https://nprosody.blogspot.com/2020/03/blog-post_17.html

سبحان الله أصدق القائلين إذا ذكر شيئا على لسان أحد من خلقه فهو في منتهى الدقة والدلالة. وقد رأينا في موضوع م/ع ما يبرر استقصاء صحة فرضيتة دلالته. وأرى بنفس القدر ومنظومة التصور مبررا لاستقصاء ما فيه مظنة صحة الاحتمال. وهذه السلسلة من تضعيف احتمال الصحة علاوة على قصدها لذاتها فالمقصود الآخر منها هو الفصل بين ما فيها من الاحتمال الكبير للخطأ البشري في التحليل والتناول وبين قدسية القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ماذا لو نقل القرآن الكريم كلاما لأحد من البشر قاله شعرا؟
هل سيعطينا القرآن الكريم – عن قصد - تلميحا يدلنا على أنه شعر؟
قطعا إنه لن يكون شعرا في سياقه القرآني. ولذا فلا بد للتلميح -إن وجد - أن يكون بعد اقتطاف القول من السياق القرآني. وأرجو أن يسع القارئ مني ما وسعه من الباقلاني في هذا الصدد.
"قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ" (32)
فذلكن الذي لمتننني فيه ....... فاض الغرام فما أقوى أداريه
ما الذي جعلني أتطرق إلى استقصاء الاحتمال الضئيل الذي قد يجعل ذلك واردا ؟
كل ما سأقوله مما يوافق طريقة البحث العلمي في التفكير بصوت عال وعدم إعطاء أية مصداقية لأية افتراضية بحيث تتزايد احتمالات صحتها مع ما زيادة ما يرجحها من قرائن ولا يتم البت بصحتها ما لم يكن الدليل قطعيا.
إن احتمالات الصحة لدى من يقول ببطلان هذا الاحتمال أضعاف ما لدى من يقول بصحته. ولكن ذلك لا يعني أن نوقف البحث في القدر الضئيل من الاحتمال. فإن الوصول إلى نتيجة صحيحة واحدة بعد غربلة مائة حالة تعني أن احتمال صحة أي من تلك الحالات قبل الغربلة وأثناءها كانت واحد في المائة 1%