أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التسلسل الإداري في الإسلام

  1. #1
    الصورة الرمزية رافت ابوطالب قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Feb 2015
    المشاركات : 964
    المواضيع : 527
    الردود : 964
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي التسلسل الإداري في الإسلام

    التسلسل الإداري في الإسلام:
    أي مجموعة عمل ناجحة يتوقف نجاحها على كيفية تحقيق التسلسل الإداري
    والرابط الذي يربط مجموعة العمل لهذا التسلسل الإداري هو برنامج العمل الذي هو علم كيفية تحقيق العمل المطلوب مع الإستطاعة دون أن تكون هناك معايير أخرى من نسب وغيره
    لذلك دائما وأبدا انتقال أحد أفراد مجموعة العمل من مستوى الى مستوى أعلى يلزمه العلم بالمستوى الذي سيصعد إليه من خلال تأهيله علميا وتجريبيا
    والإسلام هو أعلى برنامج أداري على الاطلاق اذ أنه علم من له الصفات العلى سبحانه
    وعلى سبيل المثال في الكون فإن كل جنس من الأجناس هو بمثابة مجموع عمل لتصنيع شئ ما ينتقل الى مابعده
    فمثلا الشمس تصدر اشعة ضوئيه كناتج لبرنامج العمل الذي يخصها
    بالتالي النبات الذي سيستخدم ذلك الضوء في القيام بعمل المؤسسة الخاصة به لابد ان يجمع صفة كيفية استخدام تلك الطاقة ليقيم المؤسسة الخاصة به لذلك فالمادة الخضراء التي به باستخدام تلك الطاقة في عملية البناء الضوئي تقوم بتحويل العناصر التي أخذتها من مؤسسة التربة الى مادة غذائيه ينمو بها النبات ثم ينتج ثمره
    لذلك دائما تجد الاعضاء المسؤلة عن التعامل مع المؤسسات الاخرى لديها العلم في كيفية تحويل نتج المؤسسة الاخرى لتستفيد بها المؤسسة الخاصة بها
    فالمادة الخضراء لديها الرابط العلمي بين الضوء وباقي النبات
    والجذر لديه الرابط العلمي بين التربة والنبات
    والزهرة لديها الرابط العلمي بين الحشرات والرياح والنبات
    ثم ينتج ذلك النبات مادته التي تنتقل الى الحيوان والانسان وكل لديه الرباط العلمي الذي يجمعه بالاخر
    فإذا نظرنا الى الخلق جميعا من خلال تركيبه الجزيئي وجدنا هناك برنامج اداري أدق واعلى تعقيدا الا انه لا يخطئ في نتيجته
    اذ من خلال تلك الذرات تم تركيب الجماد والنبات والحيوان والانسان في صورة مؤسسات صغيره في صور بعينها انتجت لنا تلك الاجناس الكبيره
    بالتالي فعلم الادارة هنا يربط المؤسسة من بداية نشاتها الصغرى حتى تستوي في الحالة التي تتفاعل بها مع المؤسسات الاخرى
    مع ملاحظة أن الخطأ غير وارد في أعمال كل تلك المؤسسات ما صغر منها وما كبر
    اذ كما قلنا ان برنامج إدارة الجميع هو الإسلام الذي هو علم من له الصفات العلى سبحانه
    والإنسان يحيا على كمال نتج هذا البرنامج الكامل الذي يربط الخلق جميعا
    بالتالي فالمسلم غني عن علم غيره في كيفية الإدارة لنفسه ولغيره
    فلما كان نتج الكون ببرنامج الإسلام أعطى الخير لكل الخلق
    فإنه ببرنامج الإسلام يعطي المسلم كمجتمع الخير لكل الخلق من جنسه وغير جنسه
    والله سبحانه له الصفات العلى التي تليق به سبحانه رب العالمين
    كي ينتقل برنامج العلم منه سبحانه الى الجنس البشري
    نجد ان هناك صفات ربط كي ينتقل هذا البرنامج من رب العالمين سبحانه الى البشرية
    فصفة برنامج الاسلام انه نور
    أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
    ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ*هَانٌ مِّن رَّ*بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً*ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾)
    سورة النساء

    بالتالي لابد لمن يحمله الى جنس البشرية ان يكون خلقه من النور
    عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُلِقَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ " .
    كما أنه لابد ان تكون صفة الملائكة الطاعة المطلقة في كل أفعالها القولية والفعلية الظاهرة والباطنة

    أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
    ( لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَ*هُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُ*ونَ ﴿٦﴾)
    سورة التحريم
    ثم كي ينتقل ذلك النور من الملائكة الى البشرية فلابد ان تكون صفة المنقول إليه من جنس البشر وهو الرسول تجمع من صفات الكمال ما يجمع الكمال لان يليق بحمل هذا النور وبين ما يليق بنقله للبشرية دون تغير شئ من صفات علو هذا النور فكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
    بالتالي صار وصفه لكمال علوه أنه رسول الله
    ونظرا لان برنامج الإسلام كي يؤثر بعلوه فلابد من جماعة تؤمن به اولا لتضيئ جوهرها ثم تعمل به تفعيلا له ليتعدى ذلك النور على المحيط بها
    لذلك كان هناك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ونظرا لان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولا ما في الصدور إذ هي صفة الله سبحانه كان لابد من توثيق من الله سبحانه لصحبه الذي أمن به وأتبعه
    قال تعالى
    أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
    ( لَّقَدْ رَ*ضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَ*ةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِ*يبًا ﴿١٨﴾)
    سورة الفتح

    فكان هذا خبرا موثقا يحمل صفات علو الله سبحانه من ان هؤلاء الصحب الطيب لن يكفروا ولن يضلوا مستقبلا بالتالي لزم ان نؤمن بان الخبر المحمول منهم إلينا يحمل ذلك التوثيق فنتبعه دون شك او ريب
    أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
    (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّ*سُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ* سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرً*ا ﴿١١٥﴾)
    سورة النساء
    إذ انهم بهذا التوثيق صاروا مرحلة تجمع بين النور من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين من اتبعهم من البشرية
    ونظرا لأن الإسلام كخبر يدور مع دوران رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صحبه وفي بيته
    لزم أنه كما أخذ الصحابة رضي الله عنهم توثيقا يبعد عنهم صفة الزيغ عن مراد الله سبحانه
    فإن زوجه صلى الله عليه وسلم لابد ان يتم توثيق علو صفاتهم ايضا لانهم من سينقلون الى البشرية ما نزل من برنامج الإسلام في بيوتهن
    أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
    ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَ*ضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُ*وفًا ﴿٣٢﴾)
    سورة الأحزاب

    فهنا كلمة النساء جاءت مضافة للنبي بالتالي فلابد لهؤلاء النساء ان يحملن من صفات العلو ما يلزم تلك الإضافة
    كما أنه أيضا
    أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
    النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْ*حَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّـهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِ*ينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُ*وفًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً*ا ﴿٦﴾
    سورة الأحزاب
    فكما أنهن جمعن صفة علو الآضافة إلى النبي
    فقد جمعن صفة أنهن أمهات المؤمنين دلالة على علو خصوصيتهم وقصر أمومتهن على المؤمنين فقط دلالة اخرى على توثيق علو صفات إيمانهن وعدم زيغهن في نقل ما نزل من برنامج الإسلام في بيوتهن
    بالتالي
    ونظرا لان برنامج الإسلام لن تغطيه إمرأة واحدة اذ هو بيان لشتى النساء بأعمارهن المختلفة وحالهن المختلف فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا العدد لبيان كل ما يخص من حال الزوجة صغيرة كانت ام كبيرة باحولها كلها
    بالتالي صرن معا يمثلن منهج ما نزل من برنامج الإسلام مع الزوجة
    فإذا ربطنا الاسلام كبرنامج آدارة جمع وزوجاته صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم رأينا مؤسسة عمل في أعلى درجات الكمال تبني النفس البشرية في بيان كيف تحقق العلو في توحيد الله سبحانه والعلو كبرنامج ادارة البشرية لجنسها معا ومع ما حولها من الخلق
    فإذا ابتكرت البشرية شيئا من العلوم نتيجة بحثها دار ما توصلت اليه مع ما يفيدها وفق برنامج الإسلام الذي تعمل به
    فلما كان ما تبتكره البشرية هو نتج ما يقيمه الكون ببرنامج الإسلام صار هناك التبادل في الخيرات بين البشرية وبين ما يحيط بها من الخلق محققا صفة علو الاسلام
    وكما انه خلى النتج الاسلامي للكون من السوء
    فإن النتج الإسلامي للبشرية أيضا يخلو من السوء
    بالتالي حققت البشرية في أخذا وعطائها وتبديلها وتشكيلها لما حولها من معطيات الكون معنى الخلافة
    لنبين هنا ان الخلافة الاسلامية ليست نزع سلطات من أحد
    ولكنها ادارة البشرية ببرنامج العلو الذي يحقق العلو للجميع

    أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
    ( مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ ۚ أَمَرَ* أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ* النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٠﴾)
    سورة يوسف
    العمل بشرع الله يجعل صفاتنا فى علو يليق بعلو انه شرع من له الصفات العلى سبحانه

  2. #2
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,456
    المواضيع : 237
    الردود : 3456
    المعدل اليومي : 2.15

    افتراضي

    أشكر لك هذا الحرف الراقي، والتفكير السامي
    معنى عميق ولغة جميلة ـ فقط طول المقال يجعل الفكرة تهرب من المتلقي
    التركيز مهم ومطلوب . ولك تحياتي.