أ زوبعةَ الأحزانِ في خافقي عجّي
و يا روحُ بالأنّاتِ مُثقلةً ضجّي
أ تدرينَ مَنْ أودَعْتِ يا طِفْلةَ الأسى
و يا بذرةَ الأكدارِ في ذلكَ الفجِّ ؟
تُنازعُني روحي إلى قبرِهِ و كمْ
ودَدْتُ بجسمي في ثرى قبْرِهِ أُزجي
أُقاصي همومي بالهمومِ مُخاتلاً
كأنّي إذا للحُزْنِ قُلْتُ ابتعِدْ جِئْ ، جي
و أتَّشِحُ السلوانَ و الصبرَ بُرْدةً
لعلمي بأنّي سالكٌ ذاتَ ذا النَّهْجِ
لإنَّ الثمارَ اليانعاتِ سَتُجْتنى
وَتُقْطَفُ إنْ آلتْ إلى مُقتضى النَّضْجِ
على ضِفَّةِ الآمالِ فُلكي تحطّمتْ
و أغرقَها مَنْ كُنْتُ أحْسَبُهُ المُنْجي
فيا خافقاً أوهى الرزايا بصبْرِهِ
و يا مركباً تخشاهُ جبَّارةُ اللجِّ
و يا قلبُ هلْ تبقى إذا مسَّكَ الضنى
كما الزهْرِ إنْ يُقْطَفْ يَفُحْ بندى الأرجِ
لكَ اللهُ مِنْ نايٍ يئنُّ فترتوي
منَ الدَّمْعِ صحرا الهمِّ مِنْ بَوْحِهِ المُشْجي
و يا كعبةَ الأحزانِ دَهْراً تطوفُها
و في كُلِّ يومٍ - مرَّها – مَوْسِمُ الحَجِّ
تعالَ و شُدَّ الأزْرَ مِنْكَ تَرفُّعاً
عنِ الجزعِ المنبوذِ و الخُلُقِ السَّمْجِ
وَ صِحْ وَ أبِنْ للشانئينَ بأنَّني
تَقَاذَفُ أحلامُ الأعادي إلى درجي
إذا نازعتْني أُمنياتٌ إلى العُلى
ركبْتُ المنايا و الثُّريّا غَدَتْ سَرْجي
أنا سيِّدُ الأسيادِ إنْ عُدَّ سَيِّدٌ
و لكنّني للضيْفِ عبْدٌ منَ الزِّنْجِ
فلنْ تخنقوا صوتي ، و لنْ تُصْفِدوا يدي
و لنْ تسلبوا مجدي ، و لنْ تُطْفِئوا وهْجي
أُسَرُّ بِرِضْوانِ الإلهِ و إنَّني
لما يُغِضِبُ الجبّارَ مُنْتَفِخٌ ودْجي
إذا ما اسْتطالتْ كفُّ جهْلي رَدَعْتُها
و قوَّمْتُ في أمّارتي كُلَّ معْوَجِّ
أُذكِّرُ كفّي بالجحيمِ و نارِها
فسيّانِ لمْسُ النارِ – لي الآن – و الثّلْجِ
رضا اللهِ موصولٌ لِمَنْ شقَّ درْبَهُ
و عفَّ – أبيّاً – عنْ رضا الجوفِ و الفرْجِ
و ما رجَّ ثغْري الشِّعْرُ إنْ لمْ أكُنْ أنا
صدحْتُ بقلبٍ منْ هُدى الشِّعْرِ مُرْتجِّ
أُفَرِّقُ بالفرقانِ حقّاً و باطلاً
و عافتْ حصاتي آفةَ اللبْسِ و الدَّمْجِ
أُتَرْجِمُ ما قالَ النبيُّ على فمي
فهذا كلامُ المُصْطفى ليسَ مِنْ نَسْجي
فراس القافي