الثأر

الكورونا لن يمنع الربيع من عودته المعتادة الدورية،و لا الطيور من زقزقتها،و لن يحرم الأشجار من استعادة أوراقها،و لن يحسد الورود من جمالها الأخاذ...الكورونا ليس بينه و بين الطبيعة أي ثأر؛ إنما جاء ليؤدب الانسان الذي طغى و تجبر و عثا في الأرض فسادا لعله بتذكر أو يخشى.

"إن هذه الفيروسات الهشة تحطم غرور الإنسان وتظهر ضعفه ووهم شعوره بالقوة"
أن الإنسان مهما بلغت قوته فإن الضعف يحاصره من بين يديه ومن خلفه، وإذا علم الإنسان ضعفه
كان أجدى به أن يخشع ويتواضع ولا يتكبر إلا أن يقسو قلبه فلا ينتفع بالآيات.
بوركت ـ ولك تحياتي.

إنما جاء ليؤدب الانسان الذي طغى و تجبر و عثا في الأرض فسادا لعله بتذكر أو يخشى.

أحسنتَ القول ، فما يكثر الفسق وتفسد قلوب الناس إلا أتتهم كارثة لعموم الفساد ولسكوت الأغلب عن الإنكار ولتآزرهم مع الباطل ، و رغم الخسارات فيها إلا أنها تُنبئ بخيرٍ للعباد ، ومن لايعتبر فقد استولى عليه الشيطان وركب رأسه حتى يأتي يوم يُغلق عليه باب التوبة فلا مفرّ من ربّه
قد يؤثر في بعضهم التخويف وقد يؤثر في بعضهم أن يقع عليه الأمر فيرتدع ويرجع عن غيّه ، والله أعلم بتأديب عباده وتربيتهم حتى يردّ من يشاء منهم إليه ردًّا جميلا
ولكن قد ينسى الإنسان حال عنفوانه وقوته أنه قد يهلك فتذهب كل ممتلكاته وتسلطه حينما فقط ينفجر عرق صغير في يده فيزول ماكان يمتلكه من النعم لذا على المؤمن أن يحرص بالرجوع إلى الله فلا يضرّ نفسه بالذنوب ولايؤذي خلق الله بإضمار المكر وإلحاق الأذى وظلمهم فإن الله إن أخذ فاخذه أخذ عزيز مقتدر
وإن الله لّيؤدّب البرّ والفاجر ، فأما البّرّ فبزيادة رفعة وتكفير وتطهير له
وأما الفاجر ليأوب إلى ربه ويتوب وأعظم الخسران من لايدرك هذا ولايرعوي اثناء الابتلاء وبعد زواله ايضا

تقديري

(إنما جاء ليؤدب الانسان الذي طغى و تجبر و عثا في الأرض فسادا لعله بتذكر أو يخشى.)

كورونا ليس وباء للبشرية إنما نحن الوباء على هذه الأرض إن لم نستغفر ونتوب إلى الله
وسوف يستبدلنا الله بأقوام غيرنا يستغفرون ويتوبون إليه
كورونا إن لم توقظنا من غفلتنا ولهونا عن ديننا سنستيقظ على ويل شديد، وهي مجرد فيروسات أخافتنا
وأرعبتنا وضجت مضاجعنا فكيف بخالق هذا الفيروس.
بارك الله فيك ـ ولك تحياتي وتقديري.