نقد أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في ابوي الرسول (ص)
الكتاب تأليف علي بن سلطان محمد القاري وهو يدور حول مسألة لا أصل لها فى المصحف وهى كفر وإسلام والدى النبى(ص) ولا ذكر لأبيه وأمه فيه صراحة ولا ضمنا والكتاب بصفحاته الكثيرة هو عبارة عن أقوال وردود معتمدة على الروايات وكمعظم كتب المذاهب نجد أهل كل مذهب يضعفون الروايات التى تعتمد عليها المذاهب الأخرى فى المسألة
استهل القارى الكتاب بالعبارة التى قام عليها الكتاب وهى منسوبة لأبى حنيفة ومدح الرجل مدحا مذموما بالإمام الأعظم والهمام الأقدم فإن كان هو الإمام الأعظم فماذا عن إمامة النبيين(ص) هل فاقهم ؟
بدأ الكتاب بالقول:
"عبارة الإمام أبي حنيفة والتعليق عليها:
فقد قال الإمام الأعظم والهمام الأقدم في كتابه المعتبر المعبر بالفقه الأكبر ما نصه ووالدا رسول الله (ص)ماتا على الكفر فقال شارحه هذا رد على من قال بأن والدي رسول الله (ص)ماتا على الإيمان وعلى من قال ماتا على الكفر ثم رسول الله (ص)دعا الله لهما فأحياهما الله وأسلما ثم ماتا على الإيمان فأقول وبحوله أصول إن هذا الكلام من حضرة الإمام لا يتصور في هذا المقام لتحصيل المرام إلا أن يكون قطعي الدراية لا ظني الرواية لأنه في باب الاعتقاد لا يعمل بالظنيات ولا يكتفي بالآحاد من الأحاديث الواهيات والروايات الوهميات إذ من المقرر والمحرر في الأصل المعتبر أنه ليس لأحد من أفراد البشر أن يحكم على أحد بأنه من أهل الجنة ولا بأنه من أهل العقوبة إلا بنقل ثبت بنص من الكتاب أو تواتر من السنة أو إجماع علماء الأمة بالإيمان المقرون بالوفاة أو بالكفر المنضم إلى آخر الحياة فإذا عرفت ذلك فنستدل على مرام الإمام بحسب ما أطلعنا عليه في هذا المقام بالكتاب والسنة واتفاق أئمة الأنام"
الرجل بدلا من البحث الحقيقى فى المسألة نصر صاحب المذهب فجمع الأدلة كما يقول فذكر التالى:
"الأدلة من الكتاب :
أما الكتاب فقوله تعالى {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} فقراءة الجمهور على المجهول في النفي وقراءة نافع على المعلوم بالنهي وقد أخرج وكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله (ص)ليت شعري ما فعل أبواي فنزلت {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} فما ذكرهما حتى توفاه الله تعالى وفيه دليل واضح على المدعى وتنبيه نبيه على أن هذا حكم لم ينسخ بالإحياء كما لا يخفى
قال العلامة السيوطي هذا مرسل ضعيف الإسناد قلت المرسل حجة عند الجمهور من العلماء في الأصول والاعتقاد والطرق المتعددة للحديث ترفع الضعف وتوصله إلى الحسن أو الصحة عند الكل في الاعتماد وأخرج ابن جريرعن داود بن ابي عاصم أن النبي (ص)قال ذات يوم أين أبواي فنزلت قال السيوطي والآخر معضل الإسناد ضعيف قلت المعضل عندنا حجة وضعفه يتقوى بالتعدد ولا سيما وقد تعلق به اجتهاد المجتهد فدل على صحته ولو حديث ضعف بالنسبة إلينا في روايته ويكتفى بمثل ذلك في أسباب النزول كما هو معقول عند أرباب النقول وأخرج ابن المنذر عن الأعرج أنه قرأ {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} أي أنت يا محمد كما في الدر المنثور
وفي تفسير العماد بن كثير قال عبد الرزاق أنبأ الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي قال قال رسول الله (ص)ليت شعري ما فعل أبواي ليت شعري ما فعل أبواي ثلاث مرات فنزل {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا} فما ذكرهما حتى توفاه الله عز وجل وهذا يؤيد ما قدمناه فتدبر وتأمل ورواه ابن جرير عن أبي كريب عن وكيع عن موسى بن عبيدة مثله وذكر الحديث الآخر بسنده كما تقدم
ثم قال ابن كثير وقد رد ابن جرير هذا القول المروي عن محمد بن كعب وغيره في ذلك لاستحالة الشك من الرسول (ص)في أمر أبويه واختار القراءة الأولى يعني النفي قال وهذا الذي سلكه ها هنا فيه نظر لاحتمال أن هذا كان في حال استغفاره لأبويه قبل أن يعلم أمرهما فلما علم ذلك تبرأ منهما وأخبر عنهما أنهما من أهل النار كما ثبت هذا في الصحيح ولهذا أشباه كثيرة ونظائر ولا يلزم ما ذكره ابن جرير انتهى كلام ابن كثير
وقال محيي السنة في تفسيره معالم التنزيل قال عطاء عن ابن عباس وذلك أن النبي (ص)قال ذات يوم ليت شعري ما فعل أبواي فنزلت هذه الآية أقول وهذا النقل من ابن عباس حبر الأمة كاف في الحجة لا سيما وهو من أهل بيت النبوة ولو كان هناك ترددا في القضية لما ذكر مثل هذه القصة المستلزمة المغصة وكذا نقل الواحدي عن ابن عباس ثم قال وهذا على قراءة من قرأ {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} جزما وقال البيضاوي قرأ نافع ويعقوب {ولا تسأل} على أنه نهى للرسول (ص)عن السؤال عن حال أبويه انتهى والحاصل أن عامة المفسرين كالمجمعين على أن هذا سبب نزول الآية ومن المقرر في علم الأصول أن نقل الصحابي في سبب النزول ولو كان موقوفا فهو في حكم المرفوع الموصول فكيف وقد ثبت رفعه بطرق متعددة وأسانيد مختلفة هذا وقد قال جمع من أئمة التفسير كصاحب التيسير ولما أمر رسول الله (ص)بتبشير المؤمنين وإنذار الكافرين كان يذكر عقوبات الكفار فقام رجل وقال يا رسول الله أين والدي فقال في النار فحزن الرجل فقال إن والداك ووالدي ووالد إبراهيم في النار فنزل قوله تعالى {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} فلم يسألوا بعد ذلك وهو قوله تعالى {لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} وفيه تنبيه على أن قراءة النفي أيضا تدل على المدعى فتبين ما ذكره العلماء من المفسرين والقراء من أن الأصل في القراءتين أن يتفق حالهما ويجتمع مآلهما ثم تفطن لما في الحديث من تصريح ذكر والد إبراهيم في هذا المقام الفخيم"
الخبل والجنون هنا هو أن الآية تتحدث عن شىء مخالف تماما للقول المنسوب للنبى(ص) أين والداى أو ما فعل أبواي
رواية تسأل عن مكانهما ورواية تسأل عن فعل الوالدين والروايتين كلاهما عن الوالدين فى الدنيا وليس فى الآخرة فالعاقل لا يسأل عن الغيب وهو الآخرة هنا كما قال تعالى على لسانه "ولا أعلم الغيب"
الآية تتحدث عن عدم سؤال النبى (ص) عن أهل النار "ولا تسئل عن أصحاب الجحيم" فالله يخبره أنه لا يحاسب على أعمال الكفار ولم يحدد ابا ولا أما ولا غيرهم ولو اعتبرناها كما كتبوا " ولا تسأل عن أصحاب الجحيم" فهى نهى واضح عن عدم السؤال عن الكفار ومن ثم فكلا المعنيين لا علاقة له بالروايات
وحتى لا نترك المسألة فى كتاب الله نقول أنه طبقا للمعروف تاريخيا أن الوالدين ماتا فى الصغر أحدهما قبل الولادة والثانية وهو لم يتم السابعة ومن ثم فهما لم يكونا فى عهد رسول حتى يعرفا دين الله لأنه بعث بعدها بثلاثين سنة وطبقا لقوله تعالى :
"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
فهما لم يدخلا النار لعدم وجود رسول فى وقت حياتهما
ثم ذكر القارى :
"الأدلة من السنة:
وأما السنة فما رواه مسلم عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين ابي فقال في النار فلما قفى دعاه فقال إن أبي وأباك في النار وكذا ما رواه البزار من أنه (ص)أراد أن يستغفر لأمه فضرب جبريل صدره وقال تستغفر لمن مات مشركا وكذا ما رواه الحاكم في مستدركه وصححه أنه (ص)قال لابني مليكة أمكما في النار فشق عليهما فدعاهما فقال إن أمي مع أمكما وتعقب الذهبي له بكون عثمان بن عمير ضعفه الدارقطني لم يخرجه عن كونه ثابتا حسنا قابلا للاستدلال إما على الاستقلال وإما مع غيره لتقوية الحال وكذا ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن أبي رزين العقيلي قال قلت يا رسول الله أين أمي قال أمك في النار قلت فأين من مضى من أهلك قال أما ترضى أن تكون أمك مع أمي وكذا ما روى ابن جرير عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي (ص)لما قدم مكة أتى رسم قبر فجلس إليه فجعل يخاطب ثم قام مستعبرا فقلنا يا رسول الله إنا رأينا ما صنعت قال إني استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي فما رؤي باكيا أكثر من يومئذ وسيأتي سبب بكائه (ص)منصوصا عن بعض العلماء والله أعلم وكذا حديث مسلم وأبي داود عن أبي هريرة أنه (ص)استأذن في الاستغفار لأمه فلم يؤذن له وأما القول بأنه ثم استأذنه ثانيا وأذن له فيحتاج إلى دليل صريح ونقل صحيح ثم لا ينافي الحديث الأول ما ورد من طريق آخر ولم يذكر فيه إن أبي وأباك في النار بل قال إذا مررت بقبر كافر فبشره بالنار فإنه يفيد التعميم والأول يدل على التخصيص فذكره أولا تسلية له وثانيا لئلا يتقيد بالحكم المذكور بل يعم من هو بالكفر مشهور كما يدل عليه رواية ابن ماجه من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم عن أبيه قال وجاء أعرابي إلى النبي (ص)فقال يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال في النار قال فكأنه وجد من ذلك فقال يا رسول الله فأين أبوك قال رسول الله (ص)حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار قال فأسلم الأعرابي بعد وقال لقد كلفني رسول الله (ص)تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار وفي هذا التعميم دلالة واضحة وإشارة لائحة بأن أهل الجاهلية كلهم كفار إلا ما خص منهم بالأخبار عن النبي المختار ومما ثبت في الكتاب والسنة ما أخرجه ابن جرير عن قتادة قال ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي (ص)قالوا يا نبي الله إن من آبائنا من كان يحسن الجواد ويصل الأرحام ويفك العاني ويوفي بالذمم أفلا نستغفر لهم فقال النبي (ص)والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه فأنزل الله {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية ثم عذر الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه} إلى قوله {تبرأ منه}
وذكر لنا أن النبي (ص)قال أوحي إلي كلمات قد دخلن في أذني ووقرن في قلبي أمرت أن لا أستغفر لمن مات مشركا ومن أعطى فضل ماله فهو خير له ومن أمسك فهو شر له ولا يلوم الله على كفاف وتأويل السيوطي أن المراد بأبيه عمه أبو طالب وأبي إبراهيم عمه آزر في غاية السقوط فتدبر وسيأتي زيادة الكلام للرد عليه بالوجه الآخر وأخرج ابن جرير من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله {ما كان للنبي والذين آمنوا} الآية قال إن رسول الله (ص)أراد أن يستغفر لأمه فنهاه الله عن ذلك قال فإن إبراهيم قد استغفر لأبيه فنزل {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه} الآية قال السيوطي هذا الأثر ضعيف معلول فإن عطية ضعيف وهو مخالف لرواية علي بن ابي طلحة عن ابن عباس السابقة وتلك اصح وعلي ثقة جليل قلت عطية مختلف فيه ولو سلم أنه ضعيف فيتقوى بانضمام غيره إليه ثم لا مخالفة بين الروايتين لإمكان الجمع بين القضيتين بتعدد الواقعة في الحالتين وقد نقله الحافظ عماد الدين في تفسيره عن العوفي عن ابن عباس وسكت عليه وهذا دليل ثبوته عنده وقد أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال خرج رسول الله (ص)يوما إلى المقابر فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكينا لبكائه ثم قام فقام إليه عمر فدعاه ثم دعانا فقال ما أبكاكم قلنا بكينا لبكائك قال إن القبر الذي جلست عنده قبر آمنة وإني أستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي وإني استأذنت ربي بالإستغفار لها فلم يأذن لي وأنزل علي {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} فأخذ في ما يأخذ الولد للوالدة من الرأفة فذلك الذي أبكاني وكذا ذكره الواحدي في أسباب نزوله بإسناده عن مثله ورواه الطبراني عن ابن عباس نحوه كما ذكره القسطلاني قال القاضي عياض وبكاؤه عليه الصلاة والسلام على ما فاتها من إدراك أيامه والإيمان به وأخرج ابن مردويه عن بريدة قال كنت مع النبي (ص)إذ وقف على عسفان فنظر يمينا وشمالا فأبصر قبر أمه آمنة فورد الماء فتوضأ ثم صلى ركعتين فلم يفجأنا إلا بكاؤه فبكينا ببكائه ثم قام فصلى ركعتين ودعا فلم يفاجأ إلا وقد علا بكاؤه فعلا بكاؤنا لبكائه ثم انصرف إلينا فقال ما الذي أبكاكم قالوا بكيت فبكينا يا رسول الله قال وما ظننتم قالوا ظننا أن العذاب نازل علينا بما نعمل قال لم يكن من ذلك شيء قالوا فظننا أن أمتك كلفت من الأعمال ما لا يطيقون فرحمتها قال لم يكن من ذلك شيء ولكن مررت بقبر آمنة أمي فصليت ركعتين ثم استأذنت أن أستغفر لها فنهيت فبكيت ثم عدت فصليت ركعتين فاستأذنت ربي أن أستغفر لها فزجرت زجرا فعلا بكائي ثم دعا براحلته فركبها فما سار إلا هنيهة حتى قامت الناقة لثقل الوحي فأنزل الله {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآيتين وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس أن النبي (ص)لما اقبل من غزوة تبوك اعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر آمنة فناجى ربه طويلا ثم بكى فاشتد بكاؤه فبكى هؤلاء لبكائه فقالوا ما بكى نبي الله هذا البكاء إلا وقد حدث في أمته شيء لم تطقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال ما يبكيكم قالوا يا نبي الله ما هذا البكاء إلا وقد حدث في أمتك شيء لم تطقه قال (لا وقد كان بعضه لكنني نزلت على قبر أمي فدعوت الله ليأذن لي في شفاعتها يوم القيامة فأبى أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فدعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى أن يرفع عنهم القتل والهرج قال إنما عدل إلى قبر أمه لأنها كانت مدفونة تحت كدى وكانت عسفان لهم وبها ولد النبي (ص)أي على قول وقد أخرج العماد ابن كثير هذا الحديث بسند الطبراني المتصل إلى ابن عباس مع تغيير قليل وزاد في آخره ثم جاء جبريل وقال {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} فتبرأ من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها وهي أمي ودعوت ربي إلى آخره وأخرج ابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال وجاء ابنا مليكة وهما من الأنصار فقالا يا رسول الله إن أمنا كانت تحفظ على البعل وتكرم على الضيف وقد وأدت في الجاهلية فأين أمنا قال أمكما في النار فقاما وقد شق ذلك عليهما فدعا رسول الله (ص)فرجعا فقال ألا إن أمي مع امكما في النار وأخرج ابن سعد عن الكلبي وأبي بكر بن قيس الجعفي نحوه وفي المعالم قال أبو هريرة وبريدة لما قدم النبي (ص)مكة أتى إلى قبر أمه آمنة فوقف عليه حتى حميت الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} ثم بإسناده المتصل إلى مسلم بن الحجاج عن أبي هريرة قال زار النبي (ص)قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال (استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت"
الروايات التى رواها الرجل متناقضة فى التالى :
الأول مكان قبر آمنة فمرة فى مكة ومرة فى عسفان وهو أمر غريب أن يتذكر طفل فى السادسة مكان دفن أمه فى الصحراء خاصة أنهما تاريخيا كانا عائدين من المدينة إلى مكة ورمال الصحراء كافية بطمس معالم أى قبر خلال ثلاثين سنة خاصة أن قبورهم كانت حفرا من الرمال وليست مبنية
الثانى الاستئذان فمرة أنه استأذن أن يستغفر لأمه فلم يأذن الله له ومرة لم يستأذن وانتظر الإذن فلم يؤذن له
الثالث أنه استأذن مرتين فى رواية وهو ما يناقض كونه استأذن مرة واحدة
الرابع التناقض فى سبب نزول الآية فمرة استئذان النبى(ص) للاستغفار لأمه ومرة لأن القوم سألوه عن أفعال الخير اللاتى قام بها آبائهم فى الجاهلية
ومن ثم فكل ما سبق من روايات لم يحدث لكل تلك التناقضات ثن ذمر ما قال أنه أدلة الاجماع فقال :
"الإجماع:
وأما الإجماع فقد اتفق السلف والخلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وسائر المجتهدين على ذلك من غير إظهار خلاف لما هنالك والخلاف من اللاحق لا يقدح في الإجماع السابق سواء يكون من جنس المخالف أو صنف الموافق"
هل فهم القارىء شىء من الفقرة ؟
الرجل يقول بالإجماع مع وجود خلاف ؟