إنك أنت الأعلى

إنك أنت الأعلى:
الأعلى إسم من أسماء الله سبحانه
قال تعالى لسيدنا موسى عليه السلام
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
(قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾)
سورة طه
اذ القاعدة لكل رسل الله سبحانه
قال تعالى أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
( إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ*سَلُونَ ﴿١٠﴾)
سورة النمل
فكيف لخلق من خلق الله ان يتحلى بإسم الله الأعلى المعرف بالالف واللام
بالتالي كي نفهم ذلك ننظر الى صفة سيدنا موسى عليه السلام
صفته رسول الله
بالتالي فرسول الله كي يبلغ رسالة الله الى البشرية فلابد ان يكسب تبعا صفات علو من ارسلة معية له كي لا يناظره علو احد من خلقه عدوا له فيصبح له الغلبة عليه
والغلبة دائما لرسل الله سبحانه
الغلبة البيانية
( قَالَ فِرْ*عَوْنُ وَمَا رَ*بُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَ*بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ*ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَ*بُّكُمْ وَرَ*بُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَ*سُولَكُمُ الَّذِي أُرْ*سِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾ قَالَ رَ*بُّ الْمَشْرِ*قِ وَالْمَغْرِ*بِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٨))

ثم الغلبة الفعلية
( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِ*ينَ ﴿٣٣﴾)

ولاننظر الى الحدث من ناحية عرض مهارات فالصراع هو صراع بيان لبيان علو صفات الله سبحانه وتعالى ودنو ما سواه ممن يخالف مراد الرسل
بالتالي فقطعا العلو لعلمه سبحانه وتعالى ونظرا لانه لا يعلو شئ من مكانه ولا يتحرك ولا يتحول من حالة الى اخرى الا بالعلم صار العلم بالله سبحانه وتعالى والعلم بمراده وتطبيقه هو اعلى العلوم في تحريك الاشياء علوا
اذ ان الذي غير وحرك ورفع الأشياء هو العلم والعلم هنا هو علم الله سبحانه
بالتالي فإن الله سبحانه هو اصلا من رفع تلك الاشياء وحركها وغير من حالتها
ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حقق من العلو ما كانت أفعاله اقواله الظاهرة والباطنة هي العلو ذاته
والتعبير ليس للمنافسة بين الرسل
لكن هي حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فقد وصفه من له الصفات العلى سبحانه
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾)
سورة القلم
والخلق هو مجموعة الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة
وعظيم نكرة تفيد العموم
بالتالي فافعال رسول الله صلى الله عليه وسلم في تغيير ما هو سئ الى ما هو طيب بإعادة ترتيب الاشياء لها من العلو الذي يعبر عن كونه رسول لمن له الصفات العلى سبحانه
ونظرا لانه لانبي بعده صلى الله عليه وسلم الى قيام الساعة فإن صفة (إنك أنت الاعلى) وصفة (على خلق عظيم )تصبح صفة من امن به
بالتالي فالمجتمعات التي تقيم رسالة الاسلام والذي هو علم الله سبحانه تصبح بهذا العلم هي الاعلى في بيانها العقلي وفي بيانها الفعلي كخلق في أخذها وعطائها

والكون كله يتفاعل مع بعضه البعض بالاسلام
إذ الكون كله
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْ*ضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً*ا ﴿٤٤﴾)
سورة الإسراء
بالتالي فإن المجتمع الذي يقيم الإسلام يتفاعل مع الخلق جميعا بما هو مشترك بينهم وهو علم الله سبحانه وتعالى
وبذلك نرد على من يتهكمون على الاسلام بانه يعيدنا الى الحياة البدوية الصخرية
وهذا من الغباء العقلي والفعلي
فانت لا تحصل على ثمرة الشجرة الا بعد ان تبلغ الشجرة نموها
ورسول الله صلى الله عليه وسلم عقلا هو بمثابة نواة الحسنى لشجرة الإحسان التي تحمل كل صفات الكمال
ومن اجل ان تنمو تلك الحسنى كشجرة يسعد بها الخلق لابد ان تحقق التربة حولها من صفات الكمال ما يلزم لنمو تلك النواة
فلما امن معه عقلاء البشرية من الصحابة رضي الله عنهم بدات التربة حولها تحقق شروط النمو لتلك الحسنى
فلما صارت هناك الخلافة صارت البشرية تقطف من كل طيب لتلك الشجرة
بالتالي صارت البشرية تتفاعل مع الكون حولها باعلى درجات الكمال وصار هناك العلم المتبادل بين البشرية وبين سائر الخلق بالكون
فخرج من البشرية علماء في الطب والجبر والهندسة المعمارية والفلك وكل الفنون العلمية التي تعبر عن الكمال المتبادل بين الخلق جميعا
فصارت صفة الأعلى تنتقل بالاسلام من جيل إلى أخر
فلما عطل اهل الاسلام البرنامج الاداري لعلو صفاتهم كان من الطبيعي ان تدنو صفاتهم
وصارت تدنو حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الان
ليكون السؤال
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ* اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ* مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾)
سورة الحديد
فيحققوا صفة الأعلى في صفاتهم القولية والفعلية الظاهرة والباطنة

نص جميل، وفكر راقي حكيم وقطوف جميلة وعميقة
ننهل من بديع نثرك هذا الفكر الراقي بما حمل من قيم سامية
شكرا لجميل ما نثرت من زخات إيمانية ألقة.

نص جميل، وفكر راقي حكيم وقطوف جميلة وعميقة
ننهل من بديع نثرك هذا الفكر الراقي بما حمل من قيم سامية
شكرا لجميل ما نثرت من زخات إيمانية ألقة.

حفظك الله استاذتنا
وشكرا لأثرك الطيب ومرورك الحسن