فَــوْقَ عَــرْشٍ مِــنْ خَــوَاءٍ وَذَهَــبْ
جَــلَــسَ الــفَــاجِرُ مَــفْــتُونًا وَقَـــبْ
مَــــزَجَ الــــوَاوَ بِــــرَاءٍ وَامْــتَــرَى
كُــلَّ خَــاءٍ تُــخْلِفُ الــخُبْثَ الــخَرَبْ
وَبِــكَــفِّ الــغَــدْرِ يُــحْــصِي نَــشْــوَةً
فَــوْقَ أَشْــلاءِ الــضَّحَايَا مَا اكْتَسَبْ
مَـــنْ رَأَى الإِرْجَـــافَ فِــي سِــحْنَتِهِ
ظَــــنَّــهُ وَالــــقِــرْدَ مِــــنْ أُمٍّ وَأَبْ
حَــــشَــدَ الأَقْــــذَارَ فِـــي دَوْلَــتِــهِ
كُـــلَّ خَــرْتِــيتٍ وَخِــنْــزِيرٍ وَضَــبْ
وَصَــــغَــى إِبْــلِــيسُ فِـــي حَــضْــرَتِهِ
صَــــغْــوَ تِــلْــمِــيذٍ لِأُسْــتَــاذٍ غَــلَــبْ
لَــمْ يَــدَعْ فِــي الــدَّهْرِ خَــوْضًا دَاعِرًا
مِـــنْ فُــنُــونِ الــشَّــرِّ إِلَّا وَارْتَــكَبْ
يَــــتَــوَارَى خَــلْــفَــهُمْ فِـــي خِــسَّــةٍ
وَإِذَا غَــابُــوا عَـــنِ الــحــوبِ هَــرَبْ
قَــــدَّمُــوا الــرُّؤْيَــا أَبَــارِيــقَ مُــنَــى
تَــبَّــتِ الــرُّؤْيَــا بِــمَــنْ رَاءُوا وَتَــبْ
دَجَّــنُــوا فِــيــهَا شُــعُــوبًا لَـــمْ تَــثُــرْ
كُــلَّــمَا شَـــدُّوا عَــلَيهَا الــقَيْدَ جَــبْ
أَحْــمَــقٌ مَـــنْ يَــرْتَــجِي شَــهْدَ الــرُّبَى
مِــنْ ذُبَــابِ الــرَّوْثِ أَوْ دُودِ العِنَبْ
أَيُّــهَــا الــمَــجْبُولُ مِــنْ وَحْــلِ الأَذَى
لَا يَــقِي الــطَّاغِي الأَذَى مِنْ مُنْقَلَبْ
أَيُّــــهَــا الــمَــهْــوُوسُ فِــــي عَــمْــلَقَةٍ
لَا يُــطِــيلُ الــقِزْمَ تَــزْيِيفُ الــنَّسَبْ
أَيُّـــهَـــا الــمُــغْــتَرُّ فِــــي أَرْصِــــدَةٍ
لَا يُــعَــلِّي الــمَــالُ مَـــرْذُولَ الــرُّتَبْ
كَــيْفَ يُــرْجَى مِــنْكَ خَيْرٌ أَوْ هُدَى
يَــا نَــذِيرَ الــشُّؤْمِ فِــي أَرْضِ الــعَرَبْ
أَنْـــتَ تَــدْرِي يَــا بْــنَ فَــطُّومَ الــتِي
أَرْضَــعَتْكَ الــضَّغْنَ مِنْ ثَدْيِ الجَرَبْ
أَنَّ دِفْءَ الــحِضْنِ فِــي غَوْثِ العِدَى
لَـــنْ يُــعِــيدَ الــغَــوْرَ حُــرًّا وَالــنَّقَبْ
قَــدْ أَجَــعْتَ الــصِّيدَ فِــي تَعْزِ النَّدَى
وَقَــتَــلْتَ الأَهْــلَ خَــتْرًا فِــي حَــلَبْ
وَخَــذَلْــتَ الــحَــقَّ فِـــي مِــصْرَ فَــمَا
اخْــتَرْتَ إِلَّا مَــنْ عَــلَى الحَقِّ انْقَلَبْ
تَــاجِــرُوا بِــالــقُدْسِ مَــا شِــئْتُمْ فَــمَا
ذُلَّ حُــــرٌّ لِــلَّــذي بِــالــجَوْرِ هَـــبْ
وَارْقَــصُــوا فَـــوْقَ الــقَــضَايَا كُــلِّها
لَـــنْ يُــعيدَ الــقُدْسَ إِلَّا مَــنْ نَــجَبْ
أَيُّــهَــا الــكَــاذِبُ فِـــي الــقُدْسِ لَــنَا
أَلْــفُ حَــقٍّ أَنْ نُــعَادِيْ مَــنْ سَلَبْ
أَيُّــــهَــا الــخَــائِــنُ لِــلْأَقْــصَــى أَمَـــا
تَــسْتَحِي مِــنْكَ، وَتَــخْزَى مِــنْ ثَلَبْ؟
مِــنْ بَــنِي صــهْيُونَ تَــسْتَجْدِي الرِّضَا
مُــنْــذُ عَــقْــدَيْنِ وَلَا يَــخْفَى الــسَّبَبْ
فَــلِــمَــاذَا الــــيَــوْمَ تَــــأْتِــي جَــهْــرَةً
بِــــسَــلَامِ الــعُــهْرِ مَـــعْ أُمِّ لَــهَــبْ؟
تَـــدَّعِـــي أَنَّ الــــنَّــوَايَــا نُــــصْــرَةٌ
وَفِــلَــسْطِينُ تَـــرَى مِــنْــكَ الــعَطَبْ
إِنَّ فِـــي الــقُــدْسِ رِجَـــالًا كُــلَّــمَا
جَــرَّبَ الــطَّاغُوتُ سَــلْبَ الحَقِّ ذَبْ
وَسَـــرَايَـــا غَــــزَّة الأَحْــــرَارِ لَا
تُــسْقِطُ الــرَّايَاتِ أَوْ تَــخْشَى الــرَّهَبْ
فَــارْذُلُــوا الــحُــكَّامَ قَـــدْرًا وَارْتَــقُوا
أَيُّــهَــا الــبَــاكُونَ عَــجْــزًا مِــنْ لَــغَبْ
كُــلُّــهُمْ أَسْـــرَى وَلَــكِــنْ بَــأْسُــهُمْ
فِي ازْدِرَاءِ الشَّعْبِ، فِي كَأْسِ الطَّرَبْ
هُــمْ بَــغَايَا فِــي عُــرُوشٍ مِــنْ خَــنًا
وَعَــرَايَــا بِــسُــيُوفٍ مِـــنْ خَــشَبْ
هُـــمْ لَــهُــمْ بِــالــسَّطْوِ فَـــوْقٌ إِنَّــمَــا
فَــوْقَهُمْ كَــوْنٌ وَفَــوْقَ الــكَوْنِ رَبْ
جـــاَسَ فِــينَا الــيَوْمَ رِجْــسًا كَــلْبُهُمْ
وَغَــــدًا يَــتَّــبِعُ الــكَــلْبَ الــذَّنَــبْ
لَا تُــرَاعُــوا مِــنْ تَــصَارِيفِ الــمَدَى
لَــيْسَ يَــجْرِي غَــيْرُ مَــا اللَّوْحُ كَتَبْ
مَـــنْ سَــقَــى الآمَــالَ مِــنْ أَدْمُــعِهِ
مَــاتَ رُوحًــا أَوْ مَــعَ الــرِّيحِ ذَهَــبْ
وَمَـــنِ اسْــتَــسْقَى الــعُلَا مِــنْ دَمِــهِ
عَــزَّ فَــوْقَ الــدَّرْبِ أَوْ نَــالَ الأَرَبْ
إِنَّــــهُ الــفَــضْــلُ مِــــنَ الــلَّــهِ إِذَا
فَــــضَــحَ الــــغَــادِرَ أَوْ زَادَ الــلَــزَبْ
فَــــأَعِــدّوا وَاثْــبُــتُــوا وَاعْــتَــصِــمُوا
تِــلْــكَ بُــشْرَى، إِنَّــهُ الــوَعْدُ اقْــتَرَبْ


** تنويه **
عذرا على حدة الهجاء وقذع اللفظ على غير عادتي الرصينة فقد والله شطوا حتى لم يتركوا للرصانة منطقا. ثم إني جعلت النص بسيط التركيب والمفردة والجرس كي يصل للجميع وكي يكون الفكر فيه مقدما على الشعر ليحقق الأرب بإذن الله.