أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: خطاب (قصة قصيرة)

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي خطاب (قصة قصيرة)

    خطاب
    قصة قصيرة

    بقلم الروائي/محمد فتحي المقداد

    ضجيج حركات الممثّلين تملأ الصّالة. الجميع مُنهمكٌ بترتيب أدواته.. ممثلة هناك خرجت من خلف الكواليس تعتني بنفسها، تراجع صورة ماكياجها، وتسريحة شعرها الأنيقة أمام مرآة مركونة في الزّاوية لهذا القصد.
    ممثّل شابّ.. يروح جيئة وذهابًا، صوته يخالط الأصوات بعناد؛ لتثبيت حفظ دوره المُكلّف به. حركة دؤوبة مشغولة بنشاطها في مختلف أقسام دار الأوبرا.
    المُخرج مُنهمك بتقليب أوراقه، وإعادة ترتيبها حسب الأدوار المرسومة في ذهنه.
    عامل الإكسسوارات، ثبّت ميكروفونًا من أجل الافتتاح، ابتداءً بكلمة المسؤول الكبير راعي الاحتفال.
    ***
    وقف الجميع مُتخشّبين كالأصنام، أجسامهم مشدودة، رؤوسهم ثابتة بلا أدني حركة، عيونهم جامدة. أيديهم مُسبلة بهيئة الاستعداد. كاميرا النقل التلفزيونيّ غير معنيّة بالالتزام بمهابة الموقف. عدستها تُسجّل جمود الوجوه بصرامة اللّحظة التاريخيّة الفارقة.
    الأكُفّ تلتهب احمرارًا من تصفيقها الحادّ مع انتهاء موسيقى النشيد الوطنيّ. المقاعدُ من جديد مُثقلة بالأجسام بعد جلوسها.
    عريف الحفل أرغى، وأزبد إيغالًا بالتّرحيب بالضيف. ثمّ دعاه لاعتلاء المنصّة.
    المسؤول ارتجل خطابًا طويلًا استعرض مسيرته وانجازاته.. والتصفيق لم يترك له مجالًا لمتابعة كلامه متواصلًا يهزّ جنبات الصّالة.
    ودّع المستمعين بحركة من يده، خرج من المدخل الخلفيّ، ليفاجأ بالمتفرجّين ينتظرون طلعته البهيٍّة في السْاحة. أصواتهم المبحوحة لا تفتأ تِردادًا للشّعارات الرّائجة.
    على مدار ساعة كاملة استغرق في الحالة انسجامًا بخيلائه وصولجانه. راقه منظر أعضاء الفرقة المسرحيّة يهتفون مع الجماهير، ويُصفّقون.
    ***
    راقبتُ الاحتفاليّة من زاويتي عن بُعد، وتبدّل الموقف؛ لأنّني وللمرّة الأولى في حياتي أستعدّ بمثل هذه الجاهزيّة؛ كنتُ مأخوذًا بانتظار العرض المسرحيّ بشغف غير معهود، للتأثير الشديد للإعلانات اليوميّة عليّ.. وعلى مدار شهر كامل:
    - (انتظروا العرض الكبير على مسرح القبّاني، لمسرحيّة تاجر البندقيّة) ، التي ما زالت ماثلة أحداثها في مخيّلتي منذ أيّام الصفّ العاشر. لأنّها كانت مُقرّرًا دراسيًّا.
    مساء أضفتُ ملاحظة في دفتري:
    - (الخطابات متاهات الجماهير، وألعوبة الزّعماء، لإقناعهم).
    فراغ الصّالة أغرى صدى التصفيق والخطاب والهتافات، بالتغلغل حدّ المدى تزاحمًا على احتلال زواياها.

    الأردن - عمّان
    29 / 2 / 202‪0

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    كان يراقب الإحتفال من زاويته عن بعد مأخوذا بالعرض المسرحي
    ينتظره بشغف ليشاهد ( مسرحية تاجر البندقية) ليجسد القصة التي قرأها صغيرا في مقرر دراسي
    ولكن الإحتفال نحى لمنحى آخر عندما خطب المسؤول راعي الإحتفال فألهب حماس المتفرجين
    فطفقوا يصفقون له، ويرددون الشعارات بكل حماس.
    إن صوت الخطيب، ولغة جسده، ومظهره الخارجي، ووقفته، وقدرته على التحدث بلغة رسمية سليمة
    قريبة من لغة جمهوره ـ كلها عوامل تجعل الخطابات متاهات الجماهير..
    فللقادة والسياسيون طرقا عدة للتأثير في الحشود، وترسيخ قناعات في أذهانهم حد إقناعهم
    بحرمة الطعن فيها.
    قصة قوية الفكرة، وذكية التصويب، عميقة المعنى.
    دمت بروعتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    كان يراقب الإحتفال من زاويته عن بعد مأخوذا بالعرض المسرحي
    ينتظره بشغف ليشاهد ( مسرحية تاجر البندقية) ليجسد القصة التي قرأها صغيرا في مقرر دراسي
    ولكن الإحتفال نحى لمنحى آخر عندما خطب المسؤول راعي الإحتفال فألهب حماس المتفرجين
    فطفقوا يصفقون له، ويرددون الشعارات بكل حماس.
    إن صوت الخطيب، ولغة جسده، ومظهره الخارجي، ووقفته، وقدرته على التحدث بلغة رسمية سليمة
    قريبة من لغة جمهوره ـ كلها عوامل تجعل الخطابات متاهات الجماهير..
    فللقادة والسياسيون طرقا عدة للتأثير في الحشود، وترسيخ قناعات في أذهانهم حد إقناعهم
    بحرمة الطعن فيها.
    قصة قوية الفكرة، وذكية التصويب، عميقة المعنى.
    دمت بروعتك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أستاذة نادية الراقية..
    اسعدك الله ورعاك
    الناس مأخوذون بالمظاهر البراقة.
    ويروقهم ذلك.. خوفا وطمعا..
    وكثيرا ما تأتي الغايات مبررة بوسائل
    مرضية أو غير ذلك.. تحياتي لك وتقديري سيدتي..

  4. #4
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    كان الاحتفاء بالضيف و بخطابه الحماسي أكثر من المسرحية نفسها ..
    حينما يطغى الجهل والتبعية ينزوي الإبداع جانبا ..

    نص جميل أديبنا .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد السلام دغمش مشاهدة المشاركة
    كان الاحتفاء بالضيف و بخطابه الحماسي أكثر من المسرحية نفسها ..
    حينما يطغى الجهل والتبعية ينزوي الإبداع جانبا ..

    نص جميل أديبنا .
    استاذنا عبدالسلام
    هي استحقاقات المرحلة
    دمت بخير وألق دائم