بئرٌ مُعطَّلَةٌ .. وقافلةٌ يُغازِلُها السَّرابْ
والرَّمْلُ يبْحثُ عن غُرابٍ
«ينْقُرُ» الرَّمْضاءَ كيْ
ترْتَجَّ عنْ كَلأٍ وماءْ
عنْ زمْزَم الأيامِ..
ينْبُعُ بين أضلاع اليبابْ
++++
قصْرٌ مَشيدٌ.. عنْدَهُ
تَلِدُ السَّواقي روْضَها
وتَصُبُّ في العبَثِ اللَّذيذِ سَخاءَها
ريُّ هناكَ .. وههُنا
ظمأٌ وألوانُ اغتِرابْ
++++
شمسُ الظهيرةِ.. والرِّمالْ
تتعاقَبانِ عَلى الحُفاةِ
السائرينَ معَ الظِّلالْ
تستلْهمانِ سَعيرَ نارِ الظاعِنينَ إلى المحالْ
فإلامَ تستَعِرُ الرِّمالْ
وإلى مَتى يبقى الحُفاةُ بلا نِعالْ؟
والراحلونَ معَ الكَثيبِ.. بلا رِحالْ
والبئر تفتح ثغرَها للعابرينَ
وحِينَ نَقرَبُها يغيضُ حُبورُها
وتفيضُ عَبْسًا وانتحابْ
++++
بئرٌ مُعَطَّلَةٌ على
درْبِ القوافلِ تسألُ الطرَّاقَ عنْ
ماءٍ وفي أحواضِها نَزْغُ السَّرابْ
فلترْسلوا غربانكمْ..
ولْتنقُرِ الأنقاضَ منها والترابْ
كي تشرَبَ الصحراءُ طحلُبَها
وينتَعِشَ الذُّبابْ
وتَدُبَّ دوْرَتُها الجديدة في الثَّرى
ولْترسِلِ «الكثْبانُ» زمْزمَها إلى
العطشى لينْقَشِعَ الرَّبابْ
فسَماؤكمْ حبْلى.. ولا مَطرٌ يطِلُّ برأسِهِ
منْ مَزنَةٍ
كذَبَتْ وألْقتْ حمْلَها
في بئرِ حَيرَتِكمْ فَسامَتْهُ العَذابْ
يا تائهونَ.. جهاتُكمْ
أضْحَتْ بلا نجْمٍ.. ولا شمْسٌ تَقودُ دَليلَكمْ
فالشَّرْقُ ذابَ بصمْتِهِ
وشمالُكمْ أضحى اكْتئابْ
والغرْبُ يضْحَكُ شامِتاً
وإلى الجَنوبِ جُنوبُكمْ
في الكَهْفِ تَقْرِضُها الجِهاتُ عَن المَضاجِعِ.. فارْفَعوا
قاماتِكمْ نحْوَ السَّماءِ.. البوصَلةْ
هيا استعيدوا البوصلةْ
واستحضِروا طُهْرَ الحقائقِ.. فالحَقيقةُ مُغْفَلةْ
يعلو مجامِعَها الترابْ