العلم المفقود:
الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى
فسبحانه له العلو في صفاته الذاتية وله العلو في صفاته الفعليه
فسبحانه لا يفعل فعلا الا وله غاية في اعلى درجات الكمال التي تعبر عن علوه سبحانه
بالتالي فالإسلام الذي هو علمه سبحانه لابد ان يكون له العلو في ذاته اذ انه صفة لله سبحانه وتعالى ككونه علم الله سبحانه وله العلو في نتائجه
الا ان العلم كي يصبح ذا نتيجة لابد ان يكون هناك من يحمل ذلك العلم ويفعله فيما حوله مما تتناوله يده
ورسول الله صلى الله عليه وسلم له من العلو في صفاته الذاتية والفعلية ما يليق بكونه رسول من له الصفات العلى سبحانه
فأفعال رسول الله واقواله تعبر عن الاسلام الذي هو علم الله سبحانه وتعالى
وصفاته الذاتية هي وسيلة نقل هذا الاسلام وتفعيله
بالتالي فلابد ان تخلو صفاته الذاتية من النقص حتى لا يتم نقل الاسلام الى الاخرين منقوصا بسبب نقص صفة من صفاته الذاتية
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الاسلام كعلم ادارة للبشرية
ادارة تربط البشرية بالله سبحانه وتربط البشرية ببعضها البعض وتربط البشرية بما حولها من الخلق جميعا
والخلق كما بينا سابقا يتفاعل معا ظاهرا وباطنا بالاسلام كبرنامج ادارة وهذا سبب كمال الكون وخلوه من اي صفة نقص تذكر صغيرة كانت او كبيره
والبشرية تحيا على نتج الكون من الخير في كل شئ نتيجة عمل الكون ببرنامج الاسلام
ورسول الله صلى الله عليه وسلم علم الصحابة كل صغير وكبير لبرنامج الاسلام كي يقيموه بينهم ولم تقبض روح رسول الله صلى الله عليه إلا بعد ان تم بيان كل صغير وكبير من برنامج الاسلام بيانا قوليا وعمليا من اجل ان تصبح البشرية عضوا مسلما بين مسلمي الكون من الخلق جميعا وصار هناك الترابط بين صحبه صلى الله عليه وسلم حتى صاروا جسدا واحدا يعمل بالاسلام
بالتالي صار الصحابة رضي الله معا ككل يكمل بعضهم بعضا كأعضاء الجسد من العين والقلب واليد والرجل وكل عضو له دوره الذي لا يزيغ عنه
فكان هناك الدولة المكونة من الجيش والشرطة ورجال الاقتصاد ورجال الحكم
اذ الاسلام يحقق الادارة في كل المجالات فكما ان مخلوقات الكون جميعا تتفاعل معا بالاسلام الذي تقيمه فكان هناك ذلك الكمال
فالصحابة رضي الله عنهم ايضا ترابطوا معا ومع الكون بالاسلام فكان لهم ذلك العلو والكمال
حتى صارت البشرية من الشعوب تتمنى حكم الصحابة لهم من علو صفاتهم التي حققوها بالاسلام وخلوها من صفات النقص اذ لا ظلم ولا نقيصة تشوب اقوالهم وافعالهم اذ من يخطئ يجد برنامج الاسلام يصد خطأه فيرجع للكمال ثانية
فلم يقاتل الصحابة الا ناهبي ثروات الشعوب من الاموال والانفس والثمرات والمشاعر
فلما أسقط الصحابة هؤلاء اللصوص فتحوا على الشعوب صفات العدل والرحمة وصفات كمال الظاهر والباطن
فصارت الشعوب تحيا الكمال ظاهرا وباطنا حتى وهي كافرة اذ الاسلام لا يجبر احدا على عبادة الله لكن بإقامة الاسلام صار هناك بيانا عمليا تشعر به الشعوب من علو دعوة الاسلام وصارت الثروات تدور بين الشعوب كدوران الدماء على خلايا الجسد الواحد وصارت الارض تحت حكم الاسلام جسدا واحدا تنتقل الثروات بينهم كحركة الرياح والسحب من مكان الى مكان ليكون هناك الخير الذي يربط الجميع معا بالكمال
وصار علم الاسلام كادارة ينتقل من جيل الى اخر
حتى بدا الحكم الجبري وصار الامر ميراثا فصارت صفات العلو تخبو شيئا فشيئا حتى صار هناك الصراع داخل الخلافة الاسلاميه فصار هناك التفكك
فصارت الخلافة مطمعا لاعدائها فحلت صفات النقص مكان صفات العلو وتم حرق المكتبات في بلاد الخلافة كي يتم قطع علم الرجوع للكمال ثانية وصار النقص يأكل في جسد بلاد الإسلام حتى اصبحت قطعا تتناقص يوما بعد يوم
وصار الاسلام بين أهله كالماسة في يد السفيه لا يعلم منها سوى انها ماسه يجهل كيفية استغلالها ليعلو ويرتقي
وصار علم الاسلام علم للبركة النفسية فقط دون ان يكون علم ادارة يربط بينهم لتعلو صفاتهم بما يليق بكون الاسلام علم رب العالمين سبحانه
فصار حقيقة الإسلام علما مفقودا بين من ينتسبون إليه
وصار انتسابهم للاسلام بصفات نقصهم تلك حاجزا بين الاسلام وبين اهل الارض اذ صار اهل الارض ينظرون للإسلام من خلال من ينتسبون إليه اليوم
في حين غير المسلمين يحيون صفات من العلو نتيجة تطبيقهم لنقاط من العدل من نقاط الاسلام فصاروا فتنة لاهل الاسلام نفسه وصار المنافقون يأخذونها فتنة لاهل الإسلام ليخرجوا اهل الإسلام من الإسلام
لذلك فأنا ابين هنا لكل شاب وفتاة ان الإسلام كبرنامج إدارة يجعلكم تحيون صفات العلو الذي يليق بكونكم تقيمون برنامج من له الصفات العلى سبحانه فأنتم بالإسلام كبرنامج لكم العلو في الذات وفي الصفات في الدنيا ولكم العلو في الأخرة
فلا يغرنكم الجهلة والسفهاء والمنافقون واعلموا ان العلو صفة لله سبحانه بالتالي صفة رسله وانبيائه بالتالي صفة اهل الاسلام الذين يتبعون الرسل
فلما كان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء فلا نبي بعده وصار مصدقا لما قبله ومهيمنا عليه فلا يليق بمن يدعي انه يتبع من سبقه من الرسل الا ان يتبعه صلى الله عليه وسلم إذ طالما أنك تتبع مراد الله سبحانه كما تدعي فلا يليق لك الا ان تتبع محمدا صلى الله عليه وسلم اذ المسألة ليست تعصبا لجنس او هوية فصار صلى الله عليه وسلم هو البيان العملي الذي لا يكون هناك كمالا في ظاهر النفس وباطنها للبشرية الا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عندها فقط من خلال اقامة برنامج تصبح البشرية كجسد واحد تحيا الكمال الذي يخلو من السوء فتختفي عندها صفات النقص في البشرية فيختفي الفقر والظلم والجهل على المستوى المجتمي والمستوى الفردي
اذ صارت كل الكنوز العلمية والماديه تدور على البشرية جميعا كما تدور الدماء على خلايا الجسد
عندها تصبح البشرية قد حققت العلو الذي يليق بكونها تعبد من له الصفات العلى سبحانه
فهل سياتي ذلك اليوم قريبا
ادعوا الله ان نحيا تلك الدولة وتلك الصفات