الحر والعبد:
قالوا
الحر تكفيه الاشارة والعبد يقرع بالعصا
وهذا المثل صار مفعلا في تلك الايام
فها هي البشرية
أبت ان تعلو صفاتها فتطيع من له الصفات العلى سبحانه
فصارت اليوم حبيسة لا تستطيع ان تخرج وصارت تخشى مالا تراه لدرجة العبادة تطيع في برنامج حياتها من عدم اللمس وطهارة الماكل والمشرب وكل ما تتضع يدها عليه وهي خائفة ذليلة
وصارت تتحرك وهي خائفة من أي شئ تلامسه
وفي ذلك يقول ربنا سبحانه
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ*حْمَـٰنِ الرَّ*حِيمِ
(طسم ﴿١﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ* مِّنَ الرَّ*حْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِ*ضِينَ ﴿٥﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦﴾ أَوَلَمْ يَرَ*وْا إِلَى الْأَرْ*ضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِ*يمٍ ﴿٧﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُ*هُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ وَإِنَّ رَ*بَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّ*حِيمُ ﴿٩﴾ )
وتأتي صفة زوج كريم
وكريم نكرة تفيد العموم
فالبشرية تحيا على صفة الكرم من الازواج حولها وهي متكبرة ظالمة بخيلة
وصفة الكرم التي وضعت في تلك الازواج دلالة على صفة الكرم بالله سبحانه التى تعدت بكمال علوها فاصبح الخلق كريما بازواجه وصارت صفة الكرم تملا الكون كله
فلا يوجد مخلوق الا ويحيا على صفات كرم الاخر في صورة يترابط بها الخلق جميعا
وكان الاولى للانسان ان يدخل في تلك المعاملة بالكون كريما مع جنسه ومع الخلق حوله
وكان الاولى له ان يسأل نفسه، وهو يحيا كرم ما حوله، من وضع معايير ذلك الكمال في كل شئ
حتى صار الكون كله يتفاعل مع بعضه البعض كما لو ان هناك تفاهم بينهم ولغة تجمعهم جميعا في صورة مؤسسات تعمل ليل نهار وكل له صفات الكرم الذي تخصه سواء كانت تقديم الخير او ازالة السوء عن البقية
فهل تعود البشرية الى من له الصفات العلى سبحانه الرحمن
وجئ باسم الله الرحمن ذو الرحمة الواسعة
فرحمته سبحانه ظاهرة في كل شئ فالبشرية تكفر به سبحانه وتعبد غيره وهي تحيا اثار صفات رحمته
وقد جاء الى البشرية اليوم ما جعل اعناقها لها خاضعين
والبشرية اليوم تستغيث بمن يصرف عنها هذا العذاب الذي ان لم يصرف فستنهار البشرية اقتصاديا فالكل يهرب من الاخر فمنظومة تجمعات البشرية قد انهارت فرارا من الموت
وان ظل الامر على ذلك دون العودة الى الرحمن فستموت البشرية ان لم يكن من ذلك الوباء فستقتل بعضها بعضا على الحياة نتيجة ما سيحل بالبشرية من الجهل والجوع والفرقة والشتات
الا ان الله سبحانه الرحمن فتح لهم بابا وهو صفات اسمه سبحانه العزيز الرحيم
بالتالي لابد للبشرية ان ترجع ذليلة الى ربها تائبة ونادمة على ما قدمت من سوء
فتتجلى اثار صفاته سبحانه على البشرية فتصبح عزيزة ثانية
اذ يعبادته له سبحانه اكتسبت صفة العزة من الله سبحانه رحمة واصلة من اثار صفة اسم الله الرحيم
فتحيا الحرية الحق الخالية من السوء
وكي تكون تلك صفاتها عليها باقامة برنامج الاسلام كبرنامج يدير العلاقة بين جنسها اولا وبين بقية الخلق بالارض فتتحلى بصفة ان تكون هي أيضا من الزوج الكريم فتتجلى صفات الربوبية لها فتصبح نعم رب البيت في الارض فتحقق الخلافة الحق في كرم الاخذ والعطاء والبناء والتعمير الذي اكتسبته من علم الله سبحانه نتيجة تحقيقها له فتنمو ذريتها في هذا العلم فيصبح صبغة لها فيصبح خلقها القران في اقوالها وافعالها
فيصبح ما يحبه الله ويرضاه يجري على اقوالهم وافعالهم الظاهرة والباطنة
فلا يجد الشيطان مكانا له بينهم فتخلو الارض من السوء ظاهرا وباطنا
فتحيا جنة الدنيا قبل جنة الاخرة