أسئلة تصل بك إلى الهدف
هو عنوان الكتاب الذي بصدد الحديث عنه هنا وهو للكاتب الصحفي أندرو فينالسون.مخرج أخبار في قناة تلفزيونية أمريكية ولدية خبرة عشرين عام في العمل الصحفي وحاصل على شهادة أيمي لأفضل بث للأخبار لعام 2000
يتناول هذا الكتاب الوسائل التي تساعد المرء على طرح الأسئلة الدقيقة ,بهدف الوصول إلى مايريد،وهو يحتوي على أكثر من 300 سؤال يمكننا استخدامها في مختلف المواقف المهنية التي قد نواجهها من الحصول على وظيفة إلى التفاوض على الرواتب إلى السعي للحصول على الماجستير في إدارة الأعمال
تعتبر مهارة طرح الأسئلة المناسبة في تقديري من أهم المهارات الوظيفية المهملة ـ إن صح التعبير ـ فمن بين كافة المهارات التي يحرص الكثيرون على اكتسابها لتحسين أدائهم الوظيفي، تبقى مهارة إلقاء الأسئلة الجيدة ــ على أهميتها ــ من أقل المهارات حظياً بالاهتمام،فعلى الرغم من كوننا نحرص دائماً على اقتناء اكبرقدرممكن من المعلومات التي من شأنها أن تساعدنا في الحصول على ما نريد إلا أننا نهمل في معظم الأحيان الطريق المؤدي للمعلومة وأقصد بذلك نوعية البحث، والطريقة التي ينبغي أن نسلكها للحصول عليها وأعني بذلك سلوك الباحث عن المعلومة.
و تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الكتاب هو من الكتب المتخصصة التي تتوجه بالخطاب بشكل رئيسي إلى رجال الأعمال والمدراء والمهتمين بمجال الإدارة عموماً ، لكنه أيضاً يخاطب بدرجة ما الصحفيين والباحثين وكل من يهتم بإلقاء الأسئلة المناسبة في الوقت المناسب بالشكل المناسب، وبما أنني لا أعد نفسي من أولئك الذين يتوجه إليهم الكتاب بشكل مباشر فقد رضيت لها بقراءة سريعة تهدأ سرعتها قليلا لتتأمل فصولا بعينها، كان منها الفصل الخامس من الكتاب الذي أزعم باني وجدت فيه خلاصة ما يهمني من الموضوع وهنا أدعو كلاً من أولئك الذين لايهتمون كثيرا بالطريقة التي يطرحون بها أسئلتهم، وأولئك الذين يرون أن الموضوع يحتاج منه إلى ما هو أكثر من مجرد قراءة ملخصات شخصيه وأجدر بقراءة متأنية للكتاب نفسه، أدعوهم جميعاً إلى التوقف مشكورين عند هذا الحد من المقال والاكتفاء بما سبق، لينصرف غير المهتمين إلى مشاركات أخرى أكثر تشويقاًَ وينصرف المهتمون إلى أقرب مكتبه للحصول على هذا الكتاب الممتع وأنصرف أنا لإكمال قراءاتي في الفصل الخامس الذي يشرح كيفية رفع نسبة الأسئلة الذكية لدى الباحث وذلك عبر إخضاع أسئلته لعملية تقييم مكونة من سبع خطوات هي : الوعي ، القدرة ، الجو الملائم، السلوك ، الإجابة ،التقدير، الفعل
أولاً :الوعي :
أي معرفة مالذي تريد بالفعل معرفته حول الموضوع مناط البحث ( محتوى المعرفة سواء أكان هذا تقصياً عن حقائق أو عن آراء عامة وكذلك عن حجم المعرفة من حيث كمية المعلومات المطلوبة حول الموضوع)
ثانياً: القدرة :
تحديد الشخص الذي لدية الخبرة والسلطة للإجابة عن أسئلتك عليك أن تسأل نفسك دائماً:- من هو الشخص الذي يمكنه مساعدتي في هذا؟؟ من هو البارع في التعامل مع القضية أو المشكلة التي أواجهها ؟؟فإذا استطعت تحديده توجه له بالحديث مباشرة ،عرف بشخصيتك وماذا تريد بكل وضوح،وأخبره بأنك تعتقد بأن بإمكانه مساعدتك إن أخبار الناس بقدرتهم على المساعدة تعطي لهم شعورا بالأهمية مما يسهل الأمور كثيرا في المرات القادمة التي تحتاجهم فيها وان كان هناك ثمة خطاب توصية من أشخاص مهمين لا تتردد في استخدامه.
ثالثاً: الجو الملائم
متى وأين يجب أن تطرح أسئلتك، تذكر دائما أنه لن يوجد سؤال سيتم الإجابة عليه إذا طرح في الوقت غير المناسب. يمكنك خلق بيئة مريحة تبعث على الاسترخاء أو الاستفادة من الجو الذي توفره الحفلات والتجمعات غير الرسمية لكن أحرص دائما على أن تقود المحادثة بشكل ودي وسلس لايشعر معه الشخص بأنك تستجوبه بل يشعر أن الحديث لا عدو كونه محادثات عابرة.
رابعا السلوك: كيف يجب أن تصيغ وتقدم أسئلتك
لايجب أن يتم طرح الأسئلة دائما كنوع من التحدي للطرف الآخر على العكس من ذلك فإن مناسبة الأسئلة له يعد نوع من البراعة الذكاء السياسي، ضع قائمة بأسئلتك وحدد أكثرها أهمية يجب إن تكون الأسئلة سهله كأن تطلب رأيا عن شي لا يثير الجدل ولا تتطلب أجابته جهدا كبيراً ثم بعد ذلك تتوسع في طرح الأسئلة ممهدا بالحذر للأسئلة الصعبة في النهاية وعندما تستقبل إجابة مثيرة للجدل وتشعر بالرغبة في المقاطعة لا تفعل ذلك أبدا بل استمع إليه حتى النهاية افهم أولا ثم أحكم.
خامساً الإجابة: هل حصلت على ما كنت تريده:استمع جيداً للإجابة، تأكد من أنك قد حصلت من خلالها على المعلومة التي كنت بحاجه إليها.
يجب أن تقدم بعد كل إجابة نسبة جيده من الصمت ( حددها الكاتب بثلاث أو أربع ثوان ) قبل إن تطرح السؤال التالي هذا يكسب المحادثة مرونة كافيه ويبعدها عن أسلوب الاستجواب كمدفع رشاش.
إحدى الطرق الجيدة لتأكد من انك مستمع جيد هو أن تلخص ماقاله الشخص ولا تخاطر بالمقاطعة إثناء الحديث خصوصا إذا ما كنت قد طرحت سؤالاً قد استفز الطرف الآخر للحديث.
استمع بعينيك راقب المتحدث عندما يشير على ما هو مهم ولاحظ ما يؤكد عليه باستمرار.
سادسا التقدير: كيف يمكنك إن تبني علاقة؟
عليك إن تظهر تقديرك للإجابات التي حصلت عليها حتى وان لم تحب هذه الإجابات، إذ قد يأتي الوقت الذي تحتاج فيه مرة أخرى إلى هذا الشخص ، إن إظهار التقدير والتفهم في الأسئلة يعد من المهارات الأساسية،فعندما يدرك الآخر انك تستمع إليه غالباً ما يكون مسروراً للحديث معك في المرة القادمة.
قبل ان تشكر احدهم على أجابته ضع في اعتبارك سؤالين أضافيين هم <هل أغفلت شيئاً ما > و< هل تعتقد ان هناك شيئاً أخرعلي معرفته>
سابعا الفعل : ماذا ستفعل بالإجابة
أتذكر هنا سؤال البيضة والدجاجة،ماأهمية هذا السؤال؟!! إذا كانت الأسئلة بدون نتائج ولا تتصل بأي تصرف مستقبلي فهذا يعني انك أهدرت وقت اثنين من الأشخاص، فعندما تحصل على المعلومة التي تريدها عليك تحدد التصرف تجاهها وماهو القرار الذي يجب اتخاذه على ضوئها.
كانت هذه إضاءة بسيطة باسلوبي أحد فصول هذا الكتاب وأرجو أن تنال استحسانكم
خالص مودتي وتقديري