شابٌ يقف إلى جانبي ممسكاً بالحاجز ويشد عليه مثلي يتبرم من ثواني الانتظار ...
حتى دق هاتفه ...
و إذ بصوتٍ رخيمٍ يحدثه على الهاتف :ها قد وصلت ...
أنا ها هنا حقيقةٌ لا خيال...
و أخذت تصف له ملابسها حتى يعرفها...
وهو يؤكد لها بأنه يعرفها ولم ينسها...
يحاول أن يتصنع الهدوء والرزانة وكل ما فيه قلق ...
و انا أراقب حركات جسده و أترجم ما يعتمل بداخله من أشواق ....
و إذ بسيدةٍ تطل من بين الجموع فائقة الجمال محتشمة اللباس كلها وقار...
سارت تتهادى وعيونها إليه وعيونه عليها ...
ولم يحرك ساكناً وبقي منتظراً من تطل من خلف السواتر ...
حتى وقفت السيده خلفه ونادت عليه بأسمه ...
وأقبل عليها بلهفةٍٍ وهي تعاتبه : لِمَ لم تعرفني وقد عرفتك من أولِ نظرهٍ....؟
و أظنه لم يرها منذ أمدٍ بعيدٍ...
أم لعله لم يتوقعها بهذا الجمال...
أم أن الإرهاق البادي من عينيها هو السبب...
وأقبل عليها وتمتم ببضع كلماتٍ...
والتفتَ اليَّ وقال : أما زلت تنتظر؟
... ألم يأتوا بعد ؟؟؟
...من ستستقبل ؟؟؟ ...
فقلت له : بل قل من ودعت؟
أنا هنا من الأن أستعد لاستقبالهم ....
وسمعته يتحدث من داخلي ويقول : مثل ما ودعت تلاقي
فقلت : آمين آمين ...
و أرجو أن لا يطول انتظاري طويلاً لساعات اللقاء....
وعدت أدراجي وحيداً أتلمس الطريق و أنا أدندن مع فيروز
كان الوداع ابتساماتٍ مبللةً
بالدمعِ حيناً وبالتذكارِ أحيانا