للأسف :
أخبرونا عن الأخرة وصفاتها وصفات الجنة وصفات النار
وكأن الله علو صفاته سبحانه مفعلة فقط في الأخرة
فلم يخبرونا عن كيفية تحصيل جنة الدنيا
فقالوا ان الدنيا سجن المؤمن كأن العذاب يبحث عن اهل الإيمان في الدنيا وهذا تفسيرا خطأ اذ أن الدنيا ايضا جنة المؤمن لكنها قياسا بجنة الأخرة فهي سجنا
لكن كما ان جنة الاخرة تدور مع مراد الله سبحانه في ظاهرها وباطنها
فيجب ان تدور جنة الدنيا أيضا مع مراد الله سبحانه في ظاهرها وباطنها فيخضع كل افعال المجتمع ظاهره وباطنه من الاقوال والافعال لمراد الله سبحانه وتعالى
وطالما ان القرأن هو كلام الله والاسلام هو تشريعه كبرنامج ادارة للبشرية
بالتالي فحمل القران بالقلوب واقامة برنامج الاسلام كبرنامج ادارة صار لنا من العلو ما يعبر عن علو ما في الصدور من كلام الله سبحانه وصار لنا من علو الاقوال والافعال ما يعبر عن علو برنامج الاسلام الذي هو علم الله سبحانه
ولما كان كل شئ يسبح الله سبحانه والتسبيح هو تنزيه الله سبحانه وحتى تنزه الله لابد ان تكون على علم بالله وهذا العلم قد ثبت بما ينفي الزيغ لحظة واحدة
والعلم بالله يلزم العلم بأسمائه وصفاته والعلم بمراده والعمل به
بالتالي فنحن نحيا بين كون من المخلوقات ( سواء من الجماد او النبات او الحيوان او اي شئ )يسبح الله سبحانه
وكل تلك المخلوقات تتداخل معا كشركة كبرى تنتج لبعضها بعضا بتحقيق ذلك التسبيح لله سبحانه في صورة مؤسسة متكاملة
والانسان يحيا فضل تسبيح تلك المخلوقات بما تنتجه له
والمؤمن باقامته لبرنامج الاسلام واخذه بكل علوم المادة التي بين يديه واقامة خلافته بوضع برنامج يربط بين ثروات الارض وبين البشرية في كل بقاع الارض في صورة منظومة عمل تجمع البشرية كلها اذ كما ان من صفات الله سبحانه ان احصى كل شئ عددا فالاسلام يدعو اهله لتلك الصفة
وكما ان الله سبحانه وتعالى صفته أنه قد أحاط بكل شئ علما فالإسلام يجعل لاتباعه تلك الصفة من خلال الاخذ بكل العلوم
ومن خلال صفة الاسلام في عدم الظلم اذ صفة الله ولا يظلم ربك احدا بالتالي هي صفة الاسلام وصفة من يقيمونه
تصبح الارض جنة يدخل بها كل من رضي ان يحيا تحت ظل الاسلام حتى ولو كان كافرا
اذ كما ان الله سبحانه هو رب العالمين فالاسلام يحمل صفة رب العالمين في رحمته الواسعة للجميع والعدل للجميع
عندها يقدم اهل الاسلام الحجة العملية للبشرية في علو صفات من له الصفات العلى سبحانه
اذ صارت الارض جنة فعلية لأهلها لا فرق لعربي على اعجمي ولا أبيض على اسود الا بالتقوى وهي قدر طاعته لبرنامج ادارة البشرية
فمن خالف واراد ان يفسد في الارض فالاسلام يؤدبه ليرده الى الكمال ثانية ويحفظ الجميع من السوء فلا يكون هناك الا الكمال