أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: المارد الجميل قصه قصيره ب قلم فائز حسن العوض

  1. #1
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2009
    الدولة : السودان _ كسلا
    المشاركات : 196
    المواضيع : 25
    الردود : 196
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي المارد الجميل قصه قصيره ب قلم فائز حسن العوض

    المـارد الجميل قصه قصيره يقلم فائز حسن العوض ولدت لأبوين فقيرين والفقر مصيبة في هذا البلد !!، وليس الفقر مصيبتي الوحيدة ، بل المصيبة كانت في حجمي العملاق، فحين بلغت السادسة من عمري كنت أبدو من يراني أني في الخامسة والعشرين ،، لذا كان الصبية يرفضون أن ألعب معهم بحجـة أني رجل راشد ، وحين بلغت السابعة - موعد إدخال الصبية المدارس - ، أذكر أنني جئت مع والدي للتسجيل فطردنا الناظر شر طردة فاكتفيت بالجلوس في البيت ، باختصار كرهت المدرسة ولعب الأطفال واكتفيت بدور المتفرج ، وبعد تلك المرارات أصبحت من المغضوب عليهم . لكن لم أستسلم فحاولت أن أسلًي نفسـي في وحدتي تلك بالذهاب لبيوت الأعراس والحفلات ، وكنت أجلس في الصفوف الخلفية حتى لا يراني الناس ويعرفوا حقيقتي : وذات يوم وأنا جالس نشب شجار بين أثنين وهرب الناس إلا أنا فاستغربوا شجاعتي لكنني حين نهضت واقفاً أمسكت بأحدهما ثم رفعته في الهواء ، صار الرجل يتوسًلني أن أنزله إلى الأرض ، كان قد شعر بأنه علي سطح بناية من عدة طوابق ، ذات يوم قررت أن أدخل المسجد لأصلي،قال أحد أصدقائي أنني حين أركع لا أضع يديّ على ركبتيّ كما يفعل الناس عادة ولكني أمسك بهما فوق قدميّ مباشرة لطولي العجيب!! ، وحدثت ذات يوم مفارقـة عجيبة في حياتي بل عدة مفارقات مجتمعـة ، أولها أنني إنتظرت حتى دخل الناس في صلاتهم حتى لا الفت الناس لطولي وضخامتي المفرطـة ، وحين دخلت اخترت الصف السادس والأخير أقصى يسار المسجد ولطولي ذاك وضعت عمامتي في الصف الخامس أمامي مباشرة وأقصى يسارالصف!! ، صرت أقف في الصف السادس ولطولي أضع رأسي ساجداً في الخامس وفوق عمامتي مباشرة !! ، ولأني كنت أصلي مسبوقاً انتظرت حتى انصرف الناس لتكملة مافاتني من ركعات وتمهّلت في قراءة القرآن حتى انصرف معظم المصلون لكن بعضهم انتظروا ترقباً لمعرفة ما سيحدث لهذا العملاق الجديد ، ولسوء الحظ جاء رجل -عاثر الحظ منكوده= ، وبينما أنا جالس اقرأ التشهًد الأخير حسبني لطولي واقفاً فقرر أن يصلي مـعي جاعلاً مني إماماً له ، لكنني حين سلًمت عقب انتهاء صلاتي ظنًني الرجل أحدثت أو أن صلاتي قد بطلت لسسبب ما، لكنه حيث اكتشف أني كنت أصلي جالساً وكان يظنني غير ما أنا عليه، قطع صلاته ولبس حذاءه فردة ثمً هرب، ...قيل إنه لم يعد لهذا المسجد أبدآ في يوم من الأيام، ولطولي الفارع كنت أنظر عيني الرجل وهو علي ظهر ناقته أو جملة وعيني على عينة سواء بسواء وأنا أقف علي رجليً وإذا سار علي دابته سبقتهما في المشي فيضطر الراكب ليطلب مني أن أبطئ !!، فخطوتي أكبر من خطوة الجمل !!. كان أبي رجل خفيف الظل فكان ينادينني وأنا طـفل : بـ ( يا أولاد !! ) وحين بلغت العاشـرة صار يناديني ب( الرجل ) ، و حين بلغت الثانية عشـر كان ينادينني ب(ياجمـاعة!! ) . يقول العملاق :- - وهو لقب أطلقه عليه أبناء الجيران كما أطلقوا عليه أسماء كثيرة أخرى - ومنها لقب الصحابي لجسده الفارع الطول وقوة بنيته الضخمة العملاقة- يقول ٍ:- كنت عملاقاً ولكني خبوت أو حسوت -أيهما شئت- كنت عشرة أضعاف حجمي هذا ، أما حجمـه الآن كما يقول صديقة يعادل حجم ثلاثة أو أربع أشخاص أصحاء – كنت حين أقف يهرب الناس من حولي فكثيراًً ما أظل جالساً لأطول فترة حتى لا أصاب بالعين أو السحر . يقول الصحابي - بعد أن تاب توبة نصـوحة- :– كان أبي يحذّرني الا أعتدى علي أحد ويقول لي :- لا تعتدي على أحد فحتماً ستجد من يغلبك ، فحواء ولود ، وكنت أرد عليه :- أن حواء لم ولن تلد مثلي ، رداً علي قوله أن حواء ولودة ، يسأله البعض:- وما الذي جعلك تتوب ؟!! ، يصمت الصحابي فترة قبل أن يقول كأنًه يتذكر :- ذات يوم والدنيا مقمرة والناس علي أسـرتهم نائمون ، كنت أكمن وسط المقبرة حيث بعض شجرات الدوم فارعة الطول تخشخش بجريدها مع كل نسمـة أو هبة ربح ، والصمت مطبق ولا يسمع سوي ارتعاش سعفات الدوم ،،،،والقمر طبق من إستيل تحت الشمسس وحوله بعض سحابات بيض بدت كأنها قطرات حليب متخثر (زبادي) ، فجأة سمعت وقع خطـواته تقترب ، طق!!! ، طق!! ، طق !!. كنت أراه من مكمني وسط المقبرة ولا يراني كصياد ينتظر طريدة تقترب من الدخول إلي الشرك ، حبست أنفاسي خشية أن تهرب الطريدة، وأيضاً حبس العالم أنفاسه معي ، والضحـية تتقدم بخطوات وئيدة ... طق... طق . بدا المشهد كصورة بالأبيض والأسود لفيلم هوليودي ، بضع دومات سود تفصلنا ، المقبرة أرض بيضاء عليها أشباح ظلال سود لدومات مرتعشـة وبعض أقواس من التراب بلونين رمادي وأبيض ، في وسط المقبرة ، سماء رمادية وشخص أبيض في مقدمته المقابلة للقمر ورمادي بظهره حيث يرتمي ظله عليه !! ، والعالم جزء من السكون كأنه تحت المقبرة لا فوقها ، كانت عصاتي عبارة عن جزع شجرة متوسطة الحجم ، أدخل في مقدستها جلد سميك لقدم ثور لمنع كسرها ، رفعتها فوق رأسي ولم أك قد اختبرتها قبلاً ثم وبكل قوتي وبيديً الإثنتين هويت بها علي أم رأس الطريدة فأصدرت صوتاً كأني ضربت بها جذع شجرة دوم !!!!!!!، حتى إنها انكسرت نصفين ،...ولدهشتي لم يسقط الرجل ، بل وحتى لم يترنًح حتى !!، نظر الرحل إلي من ركن عينه، أي والله رأيت ذلك رغم الضـوء الخافت ، من طرف عينه ، يصمت الرجل طويلاً جداً ، ويرفع يديه بمحاذاة أذنيه ثم يلتفت ناحيتنا ليقول :- الحمد لله ، تبت ثم يدير رأسـه باتجاه القبلة :- ويكبر الله أكــبر !!!!1 ثم يصــلي بخشـــوع .

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,098
    المواضيع : 317
    الردود : 21098
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    أولا ـ وقبل كل شيء أرحب بك وأشكر القصة التي جعلتك تعود إلى واحتك
    وأنا من أشد المعجبين بقلمك ، وبقدرتك على السرد الشيق الذي يأسر القارئ
    إلا إني هنا لم استطع أن أفهم نهاية قصتك

    (يقول الصحابي - بعد أن تاب توبة نصـوحة- ) فإذا كان الصحابي هنا هو صاحبنا العملاق
    فكيف يكون هو الضارب والمضروب.. لم أفهم بصراحة وأتمنى ان أجد من يفسر لي..
    وعندما أفهم سأعود للقصة من جديد.
    ولك تحياتي وترحابي بك وكل تقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : May 2009
    الدولة : السودان _ كسلا
    المشاركات : 196
    المواضيع : 25
    الردود : 196
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    العزيزة الغالية ناديه الجابي
    أحيي حضورك الأنيق وأنا جد سعيد بعودني المنتدى وسعادتي أكثر يتعليقك ومداخلتك الشجاعه
    أما تسمية الصحابي فلاعنقاد أصدقاء المارد خطأ أن الصحابة ضخام الأبدان ولم يك المارد قد تاب
    حينها بعد
    أرجو أن أكون أوضحت
    لك كل أزهار الواحة وورودها اليانعة عزيزتي النادية

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,604
    المواضيع : 420
    الردود : 3604
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    لفت نظري قلمك أستاذ فائز، فمذهبك الأدبي واقعي مثلي، بدأت القصة بسيرة حياة ومعاناة خاصة بسبب الطول الفارع، وضحه الكاتب من خلال مواقف عدة، أنهى القصة بموقف فهمه بطلها خطأ لتكون الضحية إمام الصلاة...
    وتلك المعاناة يمكنك الكتابة عنها كثيرا، والاسترسال في السرد، لأنه حالة واقعة.
    سرني المرو من هنا واتمنى سماع رأيك:
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...AE%D8%B6%D8%B1

    تحية
    فرسان الثقافة

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    القلم ملفت فعلا والقصة مشوقة وفيها غرابة كبيرة في أحداثها غير المعتادة التي بدأت بأزمة الطول لكن أشكلت عليّ النهاية وشكرا على التوضيح في الردود
    تقديري

  6. #6