بسم الله الرحمن الرحيم.
بعد أن اذاعت ابواق الكويت الاعلامية خبر لجوء نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان و وزير الاعلام العراقي محمد سعسد الصحاف الى الجزائر...
و بالنظر الى ان حرية الصحافة في الكويت عرجاء ، بمعنى انها لا تمرر الاّ ما تراه سلطة آل الصباح قابلا للنشر، فمحتوى الخبر و الهدف منه لا يمكن ان يكون الاّ منسجما مع الظروف العامة للمنطقة العربية و المتسمة بتخوف الانظمة العربية من الابتزاز و التسلط الامريكيين ...
فهل ترغب الكويت في دفع الادارة الامريكية الى تصنيف الجزائر في الخانة الثانية بعد العراق ، او على الاقل دفعها الى ابتزاز الجزائر، كما فعلت و تفعل مع سوريا ، لكون الجزائر بلدا نفطيا ، و لكون الجزائريين بشكل عام لا يتوقفون عند مستوى رفض الهيمنة الامريكية و التنديد بها ، بل هم على استعداد لمواجهتها بكل الوسائل المتاحة و غير المتاحة ... و لكون الجزائر ثالثة الاثافي التي آزرت العراق و بلا حدود خلال العدوان الغربي عام واحد و تسعين ، و وقفت الى صفه في العدوان الامريكي البريطاني الاخير، و لو بأضعف الايمان...
واقع الحال يقول انه لا يوجد تفسير آخر لم نشر في الكويت عن استقبال الجزائر لرمضان و الصحاف غير هذا ...
و على العقلاء ان ينتبهوا الى ان امارة الكويت هي الآن فاقدة للسيادة بعد سيطرة الجيوش الامريكية على ستين بالمائة من اراضيها و كل سواحلها و مياهها الاقليمية ، و اجوائها ، و عليه فليس مستبعدا ان تكون قناة امريكية ما ، وراء هذا الخبر المنشور.
وبعيدا عن هذه الاطروحات و الحسابات التي يمكن تصنيفها ضمن منظور التنويرضد ما يحاك ضد الجزائر، باعتبارها البلد العربي الفاعل و الفعال الوحيد الذي لم يدجن بعد...
و بعيدا عن هذا ، و للتنبيه فقط نقول ، بأن الكويتيين يعرفون مثلما يعرف العالم أجمع، انه لم يثبت لحد الآن هروب قائد مدني أو عسكري عراقي واحد يوم عبور الغزاة للحدود الكويتية باتجاه الاراضي العراقية ، ولم يثبت ان أحدا من هؤلاء القادة قد هرب يوم سيطرة الدبابات الامريكية على نقاط معينة داخل بغداد ، و من المؤكد كذلك أنه لن يسجل التاريخ في المستقبل أن صدام حسين أو طه ياسين رمضان أو عزة ابراهيم أو طارق عزيز أو الصحاف أو غيرهم سيهرب من العراق ، فهل هناك وطنية أكثر من أن يفضل انسان الاستشهاد ببلده على الفرارالى خارج الحدود ؟
التاريخ كان سينصف حكام الكويت لو تشبثوا بأرضهم عام تسعين ، و اختاروا البقاء ببلدهم بعد ان تجاوزت القوات العراقية الحدود الكويتية باتجاه مدينة الكويت ، و لكن التاريخ سجل الذي حصل ، و الحكم سيبقى له وحده