ضد الموت / شعر :عاطف الجندي

ضد الموت

أنا لا أريد الآنَ موتًا تافهًا
عشقًا أموتُ بتيمةِ الشعراءِ

فأنا نبيُّ الشعر عندي دعوةٌ
مازالَ مسكُ عبيرِها بردائي


أنا كبرياءُ قصيدة في بوحها
وجميعُ من قرضَ البيانَ ورائي


فدعي الحياةَ أيا ( كورونا) واخسئي
حتي أسطِّرَ للخلودِ بقائي !


***
هي فرصةٌ كيما أعاندَ واقعًا
لمناجلِ الحصَّادِ في أشلائي


سأقاومُ التترَ الجديدَ لينتهي
فيروسُ حزنٍ عاثَ كالأعداء


بالطبٍّ بالإيمانِ، بالأملِ الذي
رسمَ القلوبَ بهالةِ الجوزاءِ

***
مِنْ حقِّ مثليَ أن يعيشَ مُخيًّرا
فالموتُ والميلادُ كالإهداءِ


لم أخترْ الميلادَ أو رسمًا حوى
حظَّ الشقيِّ وشهوةَ الإفضاءِ


والآنَ يأتينا البلاءُ جماعةً
لنساقَ للقصابِ دونَ عَناءِ


ياربُّ دعني فالطريقُ طويلةٌ
والجبرُ فوقَ تحملِ العُقلاءِ


فهبْ الخيارَ لمرةٍ أنجو بها
هي مرةٌ ولنولها إمضائي


وكما أخيَّرُ في ملابس دهشتي
أختارُ قافيةَ الندى.. وفَنائي

سيكونُ صيفَ إجازةٍ في صُبحِهِ
ونَسيمُهُ مَطرٌ على أعضائي


سأقولُ هذا الوقت جدُّ مناسبٍ
للبرقِ يَحملُ للسماءِ شقائي


اليومَ أتممتُ الرسالةَ وانتهى
شدو البلابلِ من زفير حِدائي


شكرًا لأمٍ أوجدتني للدنا
وأبٍ أضاء بنبله أرجائي


ولإخوة كانوا الطريقَ إلى الهدى
ولزوجةٍ قد أتقنتْ إرضائي


ولصبحِ أبناءٍ أعيشُ بسمتهمْ
إن متُّ وزَّعَ نبضُهم أضوائي


ولصحبةِ الشعراءِ أروعِ صحبةٍ
وأحسُّ أن بيانَهم لعزائي


جئتُ الحياةَ بصرخةٍ محبوبةٍ
وأعودُ حُزنا والدموعُ ورائي !


22/4/ 2020

أحببت أن أكون هنا لأرحب بعودتك إلى الواحة بقصيدة رائعة
وسأعود للتعليق عليها لاحقا
أهلا بك ولك تحياتي.

مرحبا بك ايها الشاعر الجميل
وشكرا على ما حمل النص من شعر وادوات
من نسج وتصوير دال واختيار للمفردة الرقية الراقية
خالص الود

ما كانَ للموتى خيرَةٌ بقضاء
.........................فالخلقُ كلُّ الخلقِ رسمُ فناءِ
من كانَ "ضد الموت" فهوَ مُخلَّدٌ
.........................أمِنَ الخلودِ نبوَّةُ الشعراءِ؟
تأبى الحقيقةُ أن تدينَ لضدِّها
......................ومن الحقائقِ سطوةُ الأوْباءِ
تجري الحياةُ على العبادِ فنهرُها
...........................يجري بتيّار لدارِ بَقاءِ
ما كانَ للحيِّ اختيارَ سعادةٍ
....................أو كانَ للحيِّ اختيارَ شقاءِ
يرْعاكَ ربّي بالسَّلامةِ عاطفاً
...........لأرى "القصيدة" في ثيابِ شفاءِ
وَأراكَ تدعو للنُّبوّةِ شاعِراً
.......هزمَ الـ"كُرونا" في فضا الشُّعراء

نص جميل معبر فيه بصمتك الأبداعية نسأل الله لك ولنا التوفيق والسداد وأن يتولى برحمته كل من يحمل قلبه الخير. بورك النص وقائلة

قصيدة جميلة تعكس العنفوان والثقة بالنفس بجرس قوي وحس بهي وقافية مجلجلة.
لا فض فوك وحفظك الله من كل سوء!


تقديري

شكرًا الحبيب عاطف.

وقصيدٌ بيّن فقط موطنُ.
تحياتي ورشفة خفيف .

أجدت وأحسنت الشعر والمشاعر والوصف
وبالثقة وبالطب والإيمان والأمل يتحدى الإنسان الخوف من الموت.
نسأل الله أن يرفع عنا البلاء والوباء عاجلاً غير آجل يارب ...
ولك تحياتي.