الهبوط من الجنة الى الأرض:
ان الذي ينظر الى هبوط الجنين من رحم امه الى الارض يرى هبوط ادم عليه السلام من الجنة الى الارض
فرحم الام به ياكل الانسان ويشرب ويحيا الامان وتوظف اجهزة جسم الام كلها في حماية ذلك الجنين من الداخل وتنميته ليكون سويا
فيحيا صفات ان يقدم له جسد الام الطعام والشراب في اطيب صوره دون حول له ولا قوة ولا فرق بين غني وفقير
فالاطعمة كلها عند الغني والفقير تتحول الى صورها الاولية المتشابهة ليتغذي الجنين نفس صفات الماكل والمشرب
فيخرج من ذلك الرحم وهو على الفطرة الى الارض وله شيطانه الذي يستلمه خلال فتن الارض في الوسوسة له
ومن خلال ابويه و المجتمع حوله يتم وضع ما يتبعه من طيب او خبيث
فالام هي باب من ابواب الجنة بالاحسان اليها وهو فعل كل طيب يرضي الله
وان اغلق الانسان ذلك الباب باغضابها في عدم عصيان الله فلن تفتح له
فقد سُئل رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله؟ فقال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أبوك)) وفي رواية صحيحة لرجل آخر: من أبر؟ قال: ((أمك)) قال: من من؟ قال: ((أمك)) قال: ثم من؟ قال: ((أبوك)) ثم الأقرب فالأقرب)).
فبر الام والاب ووصالهما كالبر الى الوصول الى الجنة من فعل كل ما يرضي الله سبحانه في كل وقت وحين دون التقيد بيوم بعينه او عام بعينه
فمن فقد بر ابويه الدليل المادي لوجوده على الارض يلهو ويلعب ويأكل ويشرب في ملكهم بحمايتهم وانتقال املاكهم ميراثا اليه كيف له أن يبر الله سبحانه والخلق كله الدليل المادي لعلو صفاته سبحانه ويلهو ويلعب ويأكل ويشرب ويحفظ في ملكه سبحانه