نطلب الرحمة من الله . ونحن ظلمة أو طغاة

************************************************** **********************************************
.......
أىّ ظلم وبغى وجبروت أن يغلق المسجد الحرام وبيت الله المحرم .. أىّ ظلم وجبروت أن يعطل أداء فرض من فروض الله ..
أىّ ظلم وجرم أن تمنع مساجد الله من أن تقام فيها الصلاة أىّ ظلم وجرم أن تعطّل صلاة الجمعة والجماعة ..
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ
لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
.......
الوباء أو المرض
روى الإمام البخارى فى صحيحه عن أسامة بن زيد رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها )
أخذاً بالأسباب وتفادياً وتحاشياً من انتشار العدوى فى الطاعون أو فيما يماثله من أمراض وأوبئة : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأن لا ندخل إلى أرض أو نخرج من أرض يكون بها وباء ..
ونهانا رسول الله ألا يرد من أصابه المرض على السليم المعافى وأن لا يختلط به حفاظاً على صحته وحياته .. فقال عليه الصلاة والسلام :
( لايورد ممرض على مصح )
وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نترك أفعال الجاهلية . وألا ينفر الصحيح السليم منا من المريض العليل إن خالطه أو اختلط به
ولا يشمئز منه أو يبتعد عنه .. فالأمر كله بيد الله إن شاء انتقل الداء إليه وإن شاء لم يقع له .. فقال عليه الصلاة والسلام :
( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة )
ولقد قال الله فى كتابه : { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } فالمرض أو الشفاء لا يكون إلا بأمرٍ وإذن من الله سواء كان بدواء أو بغير دواء ..
.......
هذا هو شرعنا وشرع ديننا .. هذا هو ما شرعه الله وشرعه نبينا ورسولنا ..
لم يأمرنا الله ولم يأمرنا رسول الله أن نعطل أداء فرض من فروض الله أو أن نرجئه إلى حين زوال الداء أو الوباء أو المرض ..
.......
أتخشوْن المرض والموت ولاتخشوْن الله
حفظ النفس لا يكون بإهدار حفظ الدين .. فالقتال والجهاد كتبه الله على المؤمنين وفيه تضحية بالروح والنفس فى سبيل الله ..
حفظ النفس لا يكون بإغلاق مساجد الله وخرابها .. ولا يكون بمنع الصلاة أو منع ذكر الله فيها ..
ما تفرون منه وتخافونه وما تخشون منه وتهابونه سوف يلاقيكم حتى ولو كنتم فى حصون وبروج مشيدة ..
{ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ } { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ }
سحرة فرعون سجدوا لله وشهدوا بأن لاإله إلا الله .. ولم يأبهوا بفرعون اللعين والطاغى الجبار الأثيم ولا بملئه أو جنده وحاشيته ..
وحين قال لهم سأصلبنكم فى جذوع النخل وسأقطّع أيديكم وأرجلكم من خلاف .. قالوا له إقض ماأنت قاضٍ فينا ولتفعل بنا
ما تشاء لن نخشاك أو نخشى عذابك . فالعذاب الذى سوف تؤذينا به فى دنيا فانية . أما عذاب الله ففى حياة خالدة ..
{ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا
مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }
.......
أتمنعون المساجد أن يذكر فيها اسم الله
لقد استهان المسلمون بقواعد وأصول الدين واتخذوا من عقولهم شرعاً وجعلوا منه ردعاً ومنعاً ..
جبابرة طغاة ضلوا عن الحق وأوغلوا فى الباطل . علواْ وبغواْ فى الأرض بما خصّهم الله .ومنعوا المساجد أن يذكر فيها اسم الله ..
ومن أورثهم الله رسالة الأنبياء من العلماء والفقهاء . آثروا دنياهم على آخرتهم . يؤيدون أفعالهم ويبررون استبدادهم وطغيانهم ..
{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً لِلْطَّاغِينَ مَآباً لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً }
.......
أهل الحق وأهل الباطل
كل نفس ذائقة الموت . والدنيا دار بلاء وابتلاء والحياة فيها محدودة .
فلا تؤثروا الدنيا واعملوا للآخرة ..ولا تكونوا ممن ارتابوا فى دينهم وفقدوا يقينهم بإيمانهم . وجهلوا بأن الله هو الذى يحييهم ويميتهم .
.
فيروسات دقيقة وكائنات ضعيفة حُشدت كل الجهود من أجلها وبذلت وتبذل أقصى القدرات والمساعى لمحاربتها ..
أهل الباطل .. لايؤمنون إلا بما يدركوه وما يلمسوه وما يصل إليه فكرهم فتجاوزوا بذلك قدر عقولهم وقدر عبوديتهم لله ..
وأهل الحق .. أمرهم الله ألا يهنوا ويضعفوا مهما أصابهم من بلاء أو شقاء أو من بأساء أو ضراء ..
وحذرهم الله أن يكون مَثَلهم كمثل المنافقين الكفار ..كانوا :
إذا قام المرء بالسفر والضرب فى الأرض للبحث عن رزقه لمعيشته ومعيشة أسرته . أو قام المرء بالغزو والجهاد فى سبيل الله لإعلاء
كلمة دين الله . وأصاب أياً منهما موت أو بلاء .. كانوا يقولون : لو ظلوا معنا ولم يسافروا أو يقاتلوا لما أصابهم ما أصابهم ..
قولهم هذا قد يجعل الله فيه ندماً وألماً فى قلوبهم وحسرة وحزناً فى قلوب ذويهم وأهلهم ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ
لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير }
.
************************************************** **********************************************
سعيد شويل