لعل الخير يكمن في الشر:
من المعلوم أن النفس البشرية إذا اعتادت شيئا جميلا زهدت من جماله حتى أنها قد تتمنى ما هو ضد الجمال
وتلك انتكاسة للبشرية الغبية
لذلك فإن الدول المتقدمة تضع في حساباتها ذلك البعد
فهي دائما تحاول صناعيا ألا تقف عن حد بعينه في التقدم لذلك كلما وصلت إلى مستوى في صناعة ما فإنها تحاول جاهدة ألا تقف عند تلك المرحلة حتى لا تنتكس إلى الخلف
لذلك فما كان حلما لأغنياء الامس أصبح في يد فقراء اليوم
إلا أنه من المؤسف أن البشرية لم تفكر في جعل صفاتها كجنس بشري يعلو في صفاته الذاتية من جوهره
وفي صفاته الفعلية بالا يصدر منها إلا ما هو طيب
لذلك ومع التقدم المادي نجد أنها تنتكس كجنس
فارتكبت كل الموبقات حيث لا معلم يحركها
مع ان التقدم العلمي ينتج من خلال قوانين كدرجات السلم إن صعد إلى درجة بقانون ما ذلك القانون يقربك من الدرجة التالية وبذلك تصعد البشرية درجات السلم
وكان الاجدر للبشرية أن تحرك نفسها البشرية من الداخل وفق قوانين تعلو بها كدرجات السلم لا اختلاف عليها
وكما ان البشرية لم تختلق قانون المادة وانما هى جمعت معطيات المادة ونتيجتها فوجدت أن النتيجة لا تتم الا من خلال تلك القوانين
كان لزاما عليها هي أيضا أن تعلم أنها لن تستطيع خلق قانون يحرك نفسها البشرية
وكما ان معطيات المادة اعطتهم تلك القوانين
كان يجب ان ياخذوا من المادة أن المادة هي ايضا لا تبتكر القانون بذاتها وانما هناك من هو أعلى واعلم واحاط بكل شئ علما هو من وضع تلك القوانين بالمادة
بالتالي فلما تحركت البشرية مع قانون المادة درجة بدرجة تطورت وتقدمت في سرعة حركتها
الا انه في المقابل لما جعلت البشرية من نفسها هي من تضع قوانين جوهر النفس
صارت البشرية تتخبط في صفاتها وصارت بسرعة تقدمها المادي صارت تنهار خلقيا
إذ الكسب المادي لها وظفته لسوء الخلق الناتج من عدم اتفاقها على قانون يحرك صفاتها كبشر كما اتفقت على قانون المادة
وكان الاولى لها انها كما اتفقت على توحيد قانون المادة اذ لا سبيل للوصول إلى خير المادة إلا من خلال تحقيق قانونها
كان الاولى لها ان تبحث عن القانون الذي يحرك كل البشرية معا ويربطها معا
لذلك كان الاولى لها تقيم قانون من وضع قوانين تلك المادة
بالتالي فبتلك المنطقية في التفكير ستجد نفسها امام باب الرحمن رب العالمين سبحانه الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى
بالتالي اصبح الشر الذي تحياه البشرية الان من جراء سوء خلقها والذي بين مدى ضعفها مع تقدمها المادي
الشر الذي يكمن فيه الخير إن أصلحت من تفكيرها
وصار بحثها عن علو نفسها يدور مع مراد من له الصفات العلى فيما يخصها من جنس
عندها فقط سيجتمع علوها الخلقي كجنس مع علو ما توصلت إليه من قانون المادة فتحيا صفات علو الكمال
أما إن تكبرت البشرية أصرت على عدم طرق باب الرجوع الى الله
فإن ما وصلت إليه من التقدم المادي بسرعة حصولها على النتيجة سيكون ايضا أنهيارها محققا قوانين المادة في سرعة خرابها ودمارها
لذلك ادعوها قبل فوات الأوان وقبل دمار جنسها الى العمل بقوانين من له الصفات العلى سبحانه الرحمن
فتصبح قوانين المادة تنتج لهم صفات الرحمة لهم
أما إن ظنت البشرية أنه يمكنها الاستغناء عن قانون الرحمن وهو الاسلام
قال تعالى
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
(كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ ﴿٦﴾أَن رَّ*آهُ اسْتَغْنَىٰ ﴿٧﴾)
سورة العلق

في تلك اللحظة للبشرية
قال تعالى
(حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْ*ضُ زُخْرُ*فَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُ*ونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُ*نَا لَيْلًا أَوْ نَهَارً*ا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُ*ونَ ﴿٢٤﴾)
سورة يونس
إذ أنه كما نجحت البشرية في جعل المادة بقوانينها ترتبط معا في أن تجيبها المادة وتنتج لها عن بعد
ادى سوء خلقها في توظيف قانون المادة ان تتحد المادة كلها عن بعد في دمارها