كمامه:
هبط الى الأرض فوجد الناس في رعب والكل يضع كمامة على فمه وأنفه
فسأل ما بالكم؟
فنظروا إليه بسخرية إذ كيف يجهل الإجابة
إلا أن أحدهم أجابه بأن الوباء شديد
فسألهم وماذا صنعتم للنجاة؟
سخر منه الجميع وأعطوه ظهورهم
فقال لهم ماذا إن قلت لكم عندي الدواء؟
فالتفت إليه الجميع وأنصتوا
فقال لهم أتفعلون ما أقول لكم لتحفظوا أرواحكم وارواح أبنائكم وتسعدوا؟
قالوا نعم
فسألهم
لو أردت أن تسأل أحدا
أتسأل الجاهل أم العالم؟
فقالوا
عقلا نسأل العالم
ولا يسأل الجاهل إلا أحمق
فقال لهم قولوا لا إله إلا الله
فقالوا منا من يقولها ولم نر منهم دواءا
فقال لهم قالوها ولم يقيموها
فقالوا له كيف نقيمها؟
فسألهم ما ظنكم بالله؟
قالوا خيرا
فما ظنكم بمراده؟
قالوا خيرا
قال ما من شئ إلا ويقيم مراد الله لذلك لا ترى سوءا في الكون وأنتم تحيون على نتج إقامة الكون لمراد الله
والكون لا يغدر بكم ولا يخونكم
ولكن يرد عليكم مردود أفعالكم
فقالوا هذا كلام طيب
ولكن ما سرعة نجاتنا؟
فقال بقدر سرعة اقامتكم لمراد الله
فإن أقمتموه الأن كانت نجاتكم الأن
فقالوا هناك جماعات شتى فأيها نقيم دعواها ؟
أقيموا من ترونها ترى أن العالم كله بيتا واحدا وبرنامج ادارة ذلك البيت هو مراد الله سبحانه
فتصبح السماء سقفا للجميع والارض مائدة للجميع والانهار شرابا للجميع والخير يدور على الجميع
فقالوا لا نرى مثل تلك الجماعة
فقال أقيموها أنتم
فقالوا نحتاج نموذجا لنهتدي
فقال انظروا الى الكون حولكم
كل جنس يعمل كمؤسسة كبرى تنتج لافرادها وتشارك الأجناس الأخرى بانتاجها دون ان يكون هناك ربا بينهم
وانظروا الى أجسادكم فقد علمتم تركيبه وجهلتم علو ادارته
كل عضو به هو ايضا مؤسسة من الخلايا كل خلية لها عملها بتلك المؤسسة ولا تجهل المؤسسة خلية من خلاياها
ثم شاركت كل تلك المؤسسات في اقامة تلك الدولة التي أنت عليها وتسمى الجسد
فان ترابطت البشرية وصارت ثروات الأرض تدور بينكم كما تدور الدماء على خلايا الجسد صارت البشرية جسدا واحدا تنتقل من علو الى علو ومن كمال الى كمال أعلى حتى تنتهي الى الجنة فيكون النعيم والرضوان من الله سبحانه
فوافق الجميع ولبى
فسألوه من أنت أيها الطيب الحكيم؟
فقال أنا الإسلام
فكانت النجاة