استثمار الخروج من غزة
اعتادت يهود في كل هزيمة أن تحوّلها إلى نصر بفعل ومساعدة العملاء وحكام الكفر.
فمع أن هذا الانسحاب من غزة هزيمة منكرة ليهود بكل معنى الهزيمة إلا أن يهود حوَّلوه إلى انتصار لهم, حيث إن السلطة أبقت الأمن والسيطرة على المعابر ليهود أي عملت على جعل المسلمين تحت سيطرة ورحمة يهود، كما عملت سابقا حين دخولها الضفة الغربية فقد عوّدتنا السلطة من يوم استلامها للضفة أن لا تزيد على كونها أداة طيّعةً بيد يهود في قتل وسجن وتعذيب أبنائنا من المجاهدين الأبرار الأحرار. هذا ما تصنعه السلطة على الدوام.
كما نجدها اليوم تُجيِّر هذا الانسحاب لصالح يهود مع أن العدو خرج تحت وطأة المجاهدين، وتُغيِّر الواقع بأنه خرج أي (العدوُّ) للسلام، لدولة لا تعرف السلام في حياتها و ذلك لتغطية هزيمة يهود المنكرة. وبدل أن تعمل لتمام القضاء على يهود أينما وُجِدوا تعمل السلطة على الاعتراف بهم وتثبيتهم وتسليطهم على رقاب المسلمين كما بيَّن ربُّ العالمين حين قال (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا), كما عملت أمريكا على مكافأتها لدولة يهود على انسحابها بملايين الدولارات تغطيةً على هزيمتها وكذلك الدولُ الأوروبية .
ولكن المستغرب والمستهجن من أبناء جلدتنا الإسلامية والعربية مثل باكستان وبعض الدول الخليجية فبدل أن تعمل على إزالة دولة يهود من الجذور الذي هو أمانةٌ وفرضٌ في عنق كل مسلم, وذلك بإعلان الجهاد في سبيل الله تعالى حتى يتم القضاء على دولة القردة والخنازير بدل ذلك يقومون بالاعتراف بها مع أن الواجب هو القضاء عليها وهو فريضة من رب العالمين.
قال صلى الله عليه وآله وسلم (من ملّك كافراً شبراً من أرض المسلمين ملَّكه الله شبراً في النار)
قال صلى الله عليه وآله وسلم (لتقاتلُنَّ يهودَ حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله)
لقد أكّد الله تعالى في سورة الاسراء بالقضاء على دولة يهود فقال ((فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا))
أي أن الله تعالى سينصرنا عليهم ونَطَأُ على رؤوسهم وأجسادهم في قوله ليهود والكفر عن المسلمين ((لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ))
ولو استعانوا بأمم الأرض سيهزمهم المسلمون وسيصلون إلى تِبْرِهِم وذَهَبِهم والقضاء عليهم قضاءً مبرما, ولقد أكّد الله ذلك في الآية التي بعدها ((وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا))
وذلك بشرط واحد وهو العمل بالقرآن والسنة وإقامة حكم الله في الأرض هذا هو الشرط الوحيد قال تعالى ((إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا))