أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: فوائد الكورونا (قصة قصيرة)

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي فوائد الكورونا (قصة قصيرة)


    (أدب العزلة في زمن الكورونا)


    فوائد الكورونا
    قصة قصيرة

    بقلم الروائي – محمد فتحي المقداد
    لا أدري لماذا يأتيني الإلهام، وأتذكّر واجب الكتابة لديّ مع انطلاق صفّارة الإنذار كلّ يوم عند السّادسة، وأتعجّل أمري كأنّ الحظر مفروض على صفحات (الوورد) أيضًا. قلمي المُتِلكّئ استجابة لما يحوك في رأسي من أفكار؛ يتقّظ فجأة مُتدارِكًا تقصيره الذي اعتاده سائر أيّامه وقبل ذلك الحين.
    في صغري جميع المُعلّمين في الصّفوف الابتدائيّة والإعداديّة، لم يدّخروا جُهدًا في تلقيننا المعلومات، حتّى ولو استلزم الأمر استخدام القوّة في كثير من الأحيان، عبارتهم الذهبيّة المُكرّرة على سمعي على مدار سنوات المقاعد الدراسيّة:
    -(لا تُؤجّل عمل اليوم إلى الغد).
    وما زال التأجيل طبعًا لا يتزحزح عن حاله إلى الممات، إلّا في حالة الإلحاح والملاحقة. من فوري فتحت صفحة (الأوفيس). دوّنتُ العنوان متزامنًا مع دخول ابني بطلب لي، قرأ العنوان، فوائد الكورونا.
    باستغراب الدّهشة المفاجئ المخالف لما استقرّ في ذهنه من الحذر وتعليمات الحظر وعدم الاقتراب، ومفهوم الخطر الوبائي الدّاهم, تساءل:
    -"وهل للكورونا فوائد برأيك..؟".
    -"بكلّ تأكيد لكلّ شيء فوائد وأضرار. ليس الفائدة بالمرض بحدّ ذاته، بل عرفنا جميعًا من تحذير مخاطره، وإجبار أنفسنا على العُزلة، والعزلة من نتائج المرض".
    هزّ رأسه لا أدري هل اقنع بكلامي، أو سمعني أم لا.. وهل راق له؟. وتابعت:
    -"ألا ترى أنّها جمعتنا في البيت بشكل دائم، وهذا الأمر افتقدناه منذ زمان، هموم العيش وصعوبات الحياة فرضت عليّ مثلًا غادرة البيت منذ الصّباح حتّى اللّيل، وكأن الكرة الأرضيّة تشتاق استراحتها من لهو البشر، والسّماء تتوق لدعاء البشر بعد نسيان في متاهات الحياة".
    استغراقي في الشّرح أخذني بعيدًا بتركيز فاصل عن محيطي، وتتراكض الأفكار إلى شفتيّ بتزاحم على الخروج:
    -"من أعظم الفوائد يا بنيّ صفاء الجو، واستنشاقنا للهواء النظيف، خاصّة سكّان المدُن عامّة بمعاناتهم الطّويلة من معدّلات التلوّث الهائلة المهلكة للصحّة، ومُسبّبة لأمراض الجهاز التنفّسي، وتلف الأعصاب، كذلك دعنا نستمتع بنعمة الهدوء من الضجيج العالي المرهق للنفس والقلب.
    من مراقبتي واطلاعي على ما يصلني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كوّنت رأيًا جديدًا. ازدادت دوافع الإيمان وعاد الكثير ممن كانوا ضائعين في زحمة الحياة إلى ربّهم بالدّعاء والطّاعة"
    صحوْتُ من سكرة استغراقي، لأجدني مُوجّهًا حديثي إلى نفسي، شعور مداهم بالتفاهة وأنا أكلّم نفسي، الحمد لله أنّ زوجتي لم تقترب من زاويتي، بكلّ تأكيد لتعاظمت شكوكها بقدراتي العقليّة، لتتأكد شكوها القديمة بجنوني، والحالات المزاجيّة الصعبة التي تأتيني بشكل متباعد.
    يا لك من ولد شقيّ تركني وحيدًا بلا مبالاة لسماع إجابتي على تساؤلك، أجيال نافدة الصّبر.. عجولة في طلب مقدّرات الحياة بلا تعب وعناء.. ولا جهد ومشقّة، تتخيّل أن هناك من سيقدّم لها كلّ شيء على طبق من ذهب.
    رجعتُ إلى صفحتي أفكّر من جديد لوصل من انقطع من تسلسل كان في ذهني لترتيب الموضوع. فنحان القهوة على يمني رشفتُ منه تغيّر طعم فمي من مرارة استقرّت به منذ دويّ صوت الصفّارة.
    ليته استمع لباقي كلامي، لكنّه موضوع وانفتح. سأكمل ما استحضرني من فوائد الكورونا، الأهم على الإطلاق.. تجدّد همّتي إلى القراءات المُؤجّلة من زمان، وتشوّقي لها تَسَاوَق انْغماسًا بمشاغل المعيشة التي لا ترحم من كثرة طلباتها. معظم أرباب البيوت لا يرجعون إلّا وقت النّوم للاستراحة والطّعام، أعمارهم تفنى على صخور جامدة سَحَلَتْ عواطفهم.
    من جديد عاد الولد لشكوى لا تنقطع على مدار السّاعة من أخته. تسلسل أفكاري توقّف عند هذا الحدّ، فَوْرَة غضبي كادت تُودي بآخر تماسكٍ لأعصابي التّالفة أصلًا، لولا استعادة رُشدي في اللّحظة الأخيرة، شعور حنان غامر طغى بقطع سَوْرتي عن هذا الكائن الصّغير .
    استدرتُ بكُليتّي إليه مُحتضنًا جسمه الضّئيل، بَشَشْتُ بوجهه، وقبّلته بحرارة، وأنا أستمع لشكايته ماسحًا لدموعه، استرضيتُه. ومضى إلى شأنه من جديد. رجعتُ عازمًا أن لا أؤجّل إنهاء كتابتي إلى غد، شعوري بالإنهاك الجسدي.. جلوسي لساعات طويلة أمام الحاسوب شاقني للعودة إلى الفراش.


    عمّان -الأردن
    1 \ 4 \ 2020

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,063
    المواضيع : 312
    الردود : 21063
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    قال تعالى :
    (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ)
    فبالرغم من كل ما سببه هذا الفيروس من رعب وفزع دولي إلا إننا اكتشفنا إن له أيضا
    فوائد لا حصر لها وكما يقول المثل .. رب ضرة نافعة.
    شكرا على قصة معبرة ومفعمة بالحكمة والتأمل
    وحرف ينساب بسلاسة من جنبات فكرك إلى عالم الحرف.
    بوركت ـ ودام إبداعك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    قال تعالى :
    (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ)
    فبالرغم من كل ما سببه هذا الفيروس من رعب وفزع دولي إلا إننا اكتشفنا إن له أيضا
    فوائد لا حصر لها وكما يقول المثل .. رب ضرة نافعة.
    شكرا على قصة معبرة ومفعمة بالحكمة والتأمل
    وحرف ينساب بسلاسة من جنبات فكرك إلى عالم الحرف.
    بوركت ـ ودام إبداعك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سيدة نادية أسعد الله أوقاتك بكل الخير
    الحياة نعيشه ما بين الرجاء والأمل
    وما بين المحنة والمنحة..
    إذا كانت قدرتنا على تحويل المحنة
    إلى منحة هنا تتجلى مواهبنا التي
    أعطاها لنا الله..
    إضافة مهم للنص
    دمت مبدعة
    تحياتي

  4. #4
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,444
    المواضيع : 234
    الردود : 3444
    المعدل اليومي : 2.18

    افتراضي

    إن الله عز وجل أراد أن يعطينا هدنة وأستراحة من صخب الحياة، وأن يعلمنا أننا مهما
    وصلنا من درجات العلم والمعرفةفإننا لن نستطيع إكتشاف خبايا وأسرار هذا الكون
    ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وأراد ان يجعلنا ندرك قيمة النعم التي اعتدنا عليها
    فلم نعد ندرك قيمتها فنعمة الصحة والأمن و الأمان من أهم النعم .
    وأننا يجب ان نلجأ إلى الله سبحانه وندعوه ليحفظنا جميعا فهو من بيده كل شيء
    وهو على كل شيء قدير.
    شكرا على قصة جميلة المعنى ـ وسرد هادئ ممتع بتصوير معبر ولغة ممتعة.
    تحياتي.

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسيل أحمد مشاهدة المشاركة
    إن الله عز وجل أراد أن يعطينا هدنة وأستراحة من صخب الحياة، وأن يعلمنا أننا مهما
    وصلنا من درجات العلم والمعرفةفإننا لن نستطيع إكتشاف خبايا وأسرار هذا الكون
    ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) وأراد ان يجعلنا ندرك قيمة النعم التي اعتدنا عليها
    فلم نعد ندرك قيمتها فنعمة الصحة والأمن و الأمان من أهم النعم .
    وأننا يجب ان نلجأ إلى الله سبحانه وندعوه ليحفظنا جميعا فهو من بيده كل شيء
    وهو على كل شيء قدير.
    شكرا على قصة جميلة المعنى ـ وسرد هادئ ممتع بتصوير معبر ولغة ممتعة.
    تحياتي.

    استاذة اسيل
    اسعدك الله ورعاك.
    سيدتي
    لا شك ان الله خلق الداء
    وخلق له الدواء..
    وجعل من المحنة منحة..
    وما بينهما تتسع رؤية العارفين
    ليظهروا تجليات الخالق بكرم عطائه..
    تحياتي وتقديري لك.. سيدتي الراقية