أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: متاهات في الفكر العربي غامضة الملامح

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 54
    المواضيع : 17
    الردود : 54
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي متاهات في الفكر العربي غامضة الملامح

    متاهات في الفكر العربي غامضة الملامح
    يعانقون باسم الدين مبادئهم فيقتلون ويُقتلون، أضداد على طول الخط لا وفاق ولا اتفاق، ليس على بركة الله يمشون، إنهم يوقدون في خشوع مصباح عقولهم الوهم ويقدمون التمجيد لتبعية ذلك الذي في مخيلتهم نار الهرولة إلى غير وجهة، إنهم يرفعون في المعبد العلم الملطخ بالدماء بمكانسهم، يسمعون أبواق التدمير ويكنسون بمكانسهم الجارفة أجسادا مخضبة بدماء رخيصة، هم مظلومون ويظلمون ,و كأنهم ينتقمون من أنفسهم، يحاولون اجتياز النهر بسفينة مثقوبة.

    (1)

    بات الشرق العريق ليل العصور المظلم وقد دثروا بظلماته الكثيفة تبدد الآراء، وضُربت أصوات تنادي بالسكوت، من الذي يحمل اليوم رسالة فكر ومن الذي ينادي بكلمة حق، ومن الذي يحول مقارنة في الأرض بين الشرق والغرب، كم هي قاسية هذه المقارنة، إنها تزعزع حياة الإنسان بصراعات لا تُطاق، بين الوطنية والقومية، وبين الحضارة التقدمية وخلافات على المعتقدات، باليد اليمنى تملأ الكأس بالرحيق الطيب وباليد اليسرى يتبدد، إن الصراع من اجل البقاء أضحى موضة قديمة، يظهره انتصاره في اختيار مجالات أكثر هدوءا واكثر ابتعادا من اليابسة إلى التأمل والحسرة على شغف أرواح تتآكل مع الزمن، تموت بعدهم لا يقولون بهم كلمة تبحث عن قمم هضابنا الشرقية وتحمل كأس الهدوء والأمان.

    (2)

    المنبوذون لا يحق لهم أن ينشدوا التراتيل بالانتماء، يجرون عرباتهم ويقيمون الحواجز في الطرق، يجاهدون في النهار ويسكنون مع الليل غربته ويفترشون السماء والنجوم غطاء لهم، وبينهم وبين الأرض خطوات، يرتادون مناسكهم ويجوبون الطرق المظلمة المنعزلة باحثين عن الوصول مرددين: اعتقادنا عبادة الله وحده معتنقين دين الله، عبدناه بإخلاص، تجمعنا اللغة العربية ويمكننا أن نردد تراتيلنا المعتادة بأمان.
    (3)
    حين يصمت كل شيء ويخيم الظلام، يظل ذلك يلعب الورق، والاخر جائع، وهناك مآتم، وآخر مقيم افراحة كل ليلة، وزهور تتكسر على ضفاف حدائق غناء وارفة، احتفالات وبذخ، وأحلام وردية بائسة لا تأتي، ينام الليل ويصحو الفجر، حيث حفيف الأوراق تُعطى لذلك وتُمنع عن الآخر، وتمضي المساءات مشيبة الرؤوس لأناس ومزهرة لآخرين، بين الفكر والشعور لا انسجام كاملا، إذا كان الوسط مصابا بفقر الملامح لا يمكنه لأي سبب أن يكون منعماً، إنه لا يمد يده، والنهار ينتهي ليأتي آخر.

    (4)

    أي صورة نراها وأي نهاية لهذا الليل، الهواءُ حزينٌ، مكروبٌ خافتٌ، يخفف الحانه فيهم عند كل أهازيج تُطلق في الفضاء لاحتفال قادم، الهواء الذي تحسن طقسه مبلل بالندى، يتحرك بهدوء، ومشاعرهم بدأت تدفق نحو ذلك البيت المهجور، الخطوات متعبة، والصوت بدا مبحوحا، بعض الحمائم المتعبة تناجي في ذهابها وإيابها حفيف الأشجار لصمت بات خواء.

    (5)

    الرحلة تنتهي لا محالة مهما بدات لابد لها من سكون، إلا رحلتهم غير المحددة الوجهة، ظللت الممرات تعبهم بكنوزها وفي إفاضة الألوان، أفق للهلع المتردد وعظمة الحياة تطل لتوقف الأنفاس، إنه الدرب القاسي يحجُ نحو الألم، إنهم يرسمون بريشة العالم صوراً لتاريخ قادم، فلن يحملوا الخيبات بل على إيقاع الترانيم يصغون إلى نحيب السكوت، وبهدوء يلمس كل واحدِ جبينه ويرى في المرآة وجهه ومن بحر اللا شكل تحملهم إلى عالم الخطوط التي لا تلتقي.

    (6)

    في ميادين الشوارع التي تغص بالناس يرون وجوها مختلفة، تأتي وتذهب آلاف القصص الثكلى، كل الجراح وكل الخطايا التي يجرها زمنهم، يجعل منهم أكثر قدوما إلى القدر القاسي يترنمون بتراتيلهم القادمة في سبيل الأخذ والعطاء المتدفق في متاهات فكر عربي، وبعد ان يجف التعب من الحمل وبعد ان تُحل العقد المتشابكة، مسبحة مؤلفة بتسابيح معلنة بصوت عالٍ تسمعها حتى المسافات البعيدة، قد سمعها الله قبل أن تخرج من أفواههم.

    (7)

    إن الزهور التي تنمو في الحدائق وعلى سفوح الجبال الباردة وحتى من تعيش على الرش الكهربائي، لا تنمو في حدائقهم لأنها بور جفت ولو رُشت بالمياة العذبة فهي لا تزال عطشى، فقد حانت ساعة الرحيل، فالحق لا يُقال في كل مواقعه، له مواقع مخصصة ومزينة بالورود والياسمين، أما الحق الفقير فهو مدفون في آخر تربة من أقصى المدن المهجورة، إن نبتت الأشجار على تلك الحقيقة فالمعنى لا يحتمل التكذيب، فعندما تنبت الأرض البور أشجارا بلا ماء فبداخلها حقائق مظلومة، ستظهر بعد الأشجار ذهبا أسود يستحقون أن يغرفوا منه دون أن يعلم إلا الله بهم.


    خاتمة:



    الله المستعان.. وإن الله من وراء القصد.


    وقفة شفافة :

    زمان البقاء لزيف الكلام
    تموت الحقائق بين الشرائع
    هذا الزمان كثرت آهاته
    خلاف على مستوى كل الشرائح
    هزائم تُتلى فاقت ولايتها
    على أنقاض سود الملامح
    تعلمت في الحق أن أكتبه
    ولو خالفوني وفيها مذابح

  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. ممحاة الملامح | محمد البلوي
    بواسطة محمد سلمان البلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-08-2017, 12:15 PM
  2. قضية غامضة
    بواسطة خالد علي مرشد السويدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-03-2017, 11:08 PM
  3. عَبْدَالعَزيزِ الذي فِي القَلْبِ مَأْواهُ .. رسالة للنظام العربي
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 27-03-2011, 09:13 PM
  4. معالم على تحديث الفكر العربي
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ العِلمِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-02-2011, 12:05 AM
  5. الملامح الحداثية للشعر العربي في عمان (دراسة منشورة )
    بواسطة هشام مصطفى في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 20-01-2011, 10:56 PM