تِكْ تَكْ
وتمرُّ سنهْ ...
كوني سنة الآمالْ!
فعيون الناس تلهّفُ للأضواءِ
وفجر غدٍ، يتوسم زرع البسمة في أحلام الأطفالْ
تتوسم إيقاف الرعبِ الأحمقْ
* * *
يا عالم هذا عصر الرشد ولم أر فيك له أثرا
تمشي يا أخرقُ فوق الأسلاكْ
تحفر قبرك في سمك "الأوزونْ"
من حيفك تخنق أنفاس الأزهار و تطحن أكباد الشعراءْ
يا عالم أنت بعمر الرشد و عقلك يحبو في الأوحالْ
جثث الأطفال ممزقةٌ...،
ببرود تسحبها، في غير هُدى
-أشلاء ضحايانا-
تمحو بصمات الحب تشوه هامات الحكماء
أنت الإنسانْ !
ستعيش إلى حين ...
ويقلُّك جرْمُ الأرضِ فتسبح في حشدِ الأفلاكْ
وسأمنحك الأفكار فتوسعها علما !
ستقاوم شحَّ الغيمِ …
تقلّد عوم الحوتِ
تطيرُ يلا ريش بين الأقطارْ
و ستكشف أسرار المخلوقات الأخرى
وستكشف طلسم غيب الأزمانِ
تُعَرِّي زيف أكاذيب الأخبارْ!
* * *
إبليسُ تصدّر ساحةَ ملـهى
ثُم خطبْ:
-أجســام الطين !
أنتم بحبيبات "السِّلِكونْ"
أسياد الكون بلا أخلاقْ
أسياد الأرضِ بلا قانونْ! -
ضاع الحكماءُ و أصل المثلْ...
* * *
يا عالم هذا عصر النورِ ... أما تبصر ْ ؟
سربلتَ الأرضَ دماءً ، توسعها ظلما !
و تسمِّم عين المـاءْ
وطبول هواك تقولْ:
- ضَـلَّ القراءُ فلا تُبقوافي الأرضِ على فكرٍ
لاتُبقوا في الناس على فنٍّ،
وأشدتَ بكهانٍ نَعقوا بنهاية تاريخ الدنيــا
فقضيتنا ... آثار مؤامرةٍ
والحلُّ حبيس الحرفِ ومشرحة الأشلاءْ!-
* * *
ياللشـاعرْ!
في الغربة تحيا
وخزة وشمٍ
كِلْمة حقٍّ
تدفن آهاتٍ مخنونقة في الأوراقْ
تغرقُ أو تحترقْ
وفم مشقوق في أحشاءِ ظلامٍ مطبقْ !
تلحس دمع الشمعة ساعاتٌ حيْرى،
قلمٌ مذبوحٌ يكتم زفرتهُ
بنـزيف لا ينضبْ ...
في الغربةِ تبقى!
زفرة حزنٍ
تسكب من أوهامك في بحر الآمالْ
تتقيأ ألفاظاً طَمرَتْـها أسمالُ الإهمالْ
وتجوعُ ،... وتغمس خبزك في الزيت الأصفرْ
فترى في صحن الزيت مشانق منصوبهْ
وتحسُّ الحبلَ يلف رِقابَ بني وطنكْ
فيعاف لسانك طعم دماء المظلومينْ!
وتعاف حجور غواني حيِّك من قرفٍ
وتضيق بما وَصفوا… تحلمْ
لترى أمواج الحلم على جلمود اللامعقولِ
دُمىً…تتكسرْ،
وأوراق الزهر؛ شفاه شهيدٍ ذابلةٌْ !
ونقوش الموت مبعثرةٌ
في رمل شواطئ وحْليّـهْ…
... يتملّكك الإقدام فتعشق موت الأبطالْ
تشهرُ في أفواه مدافعهِ :
قلماً، أوراقاً بيضاء و قنديلاً
* * *
بسمـاتُ الحب تذوب ُ
ويمضغها صخب الآثام بلا رحمهْ
و فم يطبقْ.
سنةٌ بعد السبعينْ
سنةٌ بعد التسعينْ
سنةٌ بعد الألفينْ
مفتون أنت صباح مساءْ
أيام تسرق ُ أحلامكْ
و اليأس مُدىً صدئهْ
تغتال شبابك في نهم الطاوي الملهوفْ
رعشات مكابس همّك أنستك الإصغاء لشجو الألحانِ
تقضي يوما في حجرة نوم مسدودهْ
خُدَعُ الألوان تقود خيالك؛ تُنسيك العشقَ الأخضرْ!
و طعامك مسلوب تتقاسمه الأسلاكْ
و ذكاؤك مصلوب في سوق رقيقْ
يا عالم من يهديك حياة الحب وما أبقيتَ على حيٍّ بطريقْ؟
ما في صدري قلبٌ
مذْ ثبَّت في صدري الجرّاح –قُريصاً-
برمجهُ باسم "السِّلِكونِ"
يدُقْ ... ينبضْ
ما عدت أحس حرارة عشق الوردِ
ولا أهوى...
ماعدت أحس دبيب حياةٍ من حولي!
إني أتحوّلُ بالتدريج صنمْ
أفلا تشقى يا عالم إن أمسى سكانك -أحفادي-
لو صرتُ صنمْ؟