مرة كالعلقم..
جرعات كثيرة من الماء أتبعها بها..كلما تلقمتها شفاهي..
أجز عليها بأسنان نخر السوس أساسها..فتداعت ركائزها..
أبتلعُها مجبرًا.. فلا قوت لي سواها..أشعر بالوهن بعد كل جرعةٍ منها..أتوق لوسادة تحتوي أحلامي المُهجرة..فلا وسائد هنا سوى زنود الفراغ..تحتويني أركانٌ أربعة، بالكاد تتسع لركام
روحي..غبار الذكريات يجثمُ فوق صدري..أتقلب ذات اليمين وذات الشمال..وكوابيسي رابضةٌ لي بالوصيد..أتسكع في أروقة الماضي..أفتش عن بقايا ضحكاتٍ..فتلاحقني أشباحه..
أتوارى خلف الصمت أتأمل بيوت
العناكب في زوايا حجرتي..أتفكر لبرهة ماذا لو حطمتها بمسحة
واحدة من راحة يدي؟
هل سأشعر بلذة النصر؟
أكره الليل هنا، فهو كئيبٌ جدًّا، وكم أخشى قدوم الصباح..
أحتوي جسدي الهزيل بذراعي..أسرق الصبر من فاه الشمس وأمضي..أتسول العطفَ من وجه القَدر..أخافُ بطش الموت فجأة..
أفتش في جيبوبي عن هويتي..أخشى التعفن على أرصفة الطرقات..وابتلاع الكلاب الضالة لبقايا عظامي..أسير كالهائم وسط المجهول..ألمحني في مقل المارة مشردا..وملامحهم المشمئزة تدفعني لاشتمام نفسي..أعدل من هندامي البالي..وأستمر بالمضي..أفتش عني..أأغير اسمي؟
أأصبغ شعري وأرفعه؟
أأملأ جسدي بالوشوم وأنفي وأذني بالأقراط؟
علّهم لا يلمحون وطني في ملامحي..
أم أعتلي صهوة الجنون وأشحذ الحياة من بين
مخالب الدنيا؟
الألم نفسه..وخز الحنين يعرف موعده..مع كل غروب..يهطل الشوق حممًا على وجنتي
لشهيق أملؤه من رائحة أهلي..الظمأ ذاته، لرشفة من دمع أمي..لقبلة من شفاهها..لتربيتةٍ مليئةٍ بالحب من كفها الحاني..لحضنٍ دافئٍ يضم أحزاني..لكنّها
مجرد أشواقٍ ماتت مع وطني..لم تحظى بقبرٍ يلم رفاتها..ظلّت خيالاتها تجوب الشوارع خلفي..أبتلع تلك الدمعة الضعيفة بجفني..وأطبق شفتاي مجددًا..ألتهم لقمةً مرّةً جديدة..من جيفةِ روحي..تمنَّنَت عليّ بها أكف الغُربة..فغصّت بها أوجاعي.
#خربشات????????