لأنّ الإسلام لم يدخل الحيّز التطبيقي إلاّ في فترة حياة الرسول الرحيم محمدعليه الصلاة والسلام و ما أعقبه بعد ذلك بقليل حيث شوهت التجربة الإسلامية ليس لخلل في المنظومة الفكرية والعقدية للإسلام بل يعود ذلك إلى سرقة السلطان لشرعة القرآن وتغلبت عنده الآنا على المجموع و طغيان المصالح الخاصة على المصالح العامة والعودة إلى مفردات الثقافة الجاهلية وتحديدا مبدأ الإعتزاز بالقومية والإنتماء القبلي وبروز الطوائف والملل حيث عملت كل طائفة على تجزئة الإسلام
لاحظ ان الذين دخلوا الاسلام بعد فتح مكة لم تطمئن قلوبهم بالايمان قالوا مع انفسهم : طالما انتصر هذا المحمد فان السماء ارسلته , وهو منطق يضيع معه الكثير هذه الايام ويبتعدون عن روح الرسالة المحمدية بعد تشربهم بقناعاته ولسان حالهم يقول مالنا ندعو الله بالنصر فلا يستجيب لنا ؟ !!
القرآن فكك المسألة وصحح التوجهات في الانتماءات قالت الاعراب آمنا
فقال لهم الله ... لا .... انتم اسلمتم ولكن الايمان دخل جميع اعضاء جسدكم ولم يدخل قلوبكم ومسلموا اليوم وقعوا البعض منهم في ذات التناقض هاهم يصلون ويصومون ويحجون ويتناسلون ... كهؤلاء الذين ارتنا اياهم الايات
شاهدوا معي الامة كلها تصوم فتجوع بطونها الى وقت الافطار فيهرول الجميع الى موائدهم يلبون نداء الامعاء .... ويتغافلون عن الجوع الذي اصاب العقول منذ مايزيد على مئات السنين ... فلا هرولة ولا أفطار
ولو لم ينبهنا القرآن لتلك الفاصلة العجيبة لما وجدنا بعد الإسلام شعرا" و طب وفلسفة وعلم فلك ورياضيات و جبر ولنجحت سجاح وصنوها مسيلمة الكذاب في اشاعة اسلام جديد لايعرف البصمة التوعوية المحمدية
أنّ الإسلام كان له فضل إطلاق العنان للعقل ليبدع في تفاصيل الحياة على قاعدة تعمير الأرض وفق إدارك شروط الطبيعة و قانون العلة والمعلول..
فاجتهد الصحابة يؤسسون دولة الكفاءات ويكفرون بدولة الاعراب والانساب
والذين يتمثلون اليوم بإسلام الجهل و التعصبّ والتطرف والإرهاب، لم يتعاملوا مع الإسلام كمنظومة فكرية وعقائدية متكاملة، لها من دعائم التجديد ما يحيل امر الانسان الى مرافىء السلم والعلم ليصيب من خيرية عطاء الارض لساكنيها
علنا نفطر بعد صومنا الطويل ........ بافطار افكار المؤمنين