#من_يقرأني؟
كانت أمنياتي كفراشة مهاجرة..حل الشتاء على روحها باكرا..
فغادرت تتلمس الدفء في أحضان المجهول..ترتجف جناحاها من برد الألم..
تتخبط في عتمة الحياة..تحاول أن تحط على قلب أحدهم..
فتنزلق أقدامها الهشة لترتطم بحاجز الوهم..
تصرخ..فيعلو صراخها في أعماق روحها المنهكة..
تكتمه أكف الصمت..تلملم شتاتها من دروب الشوق..
تلتف على نفسها مواسية كل ليلة..تتأمل اللهب المتقد من خلف نوافذ الحب..
تخونها دمعة..ترتعش..
يشفق على حالها غريب رآها صدفة تتأمل..دعاها..
فلبت النداء على عجل..ففي بريق عينيه حكايا كثيرة..
وعلى شفتيه ابتسامة تسلب الألباب..احتواها حتى اكتمال القمر..
غادرته حزينة..مودعة باكية..
تمنت لو أنها يوما كانت من بني البشر..
لحطت الرحال في قلبه..وما غادرته يوما..
لكن ظلت أمنياتها قتيلة خلف بابه..
تدفنها كلما حاولت النهوض
براثن المسافات..وقسوة القدر..