(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
هذه دعوة سيدنا يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت
وهي تشمل كل ما يبين علو العلاقة بين العبد وربه سبحانه
فهي بدات بتوحيد الألوهية في قوله لا إله إلا أنت
وفي توحيد الربوبية في قوله سبحانك اذ هنا يثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه من كل صفات العلو في الكمال ونفى عنه ما نفى سبحانه عن نفسه
فهو عليه السلام جمع بين عدم صرف العبادة إلا لله سبحانه مع بيان السببية في أن ذلك حقه سبحانه لنزاهته سبحانه من أي صفة نقص فسبحانه له العلو في صفاته الفعلية والقولية والذاتية
ثم الإقرار بالذنب الذي أدى به إلى أن يكون في بطن الحوت
والحوت من خلق الله سبحانه يعمل وفق الشرع الذي يخص جنسه في هذا الكون العظيم
والان بداخله نبي له من علو صفاته الفعلية ما يليق بكونه نبي كريم من أنبياء الله سبحانه
وبأنه لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه
فكيف بحوت يسبح الله ونبي كريم يسبح الله
لذلك كان التسبيح مظلة لنجاتهما معا
فتسبيح الحوت جعل الحوت يحيا صفات كمال أنه مسبح لمن له الصفات العلى
وتسبيح نبي الله يونس جعله يحيا صفات كمال أنه نبي من انبياء من له الصفات العلى
فصارت العلاقة بين الحوت ونبي الله علاقة مسبح يسكن في بطن مسبح أخر
ثم جاء الإقرار بالظلم المغلف بكل صفات الخشوع لمن له الصفات العلى لتتجلى صفات اسم الله الرحيم ذو الرحمة الواصلة مع اسم الله الغفور والتواب والعفو لتكون النتيجة غفران الذنب والوقاية من أثره في الدنيا والأخرة لتبرز صفات أنه نبي كريم في اعلى صورها فيصبح بطن الحوت مسجدا يحمله الى بر النجاة ليقوم بدوره ثانية في المكان الذي خصص للجنس البشري الحياة به
فهل نقر نحن أيضا بالظلم ونثبت لله سبحانه توحيد العبادة في صرف كل أقوالنا وأفعالنا الظاهرة والباطنة له سبحانه من خلال إقامة شرعه كبرنامج إدارة لظاهرنا وباطننا