مرارة الواقع جاثمة على صدري...كما هي كذلك عند أكثرنا.
أخذت كأس قهوة لأرتشفه مع سيجارة على الشرفة، و رحت أحاول التفكير بإيجابية :لماذا لا أغير تعاستي الى سعادة و أكف عن التذمر و التشكي...؟
و رحت مع كل جرعة أبتكر الحلول .
كل الحلول التي توصلت كانت أحلاما: لو كان هذا...لو لم يكن هذا....لو كنتُ.....لو فعلتُ....لو أُزيح ذاك من طريقي...
عدت الى رُشدي واستغفرت من أنانيتي الطاغية التي لو تحققت أمانيها سيتضرر الكثيرون .
توغلت أكثر فيما أنا أفكر فيه و توصلت أن كثيرا من أمثالي يُراودهم ما يراودني و قد أكون أحد ضحايا أحلامهم لو تحققت ...
مع آخر جرعة خرجت من بحر ظلام أفكاري الى شاطئ الرشد الآمن و قلت : الحمد لله حمدا كثيرا ...لو تمكن كل شخص من تغيير واقعه كما يناسبه لاُزيلت الحياة من على الأرض.