والأهواء
    فنجم عنها عدم الإستقامة على شرع الله وعدم التمسك بمنهج الله ... إنها يا أخى : فتنة الحب ..
    فلقد رأى فيها المنافقين وأعداء الدين بأنها أعتى سهماً وأمْضى سيفاً يصيبون به المسلمين .. فأغرقوهم فى بحارها وأولجوهم فى غياهبها وقيعانها
    وكالوا لهم منها بكل جديد . وبما ينأى عن تعاليم الإسلام ببعيد .. !!
    عاثوا بعقولنا وعقول شبابنا كما شاءوا وهاموا بفكرنا كما أرادوا ولا من ناصرٍ أو نصير .
    الفتى الذى رأيناه يا أخى .. لا يناجى الله : بل : يناجى محبوبته .. وقلبه لم يفِض بحب الله : إنما هام وجداً بها . وتحرّق شوقاً لها ..
    لم يمتلىء عقله بذكر الله : بل ذاب ولَهاً للقياها .. والتمتع برؤياها ..
    فجلس فى هذا الوادى يتنعم بنعم الله .. ويسطر ويناجى مخلوقاً من عبيد الله .. بل وغيره الكثير من الفتيان والفتيات أحاطوا هذه الفتنة بالعناية
    والرعاية فترعرعت وأزهرت فى قلوبهم وتغلغلت فى نفوسهم حتى ملكت أبدانهم وأرواحها وقلوبهم وخواطرها وعيونهم ونواظرها
    وأصبح التخلص منها بعيد المدرك متوعر المسلك ..
    ألا ترى يا أخى : هذا الصراع والإبداع الذى أبدعوه فيها شعراءنا وأدباءنا ..
    ألا ترى : تدوين وتصنيف كتّابنا الذى طفحت منه المؤلفات والمجلدات وهذا السبق والتسابق الذى عجّت به الكتب والمجلات والروايات ..
    ألا ترى : الغناء والتمثيل والسفاهة والإنحطاط فى وسائل علمنا وتعليمنا المرئية منها والمقروءة والمسموعة ..
    *****
    الحب فى ذاته يا أخى .. من الصفات الجميلة والنبيلة .. ولكنّ أصدق الحب هو : حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..
    وأحسنه هو : حب الصحابة والتابعين .. وأجمله : حب الوالدين والأقارب .. وأعظمه : حب الجهاد ..
    وأروعه : حب التوبة .. وأذمه وأقبحه : حب الدنيا وفتنتها ..
    *****
    يا أخى : إن الزلات تجرى مع الأنفاس والنفس بالسوء أمّارة تارة وتارة ..
    أنظر إلى قصة سيدنا يوسف عليه السلام وخذ منها العظة والعبرة والإعتبار :
    امرأة عزيز مصر .. أحبت سيدنا يوسف عليه السلام
    { قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً }
    فتنة الحب .. فتنتها .. فماذا نجم عنها .. ؟
    أوْدت بها إلى أن راودت نبى الله إلى الضلال والغواية .. أقدمت على الرذيلة ودفعت بها إلى البعد عن الفضيلة ..
    تهيأت له وأغلقت الأبواب وجذبته من ثوبه وحاولت إغراءه وإكراهه ..
    {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ }
    امتنعت عن قول الحق واتباع الصدق .. وكذِبت وادّعت زوراً وبُهتاناً بأن سيدنا يوسف أراد بها سوءاً ..
    شرعت فى الغدر والخيانة وأصدرت حكماً ظالماً وخياراً جائراً أدخلت به نبى الله السجن لبضع سنين ..
    { قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
    عاودت وأصرت على إثمها وخطيئتها .. ثم أدركت خطأها وذنبها .. فآبت وأنابت وتابت إلى الله ..
    وبماذا عزَت ما اقترفته .. عزَت ما اقترفته من جُرمٍ إلى النفس الأمارة بالسوء وقالت :
    {وَمَا أُبَرِّئ نَفْسِي إِن النفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِن رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
    *****
    لاتقل من أين أبدأ فطاعة الله هى البداية .. لاتقل أين طريقى فشرع الله هو الهداية
    لاتقل أين نعيمى فجنة الله كفاية .. لاتقل غداً سأبدأ فربما تأتى النهاية
    .
    ************************************************** ****************************************
    سعيد شويل


  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    يحكى أن :
    وجد أحد الصالحين رجلاً يبكي فسأله لم البكاء؟
    فقال: أبكي على حبيب فقدتُه. فقال له: هلا أحببت من لا تفقدُه أبداً.
    في هذه القصة القصيرة مغازٍ عديدة أهمها:
    أنّ الله سبحانه وتعالى يستحقُّ أن يُحَبَّ، فهو وليُّ النعمة وصاحب الفضل
    وميزان العدل وأهل التقوى والمنقذ من كل المصائب والمحن...
    فليجرب الواحد منا أن يحب الله وأن يصرِّح له ويبوح له بذلك ويقول: أحبك ربي...
    عندئذ سيعرف معنى الحب الحقيقي
    ولله درُّ القائل:
    وقائلـة ما لي أراك مجانباً *** حبيباً عزيـزاً كالغزال المشرَّدِ
    فقلت لها كفي الملامة إنني *** ختمت رسالات الهوى بمحمَّدِ

    أشكرك على هذه المتعة التي تعطيها لنا مواضيعك
    جزاك الله خيرا وأجزل لك المثوبة.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2010
    المشاركات : 623
    المواضيع : 248
    الردود : 623
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    *****
    وجزاكم الله كل الخير على تعقيبكم وتفاعلكم مع الموضوع
    ولكم جزيل شكرى وتقديرى على مشاركتكم التى أنارت وأضاءت جوانب الموضوع
    فهناك من قال بأن الموضوع جعل من الحب خطيئة .. رغم البيان :
    أن الحب فى ذاته من الصفات الجميلة والنبيلة ..
    أما القول بافتتان الرجال بالنساء .. فذلك ليس فى شريعة الإسلام ..

    فقد نهى الله أن يتخذ الرجال أخدان من النساء ( صديقة ) ونهى الله النساء أن يتخذن صواحب من الرجال ( صديق )
    { وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ } . { وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ }
    ......
    شكرا لكم أختى الفاضلة والكريمة

  4. #4
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,444
    المواضيع : 234
    الردود : 3444
    المعدل اليومي : 2.18

    افتراضي

    من نعم الله العظيمة علينا أن جعل بيننا رابطة عظيمة تربطنا يبعضنا، ونتقرّب من خلالها إليه،
    ألا وهي رابطة الحبِّ في الله، والحبُّ في الله هو أن يحبّ المرء أخاه حبًا صادقًا مخلصًا,
    كأن يجتمعا على فعل الخير أو الحث عليه أو يجتمعا على طاعة أو عبادة ما، فيكون هذا الحب
    طريقًا لهما إلى الحب الأكبر؛ وهو حب الخالق جل وعلا والذي يوصلهما إلى الجنة.
    عَنْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم" يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ فيَقُولُ:
    "الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، يَغبَطُهم النَبيُّون والشُّهَداء".
    بوركت ـ وجزاك الله خيرا.