المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد حمدي
الفاضلان الكريمان أ. عبد الحكم مندور، وأ. عبد القادر حفصاوي:
جزيل الشكر لكل ما منحتماه للنص من وقت وجهد.. وشاكر لذوقكما وودكما.
وبالمناسبة، أنا من المتمسكين بالشعر العمودي، والقصائد والمقطوعات المنشورة على مدونتي منها 552 عمودية، في مقابل 252 تفعيلية، أي أن أكثر من ثلثي شعري عمودي، ومنه عشرات القصائد بقوافي نادرة مثل الظاء والذال أو لزميات التزمت فيها الجناس التام بين كل شطرين أو بيتين، مثل:
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...read.php?57797
أو التزمت فيه عدة حروف في القافية مثل هذه القصيدة بالقافية (رابي) التي رثيت بها أستاذي الذي علمني البلاغة والشعر رحمه الله:
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...read.php?81054-
أنا أعشق الموسيقى وأحب تحديات الشعر العمودي، لكن العجيب أن هناك أشياء تقبلها أذني مثل الحركات الكثيرة المتتالية في الخبب، ومثل ألف التأسيس الذي لا أجد أي مبرر موسيقي لالتزامه وإن التزمته في قليل من الأحيان أعده من لزوم ما لا يلزم، ولعلي بالغت في التزامه مرة كنوع من التحدي، فالتزمت ألفي تأسيس لا واحد في قافية (ــاياها):
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...read.php?58123-
أردت فقط أن أؤكد أنني لا أدافع عن هذه الحالة في الخبب بسبب عجزي عن تجاوزها، وإنما هي مسألة ذوق خاص، وموازنة بين المكسب والخسارة، فطبيعي أنني في كثير من الحالات أتخلص من أي الحركات الخمس المتتالية والتفعيلة رباعية الحركات، ما دام هذا لا يفقدني جمال المعنى الذي أريده أو بكارة الصورة التي أرسمها.. هذا البيت مثلا:
ثائرةُ الحسنِ، أنوثتُها = يَنقُصُها رجلٌ يُلجمُها
كان في الأصل:
ثائرةُ الحسنِ، أنوثتُها = تحتاجُ لرجلٌ يُلجمُها
وقد عدلتها لتصير الموسيقى أسلس، رغم أن تحتاج في نظري أدل من ينقصها، لأن الاحتياج يدل على معاندتها لفطرتها، أما ينقصها فقد تكون مجرد وجهة نظر خارجية مني.
هذا البحر سهل جدا لكنه له تحدياته، وكلما استطعت أحاول أن أقلل من تتالي الحركات الحماسية والسداسية فيه، لكن أحيانا يكون تقليل الموسيقى أفضل من تقليل المعنى.
شكرا لكما على هذا الحوار الراقي
وكل عام وانتم بخير
تحياتي