ساحلُ إزمير موحشٌ هذا المساء، شاحبٌ وجه القمر علي موج بحر إيجا يشكو السهاد، بيني وبينها نصف متر، ،نصف صمت، ونصف غواية ،وفدادين من الزهد، تحتسي كأس من النبيذ الفرنسي ولفافة تبغها بين شفتيها مثل حربةٍ في خاصرة الريح، نصف إلتفاتة ثم بادرتني بلكنةٍ إنجليزيةٍ معوجة ،من أي البلادِ أنت؟، عربي ضل طريقه لساحلٍ رقص عليه أجدادك، يونانيةٌ هي تسكن إزمير منذ خمس سنوات ، عيناها تشبه نجمتين في سماءِ صافية ، بينما تتهادي خصلات شعرها علي جبينها وكتفيها تبحثٌ عن مستقرٍ لها و مستودع!
دنت حتي سيطر عطرها الباريسي واستحكم بغير جسارة!، مدت يدها لعلبة التبغ فناولتني وأنتظرت مني عود ثقاب ، تعارفنا، تحاورنا ، تشاكست أفكارنا كبدوي تراقصهُ أفروديت! ، ثم أعلنت الرحيل ، رعدٌ وبرق ثم دخات مطر ، مددت يدي لألقي بعلبة الثقاب في البحر ثم طبعتٌ علي جبين القمرِ قبلة !