أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دِمَشْقِيُّ الهَوَى الغَرِدُ

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 140
    المواضيع : 73
    الردود : 140
    المعدل اليومي : 0.02
    مقالات المدونة
    3

    Lightbulb دِمَشْقِيُّ الهَوَى الغَرِدُ










    بسم الله الرحمن الرحيم
    وبه أستعين







    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها




    دِمَشْقِيُّ الهَوَى الغَرِدُ
    -----------------------
    ------------------------------

    1-أنا الفَرِيْدُ الدِّمَشْقيُّ الهَوَى الغَرِدُ
    ذِي نِبْعَةُ الشِّعْرِ والأحْرارُ لَمْ يَرِدُوا

    2-تَوَضَّأَ القلبُ منِّي فَجْرَ ساجِدَةٍ
    وحَطَّمَ النَّبْضَ إشْراقًا ويَعْتَبِدُ

    3-ولَمْلمَ الشَّمسَ من سَجّادِ أوْرِدَتِي
    صَلّى ضُحاهُ دِمشقَ العاشِقُ الفَرِدُ

    4-وغُوطَةُ العَينِ مِنْ حَبِّ الغَمامِ نَمَتْ
    كَبُؤْبُؤِ البَحرِ، هاجَ الماءُ والبَرَدُ

    5-وقامَ يرفعُ كفَّ المَوْجِ مِنْ سُحُبٍ
    تَبَتَّلتْ في أَدِيْمِ الشَّامِ تَحْتَشِدُ

    6-ويَسْألُ اللهَ إعْزازًا بِهِ اكْتَمَلَتْ
    جَوارِحُ الحَرْفِ تَرْقَى ثُمَّ تَجْتَهِدُ

    7-هلْ كانَ يَعْلَمُ أرْكانَ الصَّلاةِ لَها؟
    فَكَعْبَةُ اللهِ ما امْتَدّتْ إليهِ يَدُ!

    8-الحَجُّ في يَوْمِهِ، والباقِياتُ غَدَتْ
    للشَّامِ في حِجَجٍ فرْضًا، وما قَصَدوا!

    9-قامَتْ مَآذِنُ حَرْفِي تَسْتَقِي أَدَبًا
    مِنْ العُلا، الشِّعْرُ في مِحْرابِهِ البَلَدُ

    10-هُبّوا أيا شُعَراءَ الشَّامِ في مَدَدِي
    في مَدْحِ مَعْشُوقَتِي لا يَنْتَهِي المَدَدُ

    11-والشِّعْرُ يَنْتَظِرُ الأحْرارَ تُنْجِدُهُ
    فَهامَ حَوْلِي كَلِيْمَ المَجْدِ يَفْتَقِدُ

    12-رِضْوانُهُ القَلْبُ لَمَّا يَطَأْهُ نَدًى
    إلَّا بِزَمْزَمِكَ المَحْفُوظِ يا أَبَدُ

    13-فادْخُلْ إلى جَنَّةِ التَّارِيخِ مُعتَمِرًا
    مِيْقاتُ وَصْلِكَ بِي إحْرامُهُ العَدَدُ!

    14-واخْلَعْ نِعالَ لِحاظِ الكَوْنِ في حَرَمِي
    وارْمِ المَشاهِدَ ما كانُوا، وما شَهِدوا

    15-إذا مَلَكْتَ جَمالاً فهْوَ مِنْ صُوَري
    يَغْفُو الجَمالُ على زِنْدِي ويَعْتَمِدُ

    16-مَدَدْتُ كَفّي إلى القُدُّوسِ يُلْهِمُنِي
    سَبْعًا طَهُوْرًا يُعَفُّ الحَرْفُ والكَبِدُ

    17-فَقُمْتُ أَكْسِرُ عُنْقَ المَجْدِ في شَرَفٍ
    لا تَرْفَعِ الرَّأْسَ إنِّي الباشِقُ الأَحَدُ!

    18-أنا دِمَشْقُ نِفاياتِي جَواهِرُكُم
    لا تَسْألِ الدُّرَّ! إنِّي الحاصِدُ الحَصَدُ !

    19-إذا مددْتُ جناحَ الفَجْرِ مِنْ دُرَرٍ
    تَناثَرَتْ في نُجُومِ الكَوْنِ تَقْتَصِدُ

    20-ويَرْتَدِي مِنْ مِدادِي الكَوْنَ مُفتخِرًا
    فالشَّامُ فاتِنَةُ الأكْوانِ يا أَسَدُ!

    21-مَنْ قدّرَ اللهُ أنْ يَعْلو لِعزَّتِها
    فَقَدْ تَنَعَّمَ مِنْ أمْجادِها الأَمَدُ

    22-فلا سَماءَ إذا أبْصَرْتَ مِنْ سُقُفٍ
    إلّا سَماءُ دِمَشْقَ النُّورُ يَنْفَرِدُ

    23-أُظِلُّ تَحْتَ جَناحِي كُلَّ مُنْتَسِبٍ
    لَمْ يَرْضَ إلَّا أَنا في الخُلدِ يَلْتَحِدُ

    24-ولا (هُناكَ) فَإنْ دَلّتْ.. على وَطَنِي
    ولا (هُنا).. غيرُ قلبِ الشَّامِ يَعتَمِدُ

    25-أنا الشَّآمُ نَسِيمِي في المَدَى عَبِقٌ
    مَنْ شَمَّنِي ياسَمِينًا زارَهُ الرَّغَدُ

    26-دِمَشْقُ يا طِفْلَتِي، قَلْبِي بلا شَغَفٍ
    فالعِشْقُ أنْتِ، وحِمْصُ الرُّوْحُ والوَلَدُ

    27-ما غَرَّدَتْ في جُفُونِ الغَيمِ عَنْدَلَةٌ
    إلّا اسْتَقَتْ من عِيُونِ الشَّامِ تَبْتَرِدُ

    28-فَزائِرُ الشَّامِ لا يَنْسَى مَحاسِنَها
    مَسِيْحُ ذاكِرَةٍ، فالذّاكِرُ الحَسَدُ

    29-دِمَشْقُ ذاكِرَةُ التاريخِ إنْ ذُكِرَتْ
    تُنسِ الأنامَ تواريْخًا بِها وُلِدُوا

    30-إنّي الدَّفِينُ بِماءٍ فاضَ كَوْثَرُهُ
    فُراتِيَ، البَرَدَى، عاصِي العِدا.. الرُّفُدُ

    31-كَمْ سَوَّدَتْ جَبَهاتُ الغَيِّ رابِيَتِي
    قاسْيونُ يربِضُ والأمْجادُ تَسْتَنِدُ

    32-في وَشْوَشَاتِ صَغِيْرِ التُّرْبِ مَلْحَمَةٌ
    تَتْلُو بَيانَ كَبِيرِ المَجْدِ ما سَجَدُوا

    33-هذا كِتابُ عِمادِ الدِّيْنِ في وَطَنِي
    مِهْراقُ رُوْحٍ عَلَيْها الصَّحْبُ قَدْ رَقَدُوا

    34-إذا جَلَسْتَ على كُرْسيِّ سَطْوَتِها
    فما سَها المُنْتَهَى فالكُلُّ مُفْتَقَدُ

    35-بَطِرْتَ في نِعَمِ الفَيْحاءِ لا بَطَرٌ
    يَدُومُ في مَطَرِ الفَيْحاءِ يا بَدَدُ

    36-سَيْفٌ مِنِ اللهِ في رِعْداتِ خائِنِنا
    لنْ يَسْكُتَ الحَقُّ إنِّي المارِدُ الوَتَدُ

    37-مَهْما دَعَوْتَ حَدِيْدًا في مَقاصِلِنا
    يَفُلُّ سِكّينَها... أعْناقُها الجُدُدُ

    38-هَسَسْتُ للحَرفِ إعْصارًا فَهَسْهَسَ لِي
    هَمَسْتُ فارْتَعَدَ الحَدَّادُ والحَدَدُ

    39-هاتِ الثُّرَيَّا إلى مَطْحُونِ مِطْرَقَتِي
    لمْ تَلْقَ غَيْرِي فَإنِّي الطَّاحِنُ العَرِدُ

    40-يَحُومُ حَوْلِي منَ الأعْداءِ مُقْتَبِسٌ
    فالنَّارُ تَغوي ونُورِي للعِدا رَشَدُ

    41-أمُّ الوَصايا تفادَتْ أمَّ صَفْعَتِها
    فَحاذِرِ الرُّوْحَ في أحْلابِها الرَصَدُ

    42-فلمْ تَطَلْ حَلَماتِ الطُّهْرِ رَضْعَتُهُمْ
    ولنْ تَطالَ عُرُوْقَ الحَيِّ يا جَسَدُ!

    43-فإنْ يَرَ المَوْتُ أفْعالي تَوارَ بِها
    يُغَرْغِرُ المَوْتُ في حَلْقِي وينْطَرِدُ

    44-فَما سَمَوتَ إلى وَجْدٍ كَوَجْدِكَ بِي
    ولا تَواجُدَ وَجْدٍ غيرُ ما أجِدُ

    (44)
    ========================
    محمد عبد الحفيظ القصاب
    صيدا-لبنان 19-6-2021
    -----------------------



    يَعْتَبِدُ: ...اعْتبَدَهُ : اتَّخَذَهُ عبْدًا
    الفَرِدُ:جَاءَ فَرِداً : وَاحِداً
    الحَصَد : الزَّرْعُ الْمَحْصُودُ
    البَدَدُ : الحاجة.. الطَّاقة
    الحَدَدُ : المُمْتَنِعُ الباطلُ
    العَرِدُ : الصُّلْبُ الشديدُ

    إلهي دلّـني كيفَ الوصول ُ ؟..إلهي دلّـني مــاذا أقـــــول ُ؟
    محمد عبد الحفيظ القصّاب


  2. #2
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأستاذ محمد القصاب..

    قصيدة جميلة ربطت فيها حب الشام وأرضها المباركة بشعائر الدين من حج وصلاة .
    الشام أرضٌ باركها الله تعالى ..ولم أر بأسًا في المبالغة هنا في بعض الأبيات كما جاء في البيت الثامن عشر فالشاعر يتوسع في التعابير لدلالة أكبر يبغيها لفكرته .
    توقفت عن اللفظ " هسهس" في البيت الثامن و الثلاثين وأطمع في بيان اكثر ، فقد دلني القاموس بأن الهسهسة هي صوت السير السريع .. فما ارتباطه بالاعصار هنا ؟
    بورك اليراع .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن