لحظة نقاء
من دائرة ذنوبي
من قاموس الصّحوة
افترشت بريد أعمالي
زرعت أصابع يديَّ في سماء الدّعاء
لأغمسها في محراب ربّي
لأغزل من لساني لوحات من الصّدق
أوزّع كل أحرفي لتجمع رحيق الثّواب
أدرّب جنود حواسي لتلتحم النّقاء
وأوجّهها سبيل الإستقامة والصّلاح والصّفاء
يا ربي ... أناجيك و القلب في احتراق
والعين في موسم شتاء
تدقّ طبول البكاء
ولساني في فسحة .. خجلاً منك
من ظلمة بحار المعاصي والآثام
.
.
يا ليتني متُّ قبل يوم الزلات
ليتني كنت نحلة في فضاء
أو نسمة تلفح وجوه الدعاة
أو كنت قبراً يضم الشّهداء
ليت أمّي لم تلدني خوف الحساب
شاركتني الأطيار والأزهار في العزاء
وحلّقت تعانق معي الدّعاء
.
.
ألصقت ظهري المجروح على خشب النّور
حرصاً على التّوبة
قبل قراءات بوصلتي
لأكشف ما أنشبَتهُ الجوارح من نواة قلبي
من معاصي ودمامل الذّنوب
في الظّلام الثّقيل
.
.
يا له من زمن أغبر
يتكئ على جراح مفتّحة
وروح العواصف تعانق جمرة الأيام السّاخطة
أبحث عن أبواب الرّحمة
عن منافذ عتق النار
عن أحواض المغفرة
في سماء النّقاء بالانتظار ...
صرخات من روحي
وزّعتها كقنبلة بدّدت الأجساد أشلاء
ألتمس مرضاة الله
لم يبق إلا طلقة الرّحمة
تعشّش آفاق الأنّات
يا ربي ...
علّقتُ أصفار أعمالي على ستائر عفوك
فهل لي من رجاء ؟!!!
هل لي من رحمة .. وأنت الرّحيم ؟!!
من توبة ... وأنت التّواب ؟!!
.
.
يا ربي
افترشت لك طيّات دموعي
و ملفّ جراحي.. و قارورة أخطائي
و الخجل معقودٌ في جبيني
على ما اقترفته يداي
وأرجلي تحطّمت شظايا خوف العذاب
.
.
أعلنت الحرب على حواسّي العرجاء
واعوجاج الطّريق وقنديل المحاسبة خفت
لا أريد قصوراً مشيدة
ولا كنوزاً مضيئة
أريد مغفرة .. أريد نوراً يبدّد عتمات نفسي
وأي عيد يستقبلني
وثيابي ممزّقة .. وأعمالي حادّة
ويداي منفرجة تلهث بالدّعاء
أعرف يا ربّي .. أنّ الجنّة طريق محفوفة بالمكاره
لكن .. تلك النّفس أمّارة بالسّوء
فهل لي من توبة ومحو للخطايا والزلات !!!؟
يا ربّي .... رحماك
يا ربّي .... العتق من النّار
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية